“قيامة الموصل” .. من وراءها بقلم جلال النداوي

آخر تحديث:

صور وافلام فيديوية اكثر من مأساوية تلك التي نراها يوميا ، بل في كل ساعة تحملها للعالم القنوات الفضائية ووسائل التواصل الالكترونية عما يجري في مدينة الموصل هذه الايام وتحديدا في ساحلها الايمن بعد الابادة البشرية التي خلفها القصف “الذكي” للطائرات الهمجية والتي جعلت منها احياءً منكوبة .

ولربما اليوم ونحن نلقي باللوم على هذه الطائرات وجيوشها مثلما نحمل ميليشيات هادي العامري وابو مهدي المهندس التي عاثت في ارض الموصل شنائع لاتغتفر ، نسينا او تناسينا مفتاح هذه الجرائم وصانعها الاول رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الذي اسس لهذه المجازر الجماعية والتي يذهب ضحاياها بالمئات .
فالمالكي بدء بنفث سمومه الطائفية القاتلة على نينوى منذ اطلق العنان لقطعان جيش كان يأتمر بامره باعتقال وقتل رجالها وشبابها بل حتى شيوخها ونساءها الذين لم يلقوا منه في افضل الاحوال غير الاهانات والسب والشتم المذهبي المقيت سواء كان ذلك في نقاط السيطرة والتفتيش القسري او في تعاملات العسكر اليومية وهم يجوبون شوارع هذه المحافظة العراقية ..
وبعدها ارتكب جريمته الشنعاء باعطاء الاوامر العسكرية بالانسحاب وفسح الطريق لغول العصر تنظيم داعش الارهابي دون ان تطلق قطعانه يومها رصاص القتال لتوقف زحف هذا الغول المدمر ، حيث توصلت اللجان البرلمانية حينها الى قناعات مؤكدة حملت المالكي ومن معه من كبار ضباطه مسؤولية ذلك الانسحاب والتي طالبت باحالتهم جميعا للمحاكمة لولا الاوامر الايرانية التي منعت هذه المحاكمة واكثر من ذلك استقبلته طهران وخامنئها استقبال الابطال ووضعت له ريشة على رأسه وعاد الى بغداد عودة المنتصرين .
كانت الادلة الثبوتية التي اقترنت بافادات كبار ضباطه تؤكد بما لايقبل الشك ان نوري المالكي هو المسؤول الاول ، بل ان تصريحات نقلتها اشرطة فيديو منسوبة له يتبجح فيها بانه اراد لاهل الموصل ان يذوقوا طعم العذاب على يد داعش تشفيا وارضاءً لنزواته الطائفية التي لم يخفيها يوما .. وازيد على ذلك بالتصريحات التي ادلى بها القيادي في حزب الدعوة علي الاديب والذي كان في صراع معه ، قال فيها مانصه ؛ المالكي هو من فتح الباب لداعش بحجة تأديب اهل الموصل ، كما وصفه بالخائن ،، وهذه شهادة موثقة جاءت من شريك له في حزب الدعوة الذي يحكم البلاد ، ناهيك عما ورد من تصريحات لمسؤولين اخرين تدينه وتؤكد تحمله المسؤولية ..
وامام هذه الحقائق التي لاينبغي ان نغفلها ، لابد من احالة نوري المالكي رئيس الوزراء السابق الى محكمة دولية والمطالبة بتوجيه الاتهام له بتسببه بكل ماجرى ويجري اليوم من فضائع وحشية في الموصل يراها العالم في كل ساعة بما تحمله نشرات الاخبار من تقارير هزت الضمير العالمي .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *