قتل الكتب

قتل الكتب
آخر تحديث:

حسين رشيد

 القراءة مشروع متعدد الابعاد والمستويات المعرفية، ما يحتم وجود بوصلة شبه موجهة للقراء لا تكون عبئا او سلطة على القراءة، بل فرصة واداة لزيادة الوعي وفتح مغاليق الجهل في المجتمعات المتأخرة، ومراجعة الكتب في الصحف اليومية والمجلات الدورية والملاحق المختصة قد تكون نقطة مهمة ليبدأ القارئ والمعني والمختص من خلالها البحث عما يجده ملائما لذائقته القرائية واهتماماته المعرفية وتخصصه، كما ويمكن إن تكون اداة اختيار وسط ما يصدر شهريا من كتب باللغة العربية او المترجم اليها من لغات اخرى. أهم ما في المراجعات والقراءات وعروض الكتب بعد الكاتب والكتاب مكان نشرها في ، صحيفة يومية، ملحق خاص بالكتب، مجلة دورية، موقع الكتروني، وهنا ايضا ثمة مفاضلة بين كل مكان نشر واخر وفي ذات الوقت اهميته من حيث الرصانة وسعة الانتشار وعدد القراء (الورقيين والالكترونيين) والمشرفين من اعضاء هيئة التحرير والاشراف واهتمامهم بالقراءة والترويج للكتب التي يمكن ان تقدم فائدة عامة للمجتمع وللقراء الهواة.تحتاج مراجعة الكتب إلى دراية ومعرفة كبيرة بالعمل الذي يقوم الكاتب بإجراء مراجعة او قراءة او عرض له وقدرته على الاختصار والتكثيف ومعرفة تامة باساليب القراءة فضلا عن الالمام ولو بنسبة معينة بموضوع الكتاب والتخصص فليس من المنطقي ان يقوم اي صحافي او كاتب بمراجعة كتاب يتحدث عن التاريخ او الاقتصاد الحديث او التداخل بين الاقتصاديات او كتاب يتناول العلوم الحديثة في الطب والفلك والتكنلوجيا وغير ذلك من الاختصاصات التي تتطور يوميا، واذ ما حدث ذلك لاجل تنفيذ العمل او المكافأة فحتما تأتي المراجعة سطحية وبسيطة وركيكة وقد تكون اساءة للكاتب والكتاب في نفس الوقت ونحرهما، لذلك لا بد من أن يكون الكاتب على اطلاع تام بالموضوع الذي سيقوم بمراجعته والكتابة عنها التي ستكون بمصاف الترويج الاعلاني والتسويق للكتاب والكاتب.ما تفتقد إليه هذه المراجعات او القراءات هو البعد النقدي والالمام بطرق الكتابة الحديثة المشوقة، ما يجعلها دون المستوى المارد بالتالي لن تكون ذات فائدة للقارئ والكاتب هذا ان لم تكن مسيئة بشكل او باخر للكتاب والكاتب عبر طريقة العرض والقراءة السطحية والتبسيطية للكتاب، والملفت للنظر ايضا إن في الكثير من المراجعات، ثمة تفاوت كبير وفوضى تحامل وتسقيط وتشهير وهناك المجاملة ايضا والمديح مجاني والاطراء المبالغ فيه وهنا ثمة مفارقة اذ يتكفل البعض من “الكتاب” الى ممارسة الكتابة الاطرائية المتبادلة، وفي اماكن نشر مختلفة او ان يقوم الكاتب نفسه بالكتابة عن كتابه باسم مستعار ونشره، وهنا تكمن الخيبة الكبرى. المراجعة هنا أو عرض الكتاب تكون بمصاف مقالة قصيرة مكثفقة مختصرة تتقيد بالمساحة الممنوحة او المخصصة لها اذ يستطاع من خلالها إلقاء نظرة على محتوى الكتاب ليقرر القارئ او المتصفح للموقع الالكتروني او الصحيفة اليومية قراءة الكتاب من عدمه وهذا خاضع لطريقة المراجعة والعرض واهمية الكتاب والكاتب والتخصص، لكن ثمة سؤال من يقوم بهذه المراجعة او القراءة او عرض الكتب التي قد تقتل بدل إن يروج ويسوق لها؟.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *