هادي جلو مرعي
هكذا يبدو، فعين أوردوغان ليست على كوباني كمشروع تركي، بقدر إرتباطه بمحاولة إذلال الأكراد، ووأد حلم الدولة الذي تحدثنا عنه في مناسبة سابقة، ولهذا فتركيا قررت إمداد مجاهدي داعش بالسلاح والذخيرة والأموال ومنعت ملاحقتهم داخل أراضيها، ووفرت الملاذ الآمن لكثيرين وسهلت مرورهم الى سوريا والعراق وعقدت معهم صفقة كبرى لإنهاء مشروع البرزاني في إقامة الدولة الكردية المنتظرة، ويبدو عن قرار إنشاء منطقة عازلة لايندرج في إطار قرارات حماية الحدود بل من أجل ترسيخ مفهوم جديد للتعامل مع الكورد الحالمين ومنعهم من إقامة دولتهم من خلال تقطيع أوصالها قبل أن تنشأ، ولهذا فكوباني ستستباح من قبل مجاهدي داعش وستدمر ليتسنى دخول الجيش التركي، وربما تمدده الى دير الزور والرقة وحلب.
الهدف الأكبر هو كركوك، ولهذا يعمل تنظيم داعش على تهديدها والتحضير لإجتياحها تلبية لرغبة تركية، فطبيعة الحدود والجغرافيا والواقع السياسي يمنع أوردوغان من إرسال جيشه الى كركوك وغعلانها مدينة تركية لوجود أقلية تركمانية مضطهدة من قبل الأكراد الذين تمددوا كثيرا وتمادوا حسب العرف التركي في مطامحهم، ولم يجدوا عينا حمراء من بغداد الغافية على حلم التخلص من الإرهاب والتفخيخ.
يعمل تنظيم داعش على حشد مقاتليه للهجوم على كركوك، وبينما طرد الأكراد نظرائهم في الحكومة المركزية وسلبوا أسلحة جيشهم يحاولون الإعتماد على الدعم الدولي لكن كركوك ليست أربيل وربما لن يتسنى للغرب منع داعش من إجتياح المدينة فهي في النهاية ليست عاصمة الإقليم وليست بغداد ولكنها قد تستباح مثل كوباني فتحقق هدفا تركيا معلنا في أحيان ومخفيا في أخرى.
الأسلحة التي لدى تنظيم داعش غير متوفرة حتى لدى الجيش العراقي الذي أصبح مثل النازحين يتلقى المساعدات من الجو للأسف كما فعلت طائرات التحالف من يومين فوق مصفى بيجي وكأننا لانمتلك طائرات هليكوبتر، ولا قنان مياه، ولاأطعمة، بينما يمكن جمع عشرات الملايين من قنان المياه المعبأة في معامل عراقية بدلا من بيعها في علوة جميلة وإرسالها الى الجبهات.ولهذا من الصعب التكهن بمدى جهوزية البيشمركة الذين لاتتوفر لهم الأسلحة الثقيلة وينقصهم التدريب.
تريد تركيا قهر الأكراد بكل الوسائل والسيطرة على المنطقة بالكامل وتمرير سياساتها رغم علمها بوجود منافسين كإيران وغير راضين كالسعودية ومصر، ومشككين كأمريكا وبعض الحلفاء.