آخر تحديث:
مهدي قاسم
منذ سقوط النظام السابق و حتى الآن ، لا زالت سلسلة المهازل و المساخر للفساد تتخذ أبعادا جديدة و جديدة من فضائح و كوارث تخص سرقة المال العام ، وقد تجاوزت كل الحدود والمؤلفيات السائدة في العالم على صعيد الفساد السياسي و المالي أو الإداري من حيث الحجم والكمية والضخامة والسعة قد تجاوزت حتى الخيال في بعض الأحيان .
فمنذ هيمنة الأحزاب الإسلامية ” الشيعية ــ والسنية ” على حد سواء :
الأولى في مناطق الجنوب و الوسط و بغداد الثانية في مناطق الأنبار و الموصل وصلاح الدين وغيرها ، فقد تفننت هذه ألأحزاب الفاسدة في إيجاد كل الطرق والوسائل ــ و حتى تلك التي لا تخطر على بال غيرهم من أمور مضحكة و بائسة و سافلة ــ من أجل نهب و سرقة المال العام ، و بشكل ظالم و وضيع ، لم يتجرأ على فعله بهذه الصورة الجشعة والفاضحة حتى الاستعمار نفسه ، مثلما فعلوه و يفعلونه حتى الآن هذه الأحزاب المفرطة في الفساد حتى النخاع و تعفن العظام ! ..
و عبثا تحاول هذه الأحزاب الفاسدة أن تنأى بنفسها عن بعض قياديها الفاسدين أو تتخلى عنهم ككبش فداء ــ مثلما مع ” أبو الكباب ” النصراوي محافظ البصرة أو ” أبو التكة ” البزوني رئيس المحلس ــ فلولا فساد هذه الأحزاب نفسها ومعظم زعماءها و قيادييها و ساستها المتنفذين من الأساس و البداية ـــ ووضع صرح الفساد الراسخ طيلة السنوات العشرة الماضية لسرقة المال العام ، لما أتخذت ظاهرة الفساد هذه الصورة الفاضحة و الفادحة والوقحة والدنيئة ، مثلما هي عليها اليوم …
من المؤكد أنه سوف يُدهش المؤرخين وكذلك الأجيال العراقية القادمة عندما يقرأون عن مظاهر الفساد هذه العجيبة والغريبة ، وربما قد ينتابهم الشك في حقيقة حدوثها و ذلك بسسب غرابتها و شواذها و الذي لم يحدث بهذه الصورة الواسعة العجيبة ، لا في تاريخ العالم القديم ولا في الحديث .