فوك الخيل فوك الخيل بقلم هادي جلو مرعي

فوك الخيل فوك الخيل بقلم هادي جلو مرعي
آخر تحديث:

فوك الخيل فوك الخيل

هادي جلو مرعي

هذه الأيام يجول في خاطري صوت مغن سوري كان يصدح بأغانيه الجميلة خاصة حين أرى مايحشده العالم لسوريا وشعبها المظلوم الذي صار العالم كله يتاجر بقضيته مع أو ضد وفي صورة مشابهة لماكان يحاك ويدبر للعراق عبر عقود من الزمن.

تقول كلمات الأغنية تلك

فوك الخيل فوك الخيل

نشد العزم نشد الحيل

ورايتنا عانجم سهيل

الأمريكيون سلموا شحنات من مساعدات مختلفة لقطاعات من المعارضة السورية على وعد برفع الحظر عن المساعدات العسكرية التسليحية بعد جملة من القرارات التي سبقتها لقاءات تشاورية للقيادات العليا في البيت الأبيض مع الرئيس باراك أوباما والتي أسفرت عن إتفاق للإستجابة السريعة لضغوط قيادات في الكونغرس من بينها ضغوط جون ماكين الجمهوري المتطرف الذي يدعو لغزو سوريا وفرض حظر جوي ودعم المعارضة بالسلاح الثقيل .السعودية أرسلت أولى الشحنات في حزيران للجيش السوري الحر الذي يقاتل الحكومة والمعارضة الكردية في الشمال ولكنها غير واثقة وغير مهتمة أيضا في إمكانية عدم حصول الجماعات الدينية المتطرفة كجبهة النصرة على السلاح وهذا ماأشار إليه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بقوله :إن الغرب يدعم قوى المعارضة السورية التي منها جزء وضعه على لائحة الإرهاب ،في إشارة الى جبهة النصرة المتشددة التي تمسك الأرض أكثر من غالب القوى المعارضة السورية ،قطر هي الاخرى تقدم المال الوفير وتشتري السلاح وتبعث به الى جبهة القتال الى جانب قوى إقليمية مصرة على إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد .على الجانب الآخر لايخفي الروس والإيرانيون وحتى الصينيين والعراقيين عدم الرغبة في إسقاط حكومة دمشق والمضي في رحلة مفاوضات قد تؤدي الى حلول سلمية وإنتقال هادئ للسلطة يضمن مصالح الأقليات الدينية والعرقية المعرضة للإنتهاك في حال تغيير عسكري وسياسي شامل وليس غريبا أن تقدم روسيا شحنات أسلحة الى دمشق تقول عنها ،إنها ضمن تعاون إستراتيجي ليس وليد المرحلة الحالية بل هو قديم وراسخ وتنفيذ لمعاهدات وصفقات تم إبرامها قبلا مع حكومة الأسد .أغنية فهد بلان الشهيرة التي غناها من عقود تحولت الى وصف للحال السوري ولرغبة اللاعبين الدوليين والإقليميين فهم يشدون العزائم من أجل دعم كل طرف من الأطراف المتصارعة بحسب المصلحة الإستراتيجية ونوع العلاقة التاريخية ..الروس والصينيون والإيرانيون يحتفظون بكم هائل من الذكريات مع الرئيس الراحل حافظ الأسد حيث رسخها على مدى زمني طويل وهي لاتريد المرور الى المعسكر الآخر فهذا مهين لها على المدى الطويل وتضييع لفرص حضور كبرى في المنطقة الموغلة في علاقات قوية مع الغرب والولايات المتحدة الأمريكية،ثم هاهي مجموعات قتالية تدخل الأراضي السورية من جهات عدة وقوى منظمة بحسابات معقدة ونوايا متباينة بحسب الطائفة والإنتماء السياسي والعقائدي ، عدا عن  إمكانية تأثير سلبية على دول جوار بدأت الأحداث تتصاعد فيها وهي مرشحة للإحتقان أكثر خلال المدة المقبلة، والجميع يغني .فوك الخيل فوك الخيل .

 

 

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *