خالد القره غولي
لا ادري حقاً من المستفيد من موضوع وقضية ( اللآجئين ) .. سوريا أم الاردن وتكاد تموتان من الجوع بعد أن تسبب اللآجئون ( العراقيون ) في إحداث مجاعة في هذين البلدين !أم ( الأمريكيون – الإيرانيون ) الذين يسعون بطرق شتى لإخلاء العراق من أهله وتقسيم (25) مليون برميل نفط خام درجة أولى فيما بينهما ، أم الحكومات العراقية المتعاقبة الحائرة الباحثة عن ألف حل وتبرير وإجابات لأسئلة ومطالب لشعبها المعذب ، أم أعضاء البرلمان السابقين المنهمكين في زيادة رواتبهم أم الأعضاء الجدد وكيفية الدخول إلى قبة البرلمان النيابي بوجه جديد .. والشيء بالشيء يذكر أن هؤلاء سينضمون بأغلبهم مع قوافل ( اللآجئين ) المزعومين في دمشق وإيران وتركيا وبيروت ولندن ودبي وعمان لكن في فنادق الدرجة الأولى والفلل والشقق الفخمة التي سيبنوها بعرق جبينهم !لا هؤلاء ولا أولئك .. قضية ( اللآجئين ) وهو اسم كريه ومنبوذ ولا يستسيغ سماعه احد إذا ما نظر إليه من باب آخر وهو الهجرة المؤقتة لوجدت آلاف الحلول لها .. العراقيون في الخارج منذ عشرات السنين في أمريكا ويشكلون جالية عظمى في ديترويت ومشغان وكاليفورنيا وواشنطن وفي كندا وأمريكا الجنوبية والدول الاسكندينافية وفي بريطانيا واستراليا ومعظم دول أوربا وروسيا واسيا وأفريقيا والعراقيون تعرض حتى اليهود منهم إلى هجرة قسرية بعد نكبة ( 1948) إلى إسرائيل وها هم لحد الآن يتمنون ويتحرقون شوقاً لزيارة العراق , العراقيون هاجروا وهجّروا لأسباب عديدة وصلت ذروتها بين اعوام ( 1991 – 2003 ) .. والبحث عن لقمة العيش بعد تعرضهم لحصار اقتصادي لم يشهد له التاريخ مثيلاً ، ثم الهجرة الكبرى منذ سقوط بغداد بيد قوات الاحتلال ( الانكلو – أمريكي ) ، لكن العراقيين مهاجرين ومهجرين ليسوا لاجئين فقد خرجوا مضطرين مثقلين بالأحزان ، خرجت نساؤهم ثكالى ، وأطفالهم أيتام ، وشيوخهم باكين على من مات بنيران أمريكية أو بنيران الجار والشقيق .. خرجوا ووصلوا إلى دمشق وعمان يحملون معهم قلباً مفعماً بالأمل وعقلاً لا يقبل الذل وجيوباً ملى بالقناعة وبما ادخروه من شقاء عمرهم وعملهم وتعبهم- أسواق وشوارع ودكاكين وبورصات دمشق وعمان تشهد للعراقيين مسعاهم لخدمة البلد الذي يضيفهم فقط وهم غير جائعين ولا يستجدون أحداً ، أسسوا الشركات وأعادوا الحياة إلى أسواق ميتة وبدأت الحركة بين هذين البلدين والعراق تنتعش ، واسألوا بذلك المنصفين من أشقائنا في سوريا والأردن أين يقطن ويسكن العراقيون وماذا يأكلون وكيف يتنقلون وكيف يعيشون ، أما موضوع (اللآجئين ) فهو أكذوبة أطلقها بضع موظفين بما يسموا بالأمم المتحدة لتوسيع دائرة السلب والنهب لتشغيل آلاف العاطلين في هذا المنظمة المشبوهة وبإذن الله الذي لا تضيع ودائعه العراقيون وديعة الله في ارض العروبة ، سيعودون إلى بلدهم العراق الموحد الصامد والى دأبهم وديدنهم لفتح أبواب بلدهم لكل العرب والمسلمين وان غداً لناضرة قريب .. وأخيرا أحب أن اذكر لان لا أحد يصدق ( بالصحافيين ) أن من بين أروقة وباحات جامعة الدول العربية وضجيج اجتماعاتها وزقزقة مندوبيها يظهر واضحا للعيان أن العرب أصبحت لهم كلمة واحدة وان طريق النصر على أعداء الأمة العربية مفتوح فقادة العرب اليوم بين متأمل ومبتسم ومزهو بالنصر على الورق يخرج مداد الحقد وحبر الانتقام ناثرا نار كراهيتهم بلا هوادة وممن اقرب المقربين للعراق فها هم البعض من المسؤولين في ( دول الجوار ) يتلاعبون بكيفية إطلاق الكلمات الغير مسؤولة تجاه الشعب العراقي في هذه المناسبة قضية احتلال العراق وينقلون لعنة الكراهية بلا خجل ولا حياء عبر الصحف والمجلات والفضائيات ليعبروا عن سلالة حاقدة وتراث تعمق وتوغل في كره العراق والعراقيين ولا يبدو قابل للتغير.. وهو جرس إنذار خطير لكل العراقيين الذين اعتقدوا أن البعض من ( دول الجوار ) .. قد دار شراع سفينتهم نحو الأخوة والمصالحة وترك الماضي يندمل في أجواء صحيحة بكل ما يحمله من أوهام وأحزان بين الأشقاء ..