يُعرف الكاتب المصري حامد عبد الصمد الفاشية على انها :دين سياسي يعتقد اتباعها انهم يملكون الحقيقة المطلقة ،يقف قائدهم على قمة هرم السلطة، متسلحا بمهمة مقدسة، هي توحيد الامة وسحق خصومها. تسمم الفاشية اتباعها بالكراهية والحقد ،تقسم العالم الى أصدقاء وأعداء، تهدد كل من يعارضها بالانتقام، تحارب قيم التنوير والعقل ،ممجدة الروح العسكرية والتضحية بالنفس حتى الموت في سبيل الافكار الفاشية .
اما الزعيم الايطالي بينتو موسليني يصف الفاشية بأنها:الحزب أو الجماعة ذات الرابطة السياسية التي تعتمد في جوهرها على الولاء المطلق للأمة ليعلوا على كل الامورالاخرى ،مع الطاعة للزعيم الاوحد للدولة اوالحزب. يضع الاديب الايطالي (امبرتو ايكو )في كتابه( دروس في الاخلاق) اربعة عشر سمة للفاشية الخام التي ممكن ان توجد في اي حزب او تيار،.لتضع العنف كوسيلة وغاية لتحقيق الاهداف ، يضع ايكو (عبادة التراث أو التقليد )في مقدمة السمات التي تتميز بها الفاشية ، اي النزوع نحو التمسك بالماضي والتغني به ،الوقوف بالضد من اي عملية نقد او تقيم ، بالاضافة لرفض كل ألوان الحداثة. ذات الامر تحمله التيارات الدينيه بصورة واضحة من خلال ممارستها اليومية ،حيث الادعاء بأن الحقيقة شي ثابت غير قابل للتغير كالافكار والفتاوى والاراء التي هي اراء بشرية وليست إلهية ، مع ادعاء امتلاك الحق المطلق بأيمان الناس وكفرهم . نزعة (رفض العالم الحديث ) ترفض الفاشية كل الوان التقدم الصناعي والزراعي والاقتصادي، على الرغم من قيامها بالاعتماد على التكنولوجيا في كل أنشطتها، الا انها ترفض التقدم العلمي بصورة عامة وتشكك به. ترفض التيارات الدينية كل صور التقدم العلمي حيث تجد الفتوى جاهزة بالتكفير والتحريم امام اي انجاز علمي او معرفي حديث ،داعية الى العودة الى الماضي متمسكة بما كان يقوم الماضون بفعله واستخدام ذات الادوات البدائية ، على الرغم من اعتمادها الكامل في نشر افكارها على كل وسائل المعرفة الحديثة ، حالة من التناقض الفكري لدى التيارات الدينية حيث تكفر شيء ولكنها في نفس الوقت تستخدمه. (اللاعقلانية )سمة واضحة تحملها الفاشية التي ترفض التفكير النقدي ، كذلك اي ثقافة تخالف مبادئ الحزب، تعتبر ثقافة مشكوك بها. ذات الامر مع التيارات الدينية التي ترفض استخدام العقل تجاه اعادة قرأءة النصوص الدينية وتشذيبها من الخرافات والاساطير .(التشكيك الدائم بالمثقف)العدو الاول لكل الحركات الفاشية سواء دينية او غيرها هو المثقف لأنه حامل مشعل النور ،محرك الجماهير ضد عمليات غسيل الدماغ والاستغلال السيء للسلطات سواء كان السلطة دينية او سياسية .
حيث التهم جاهزة له كالتخوين ، العمالة ،التبعية للخارج .واضعة قيم الحداثة والتنوير والعقلانية هي بالضد تاريخ الامة وتراثها. (رفض التنوع) من السمات الشديدة الحضور في الفكر الفاشي بالاضافة للاضطهاد المختلفين، اذ ان الفاشية تؤمن بالاجماع ، مستخدمة الخوف والترهيب لفرضة ضد التنوع الاجتماعي بأعتباره يدعو الى الفرقة والتشرذم ، بالطريقة نفسها تتعامل التيارات الدينية بمنطق الايمان والكفر مستخدمة الافكار القديمة للتعامل مع الناس بنفس عنصري فاشي بعيدا عن روح المواطنة والعيش المشترك .(نظريةالمؤامرة )الهاجس الدائم للحركات الفاشية ، الهوس بأن الاخرين يحيكون المؤامرات مع وجود قوى خارجية تهدف الى ضرب الاستقرار والسلم الداخلي ، لذلك تهمة التأمر والخيانة جاهزة دائما ضد اي تحرك اصلاحي داخل المجتمع . ذات الامر ونفس الادوات تستخدمها التيارات الدينية ،كفكرة الغزو الثقافي لكل القيم الدينية من قبل قوى خارجية لتدمير الدين وافساد اخلاق الناس وحياتهم .الفاشية بانماطها المختلفة تتجسد الان بصورة جلية داخل التيارات الدينية التي أصبحت تمتلك السلطة لتزاوج بينها وبين الدين لتخلق نموذجا سيئا للحكم،.الخطر الحقيقي هو تغول التيارات الدينية بصورة كبيرة داخل المجتمعات ،وفي اروقة السلطة التي تنذر بالشؤم والخراب ،وما تجارب البلدان العربية الا دليل واضح على فاشية التيارات الدينية وعنصريتها .التسلط القمع الاستبداد ،وصولا الى روح الجمود والتعصب وعدم التسامح .كلها صفات تتمتع بها الفاشية الدينية التي لاتصلح لأقامة دولة تقوم على اساس التسامح والعدل والمساواة وتقبل الاخر.ان كشف زيف التيارات الدينية التي تحمل روح الفاشية ،هو من اجل المحافظة على جوهر الدين النقي ومنع ظهور فاشية دينية تحرق الجميع .
ومضة :الفاشية دين سيُعرف القرن العشرون بأنه قرن الفاشية.