بغداد/شبكة أخبار العراق- كشف مسؤولون اكراد وقادة عسكريون تفاصيل جديدة عن مواجهات قضاء طوزخورماتو،التي يخضع في هذه الساعات الى ” هدنة قلقة ” نتيجة عدم التوصل الى اتفاق جوهري ينهي الصراع في القضاء الذي من” السهل أن يشهد حربا قومية ومذهبية”. بحسب مراقبين . ونقلت مواقع كردية عن مسؤول عسكري لم تسمه القول :”ليدفع الاتحاد الوطني الكردستاني ضريبة تجاوزات الحشد الشعبي، لأنه هو من فتح الابواب أمامه لدخول المنطقة”. ويرى العديد من المسؤولين العسكريين أن الحرب المتوقعة ستكون بين البيشمركة والحشد الشعبي، فتلك القوة التي تشكلت عقب فشل الجيش العراقي في مواجهة داعش، من أجل وقف تقدم التنظيم، تقوت هيأتها بدعم من المرجعية العليا في النجف .ويطالب مسؤولون شيعة منذ مدة باستعادة السلطات الادارية والعسكرية في المناطق التي قامت قوات البيشمركة عقب احداث حزيران من عام 2014 . واندلعت للمرة الثالثة اضطرابات ومصادمات بين البيشمركة والحشد الشعبي في طوزخورماتو، وعلى الرغم من الوساطة التي قامت بها ايران والحكومة العراقية بين الاتحاد الوطني الكردستاني والحشد الشعبي، لكن الاكراد يتهمون الحشد بـ” حرق العديد من منازل ابناء القومية واختطاف عدد من المواطنين عقب ذلك”. في المقابل امهلت قيادات من الحشد الشعبي – حزب الله العراقي على وجه التحديد – قوات البيشمركه 48 ساعة لمغادرة القضاء بعد اتهامها بقتل عدد من التركمان الشيعة وهدم منازلهم وحرق مساجد يرتادونها . لكن الاكراد يصفون الحشد الشعبي بانه ” اخطر من داعش” . ويقول النائب عادل نوري، إن كتائب الحشد الشعبي تهاجم المواطنين الكرد وتختطفهم في أي مكان تحدث فيه توترات بين البيشمركة والحشد “لذا لدى الكرد في بغداد مخاوف كبيرة”. ويضيف ، أنه “عندما اندلعت الاشتباكات في طوزخورماتو جاء إلى مكتبه مواطن كردي في بغداد وطالبه بحمايته، مشيرا الى انه ” كردي من بغداد ووجه مسلحو الحشد مسدساتهم صوب رأسه لكنه تمكن من تخليص نفسه”. ونوري الذي كان قد دعا سابقا المواطنين من اقليم كردستان إلى عدم زيارة بغداد وتعريض حياتهم إلى الخطر، وأشار إلى أن حياتهم كنواب في خطر في الكثير من الاحيان، مضيفا “على مدى يومين كانوا يبحثون في نقاط التفتيش عن الكرد ليجبروهم على الترجل من المركبة، لكن للاسف نحن كأطراف كردية في بغداد لسنا أصحاب موقف موحد تجاه الحشد الشعبي”. ويطالب نوري جميع الكتل الكردستانية في مجلس النواب وجميع الاحزاب في اقليم كردستان بأن يكون لهم موقف موحد كموقفهم ضد داعش بالقول “يجب أن نكون موحدين في موقفنا تجاه الحشد الشعبي، وأن نؤمن بأن عدونا الاخطر من داعش هو الحشد الشعبي”. وتشير احصائيات جديدة كشفت عنها قيادت امنية الى ان ” الحشد الشعبي من جهة والآسايش والبيشمركة من جهة اخرى اسرى 83 شخصا من الجانبين”. وبحسب القيادات الامنية فقد “اعتقلت قوات الآسايش 35 شخصا من عناصر الحشد، بينما اعتقل الحشد 48 كرديا في طوزخورماتو، وعلى الرغم من الاتفاق المبرم بينهما لتبادل المعتقلين، مازال هناك 13 مواطنا كرديا لدى الحشد، وسبعة من الحشد الشعبي لدى الآسايش”. ويقول قائممقام طوزخورماتو، شلال عبدول، إن “هناك محاولات كثيرة لاعادة الوضع إلى ماكان عليه”، لكن مصدرا في آسايش القضاء يقول إن “الحشد الشعبي غير قابل للتفاوض وليس محل ثقة، لأنه يخل بالاتفاقيات بسرعة”. ودفعت تلك الاحداث الحكومة العراقية ومسؤولي القوى المختلفة في الحشد الشعبي إلى الدخول على الخط بسرعة، حتى إن شخصية مثل زعيم مليشيا عصائب اهل الحق قيس الخزعلي كان لديه رد فعل على استعادة البيشمركة لقضاء سنجار، فقال إن “قوة أسوأ من داعش دخلت سنجار”، مضيفا “سنرسل قوات أكثر إلى طوزخورماتو”. وتتحدث النائبة عن الحزب الديمقراطي الكردستاني أشواق الجاف عن المخاطر التي تهدد حياة الكرد في بغداد، قائلة “لدى بدء المعركة في طوزخورماتو تلقينا اتصالات تخبرنا بأن حياتنا في خطر وعلينا أن لا نخرج من المنطقة الخضراء” شديدة التحصين وسط بغداد. وتتساءل أشواق الجاف قائلة “كيف يختطفون المواطنين الكرد، ألا يفكرون في كل اولئك العرب الذين يقيمون في اقليم كردستان؟، معتبرة أن المشكلة الاكبر تكمن في أن الحشد الشعبي لا يستمع للحكومة وأي قوة اخرى، مردفة “يجب التحاور بيننا وبين المرجعية الشيعية العليا، فهم الوحيدون القادرون على اسكات الحشد الشعب”. فيما ينفي النائب عن الاتحاد الوطني الكردستاني بختيار شاويس، أن تكون حياة الكرد في بغداد بخطر، قائلا “حتى لو اندلعت حرب بين البيشمركة والحشد الشعبي فإن الكرد في بغداد لا توجد لديهم مشاكل، وبإمكانهم العيش في بغداد كما عاشوا في عهد صدام”، مستدركا أن “هناك مخاطر على سنجار وطوزخورماتو وخانقين وكركوك، وأفضل حل هو تطبيق المادة 140″. ويقول مسؤول عسكري في قوات البيشمركة في كركوك، فضل عدم الكشف عن اسمه، إن التحاور والاتفاق صعب مع الحشد الشعبي “فهم يريدون السلطة، ويريدون العودة إلى كركوك، وأن تكون لديهم سلطة مشتركة في طوزخورماتو”، مضيفا أن “الاتحاد الوطني هو من فتح الابواب لهم ومهد لدخولهم، لذا عليه أن يدفع ضريبة ذلك، وأن يجد حلا للمشكلة”. ويكشف المسؤول العسكري عن أن الحشد الشعبي، وخلال المدة التي جاء فيها إلى المنطقة “سلح أكثر من 3000 شخص في طوزخورماتو، وشكل أفواجا في مناطق اخرى للقتال ضد الكرد”.ووفقا لمعلومات حديثة واردة من طوزخورماتو، فإن عددا من قناصي الحشد الشعبي متموضعون بين المنازل والمباني، ويستهدفون الناس، وعلى الرغم من تحريرهم ثلاثة من الحرس الرئاسي بضغط من الاتحاد الوطني ، إلا أنهم اعتقلوا ثلاثة من كوادر الحزب الديمقراطي الكردستاني في مندلي، ولم يطلق سراحهم حتى الآن. ومنذ بدء الحرب ضد داعش، شكل الحشد الشعبي لواءً للكرد الشيعة في خانقين وأطرافها، يبلغ عدد أفراده 1800 شخص، وقائدهم كردي شيعي.ويقول القائد العسكري التابع للاتحاد الوطني في جنوب كركوك، وستا علي، إن “الحشد الشعبي هو قوة بلا أب وأم ومتعدد القيادات، ولا نقبل بأن يدخلون المناطق التي حررناها بدمائنا ويخربوها، أي ارض نمسكها بالدم لن نتخلى عنها إلا بالدم”. بينما يقول عضو المجلس السياسي للاتحاد الاسلامي الكردستاني، محمد حكيم، وهو من أهالي طوزخورماتو، إن “الحشد الشعبي نشر عددا كبيرا من المسلحين والقناصين في القضاء، وغير الوضع الديمغرافي للمنطقة، لذا نعتقد أن الحشد الشعبي سيشكل خطرا على اقليم كوردستان، بعد داعش”.
فتنة “الطوز” الى اين؟
آخر تحديث: