قنواتنا الفضائيَّة لطفاً ..

قنواتنا الفضائيَّة لطفاً ..
آخر تحديث:

حسين رشيد

تتندر إدارات الفضائيات العراقيَّة قبل شهر أو شهرين وبالكثير ثلاثة أشهر من قبل حلول شهر رمضان، وتبدأ بالإعداد لدورة برامج يفترض انها خاصة الشهر، لتأتي أغلب فقراتها وبرامجها متسرعة، مملة . فنجد البرامج الترفيهية والمسلسلات الكوميدية، وقعت في فخ التكرار ، دون تلمس فكرة ناقدة بشكل بنّاء ومتحضر لمشاكل المجتمع العراقي والظروف الصعبة التي يعانيها الفرد العراقي الا ماندر. كذلك اعتماد هذه البرامج على وجوه وأسماء معينة، تتقافز بين برامج تلك الفضائيات، إذ لم تتكلف أو تتكفل أي فضائية، بالبحث عن أسماء ومواهب جديدة، يمكن لها أن تنطلق عبر دورة برامج رمضانية. الحال الذي يؤشر إلى عدم وجود رؤية أو آلية عند هذه القنوات في الكشف والبحث عن أسماء ومواهب جديدة.اما برامج المسابقات فقد باتت عبارة عن بوابة “شرعية” لسرقة رصيد المواطن المتصل، وذلك من خلال التعاون بين الفضائيات وشركات الهاتف النقال، حيث يتم صرف نسبة جيدة للفضائيات من إيرادات الاتصالات الهاتفية لهذه البرامج التي تثير هي الاخرى السطحية في طرح الاسئلة والاجابة عليها قبل المتصل او المتسابق، مثلما بينت بعض من هذه البرامج سطحية عدد من المقدمين الذين لايفرقون حتى بين الشخصيات الشهيرة في العالم.وحتما الامر لم يتوقف عند هذا الحد فثمة برامج يبدو انها مكرس لاذلال الناس عبر توزيع مبالغ مالية كهبات من ادارة هذه القناة وتلك، في حين يشكو الزملاء العالملين في اغلب القنوات الفضائية من تاخر استلام مرتباتهم الشهرية. 

فيما تبرع قنوات اخرى بالترويج لافكار دينية تقف على حافة التطرف، يفترض مع المرحلة الجديدة وطرد داعش الابتعاد عنها وعدم الترويج لها بل التأسيس لمرحلة تعايش جديدة يأخذ فيها النصح والارشاد الديني دورهما في بنائها وتعزيزها.وسط كل هذا الكم، نجد أن هناك إصرارا وتعمدا من قبل الفضائيات، على تغييب الثقافة والمثقف والأديب والفنان والأكاديمي عن البرامج الرمضانية، لابل حتى البرامج الثقافية التي كانت تقدم ضمن الدورات التلفزيونية اختفت.  وإذا تساءلت أو سألت أحد المعنيين بالأمر، فسيكون الجواب إن أجواء الشهر لا تتحمل برامج ثقافية أو أدبية، وإن المشاهد يريد أن يضحك ويفرح، وظنهم أن ما يتم عرضه يدخل البهجة والسرور في نفس المتابع العراقي. وهذا تسطيح لمنظومة العقل العراقي وتسفيه لاهتماماته الحقيقية، وجعها اهتمامات ببرامج تهريجية لا تقدم سوى الملل لمن يشاهدها.في حين نجد الفضائيات العربية ما أن ينتهي شهر رمضان حتى تبدأ بالإعداد لدورة برامج شهر رمضان المقبلة، والتسابق في كسب المشاهد، من خلال إعداد خطة عمل مهنية علمية، حيث يتم العمل على اختيار برامج تبث في أوقات تكون ملائمة للفئات التي تخاطبها تلك البرامج كذلك البحث عن أفكار جديدة ومثيرة لبرامج ترفيهية وتثقيفية في ذات الوقت، تشد المشاهد إليها وتجعله يترقب وقت بثها. فثمة مردود مالي  سيجنى من خلال الإعلانات التجارية وبثها في وقت الذروة لتكون المحصلة كسب أكبر عدد من المشاهدين، مع مردود مالي وربحي جيد جدا.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *