في الفلوجة لنا أطفال بقلم هاشم العقابي

في الفلوجة لنا أطفال بقلم هاشم العقابي
آخر تحديث:

حدثان التصقا بذاكرتي منذ دخولي بريطانيا الى اليوم. الأول، حين كنا في سهرة تضم مجموعة من الطلاب العراقيين في مدينة كارديف، التي كنت ادرس بها، واتصلت زوجة أحدنا به لتخبره بان الشرطة يطلبون حضوره فورا لبيته. خير؟ ان جيران زميلنا اشتكوا عليه لان اطفاله يلعبون بالشارع في ساعة متأخرة من الليل. كان ذلك بحدود الساعة العاشرة مساء. عاد صاحبنا مسرعا الى بيته. عرفنا منه، في اليوم التالي، ان عدم الاهتمام برعاية الأطفال من قبل اسرهم جريمة وتركهم لوحدهم بالشوارع ليلا قد يرغم الدولة على سحبهم الى مراكز الرعاية. أنزعج زميلنا واخذ يسب ويشتم بريطانيا كلها لأنها تتدخل بين الاب وابنائه. أجبته بوقتها والله انه لبلد عظيم ودولة تستحق الاحترام الى يوم الدين، فزعل مني.
الثاني، يوم قام القنصل الايراني في مدينة مانشستر بذبح خروف عيد الأضحى بالشارع العام. جن جنون اهل المدينة وطالبوا بترحيل القنصل فورا. لقد شاهد أطفالهم عملية ذبح الخروف “على الهوا”. طالب بعضهم إيران بدفع تعويضات لأهالي الأطفال الذين شاهدوا حزّ رأس الخروف لان `ذلك سيسبب لهم اعاقات نفسية في المستقبل.
تذكرت هذين الحدثين صباح اليوم وانا اتابع ما ينقل عن سقوط الفلوجة بيد إرهابيي “داعش” ومحاصرتها من قبل قوات الجيش حتى قيل انها عادت بلا ماء او كهرباء او غذاء. لم تحضر صورة في ذهني غير حالة أطفالنا هناك. أطفال يعيشون تحت سلطة ذباحين بامتياز. رؤية وجوههم لوحدها، عدا عن سكاكينهم، تكفي لتعقيد مليون جيل نفسيا. هل فكر مسؤول عراقي امني او غير امني بهؤلاء؟ يا إلهي، كم هو عدد الأطفال المرتجفين والجائعين في الفلوجة هذا الصباح؟ وكم منهم اشتم رائحة الذبح والبارود قبل وبعد ان ينام؟ أيلعبون مثل باقي الأطفال؟ وبماذا يحلمون؟ وكيف يرون لون السماء؟ وهل هناك أفق في الفلوجة يرونه ويراهم؟
ثم، هل فكر بهم رئيس الحكومة وهو يجتمع مع احفاده ليفطر هذا الصباح؟

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *