آخر تحديث:
بقلم:علي الكاش
تحولت قضية الرائد العراقي البطل ( قسم مكافحة المخدرات في البصرة) علي شياع المالكي الى قضية رأي عام، بعد أن عجزت الحكومة العراقية عن الوقوف مع رجل القانون، هي ملزمة بالدفاع عنه لأنه قام بواجبه بمهنية عالية. وحرصه الوطني جعله يكشف شبكة مخدرات يديرها معمم ايراني وليس ارجنتيني ولها فروع في البصرة، وكما يبدو ان كلام رئيس اللجنة الأمنية حاكم الزاملي كان صحيحا عندما صرح بأن شبكات المخدرات تشرف عليها كتل سياسية ممثلة في الحكومة والبرلمان، وهذا هو التفسير الوحيد لمعرفة التخاذل الحكومي في مكافحة تجارة المخدرات، وإنحراف بوصلة الدولة المصدرة من ايران الى الأرجنتين كما زعم رئيس الوزراء العراقي وهو ايراني الولاء، فرنسي الجنسية.
كان الرائد المالكي الذي خذلته الحكومة ومجلس النواب ومجلس محافظة البصرة ووزارة الداخلية وعشيرته (بني مالك) شجاعا وصريحا للغاية، ولا يخشى في الحق لومه لائم، وهذه الصراحة جعلته يضع النقاط على الحروف، وتشخيص المشاكل التي تواجهها محافظة البصرة، وهي الساحة الخلفية للنظام الإيراني، والتي تزيين شوارعها صورة الخامنئي والخميني، والتي أفتتحت شارع الخميني الجديد، وقرر مجلس محافظتها غير الموقر جعل مرفق تبول فيه المقبورالخميني وتوضأ كمزار مقدس لأعوانه من شيعة البصرة.
أريد لهذا البطل ان يكون كبش فداء، وصارت قضيته بمثابة تحذير لكل ضابط عراقي بغض النظر عن رتبته ان يمسك رجل ايراني يتاجر بالمخدرات سواء كان معمما أم غير معمم، لكن الأخير يعتبر خطا أحمرا لأن المرجعية الدينية ومجالس المحافظات تحتضن المعمم بغض النظر عن جريمته، فالعمامة فوق القانون، والقانون العراقي تحت مداس أصحاب العمائم، هذا هو الوضع الحالي للعراق. لا تُدهش! مع العمامة يمكنك ان تدخل على رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان وكبار القضاء وتحقق طلبك بغض النظر عن مشروعيته، جميعهم يتملقون لعمامتك وطوع خدمتك. مع العمامة يمكنك ان تزور وترتشي وتسرق وتزني وتقود وتتاجر بالمخدرات وتقتل وتخطف وترتكب كل الكبائر والصغائر دون ان يلاحقك القضاء العراقي، البراءة دائما في جيبك، ويمكنك أن تطالب بالتعويض، وسيقف القضاء معك في هذا الشأن مضحيا بسمعته إرضاءا لعمامتك وخواتمك وسبحتك الطويلة. انه عراق العمامة التي تتحكم في كل مقدرات العراق السياسية والإقتصادية والثقافية والإجتماعية. غالبا ما تختفي تحت عمامة رجل الدين العراقي جوقة من الأبالسة والشياطين وهم يطبلون له و يزيون لها المساويء، ويمهدون لها الطريق لنيل كل ما يريده مرتديها، لذا ليس من الغريب ان لاتجد معمما واحدا في السجون العراقية، فالعمامة عمامة جدهم النبي محمد كما يزعمون، وعمامة جدهم تسمح لها بإرتكاب كل الموبقات، بمعنى ان العمامة صارت تستر العيوب والرذائل، وهي مناقضة لأعمال الخير، وربما إذا إستمر الحال في العراق على ما هو عليه الآن، سوف لا يجرأ رجل الدين مستقبلا على لبس العمامة، والا أشبعه الناس ضربا بالنعل، على قول الشاعر:
قوم إذا صفع النعال قذالهم … قال النعال: بأي ذنب نصفع؟
الجريمة التي إرتكبها الرائد المالكي انه القى القبض على رجل ايراني معمم يتاجر بالمخدرات، وهو لا يعلم ان القانون العراقي ـ غير المعلن ـ لا يسمح بإلقاء القبض على أتباع النظام الإيراني. الأيرانيون في العراق جميعا دبلوماسيون وان لم يحملوا الجوازات الدبلوماسية، فهم يتمتعون بحصانة مثل حصانة النواب العراقيين، ربما يمكن رفع الحصانة عن النائب العراقي، لكن لا يمكن رفعها عن المواطن الإيراني حتى لو ارتكب جرما مشهودا أمام الجميع، انه الإيراني المقدس الذي يدلك العراقيون أقدامه ويقبلونها عند زيارة الأربعين، وكان يفترض بالحكومة العراقية أن تشرع قانونا يوضح للوزارات جميعا بأن الإيراني يحمل حصانه، ولا يجوز التعرض له لأن القنصل الإيراني سوف يزعل، بالطبع غضب القنصل كفيل بجعل بعض النواب العراقيين يقبلون حذائه الوسخ كي يكظم غيضه ويتسامح معهم على أية هفوة تحصل بحق مواطنيه.
النقاط التي أثارها الرائد الهمام:
-
تنتشر المخدرات في البصرة بشكل كبير جدا وان حوالي 80% من الشباب والشابات يتعاطونها.
-
ان المخدرات تنتشر في المدارس والجامعات في البصرة.
-
ادت المخدرات الى تزايد جرائم زنا بالمحارم، وهناك المئات من الحالات التي تتستر عليها الحكومة ووزارة الداخلية ومجلس محافظة البصرة، فهذه الجرائم ملازمة لتعاطي المخدرات. ومن يتكتم عليها إنما هو بالنتيجة يشجع عليها، ويفترض ان يتم التثقيف حولها وبيان مخاطرها وليس كتمانها.
-
وصلت الحال بأن بعض المدمنين على المخدرات يرهن زوجته لتاجر المخدرات ليلة أو أكثر مقابل الحصول على المخدرات (بمعنى دياثة).
-
إذا استمر الحال فإن البصرة في طريقها الى الفناء، وهي تهرول سريعا الى الهاوية الحتمية.
-
ان المخدرات تأتي من ايران وليس من الأرجنتين كما زعم رئيس الوزراء الذي جعل من نفسه إضحوكة بهذه الإكذوبة، فقد حدد الرائد المالكي مكان وطرق التهريب، وكيف يمكن متابعتها والحد منها، وبين ان أصحاب الزوارق البصراويين يأتون بالمخدرات من الجانب الإيراني مقابل (300) دولار لكل طلعة نهرية.
-
أعتقل الرائد لمدة شهرين، في حين أطلق سراح تاجر المخدرات الإيراني بعد (15) يوما فقط من الإعتقال، علما انه كان رهن الإعتقال في سجن خمسة نجوم، فنواب الشعب الأشاوس ومنهم (كاظم الصيادي) والمعمم (صباح الساعدي) وغيرهم زاروا التاجر وجلبوا له الطعام وطمأنوه بأنهم يتوسطون له، مع تأمين كل احتياجاته، بمعنى هم نواب خدم درجة أولى، فهم بدلا من خدمة من إنتخبهم ببلاهة، يخدمون تجار المخدرات الإيرانيين.
-
تعرض الرائد الى تهديدات هو وعائلته من قبل المجرم الهارب الى ايران (واثق البطاط) ، وقام أحد الضباط الجبناء الأنذال بصفع الرائد المالكي خلال إعتقاله على أساس ان الصفعة هدية من المجرم واثق البطاط وقد أوصلها بأمانة! يفترض أن يعلن إسم هذا الضابط السافل ويعرفه العراقيون، بدلا من التستر على إسمه، هولاء الأوغاد لا بد من تعريف الرأي العام بهم، فهم لا يستحقون مناصبهم، ويفترضوا ان يُحالوا الى المحاكم، ويُطردوا من الخدمة.
-
محاولة عضو مجلس المحافظة في البصرة ( ابو حسن الساعدي) بإقناع الرائد المالكي بالذهاب الى القنصل الإيراني والإعتذار منه لأنه قبض على تاجر مخدرات إيراني! إن غضب القنصل الإيراني يعني غمامة سوداء ستظلل سماء البصرة. بالطبع رفض الرائد الهمام الإنصياع للمحاولة الرخيصة من قبل قزم ايران ( ابو حسن الساعدي).
-
ذكر الرائد المالكي ان جميع الإتصالات مع هذا الساعدي وتاجر المخدرات وغيرهم موثقة عنده ويمكن الرجوع اليها، وعرضها على القضاء.
-
إنقلبت الآية بشكل عجيب، فقد تحول رجل القانون الى متهم، وتاجر المخدرات الى مدعي، فالأخير طالب الرائد بـ (50) الف دولار كتعويضات، بدعوى ان له مزارع خيار (ربما كنية عن المخدرات) في ايران، وان مزرعته خسرت بسبب غيابه الميمون عنها، وإتهم المالكي بأنه كان السبب وراء موت أبيه في ايران، الذي صعق بسماع خبر إلقاء القبض على إبنه المجرم ( وربما مات بسبب معرفته ان إبنه المعمم يمارس تجارة المخدرات، وهذا السبب برأينا أكثر قبولا).
-
أعيد الرائد المالكي الى السجن مرة ثانية، بدعوى انه أعلن خبر توسط ( ابو حسن الساعدي) لتفريغ شحنة غضب القنصل الإيراني، مع ان الرائد في آخر كلمة له وهو في طريقه الى السجن ـ ماشيا بقدميه ـ أكد المعلومة وعنده إثبات عن هذه الوساطة الرخيصة. ولاشك ان دعاة الكلام وفضح الفاسدين من الطابور الخامس مثل (صباح الساعدي) و(كاظم الصيادي) يقفون أيضا وراء إعتقال الرائد لأنه عراهم من ورقة التوت الأخيرة أمام العراقيين، وكشف حجم ضحالتهم وكذبهم في كشف الفاسدين، هم اليوم يدافعون عن تاجر مخدرات ايراني، الذي يمارس دورا تخريبيا في البصرة، فأين الكلام من الإفعال يا نواب الرياء والدجل؟ الا لعنة الله على الظالمين، والمدافعين عنهم وحماتهم.