قيس الزبيدي وفيلم ” واهب الحرية”

قيس الزبيدي وفيلم ” واهب الحرية”
آخر تحديث:

 بيروت / شبكة أخبار العراق- في عرض استعادي، استضاف مقهى ” تاء مربوطة ” الثقافي وسط بيروت، فيلم المخرج العراقي قيس الزبيدي ” واهب الحرية ” مساء امس، وسط حضور ثقافي وفني كبير. الفيلم المنتج في العام 1989 والحائز على الجائزة الذهبية في مهرجان دمشق السينمائي في سنة انتاجه، هو عبارة عن فيلم تسجيلي طويل في تسعين دقيقة يؤرشف فيه فترة من اقسى الفترات في تاريخ انبثاق المقاومة اللبنانية بمختلف تشكيلاتها لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي في تلك السنوات. وتكمن أهمية هذا الفيلم بانه احد اندر واكثر الأفلام الوثائقية واقعية وتسجيلا شبه تام لكاميرا الزبيدي لكل مراحل تلك المعارك الشرسة. ويعد الفيلم مرجعا فريدا ليوميات المقاومة اللبنانية، حيث يتضمن لقاءات مباشرة مع افراد المقاومة الشعبية وبعض من الشخصيات، كما يسجل بواكير الصراعات الدامية حينذاك، وتداخلات كثيرة اتسمت بها تلك المرحلة المأساوية من تاريخ لبنان المعاصر. ويعرض مراحل تأسيس جبهة المقاومة الوطنية (جمول)، ما بين عامي 1982 و1988، ويتضمن لقاءات وحوارات مع أهالي الشهداء، موثقة بصور فوتوغرافية ومشاهد فيديو ومقاطع من أفلام سينمائية على إيقاع موسيقى وأغان لزياد الرحباني ومارسيل خليفة وسامي حواط . ” واهب الحرية ” كفيلم تسجيلي طويل، يحظى في كل مرة من عروضه الاستعادية باهتمام بالغ من قبل جمهور الحاضرين ومن النقاد والصحافة اللبنانية. يكون مناسبة دائمة لمناقشة أسباب وملابسات تلك السنوات الطاحنة التي واكبت الحرب الاهلية اللبنانية، وما تبعها من سنوات احتلال إسرائيلي أيام الاجتياح الذي اتى على ما تبقى من عمران وبنى تحتية، إضافة الى التضحيات البشرية الكبيرة التي وصلت الى عشرات الآلاف من المدنيين والابرياء. هي فرصة لدراسة العوامل التي أدت الى جنون تلك السنوات من الهلع وانفلات السلاح، وتشظي المليشيات المسلحة تحت اجندات متضادة، دفع اللبنانيون ثمنا باهظا من جرائها. لكن الفيلم يشير الى بواكير استعادة الشعب اللبناني وعيه وعافيته الوطنية عبر تأسيس القوى الوطنية فيه فصائل المقاومة الشعبية، وانضوائها تحت تحالف واحد واسع استطاع ان يوحد البلاد ويطرد المحتل الإسرائيلي، كما عمل بجهود وظروف بالغة التعقيد لمنع تجزئة البلاد، وتضييق الخناق على الأصوات الشاذة التي اعتاشت على مشاهد الحرب والتفتيت المناطقي او الطائفي.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *