كتاب عظام تأثروا بعمالقة الأدب الروسي

كتاب عظام تأثروا بعمالقة الأدب الروسي
آخر تحديث:

 بغداد/شبكة اخبار العراق- انتشرت أعمال أدباء وشعراء روسيا في جميع أنحاء العالم، لتلهم عددا كبيرا من عباقرة الأدب، إذا من هم أهم وأشهر الكتاب العالميين الذين تأثروا بالروس؟وولف وتولستوي انبهرت الكاتبة الإنكليزية «فيرجينيا وولف» (Virginia Woolf) بالكونت «ليو تولستوي» (Leo Tolstoy) وأمطرته بالثناء، في مقالتها «وجهة النظر الروسية» أسمته «أعظم الروائيين على الاطلاق» واستكشفت من خلالها عمق أعمال الكاتب الروسي، كذلك وضعت بعض الملاحظات الدقيقة الخاصة بها. كتبت وولف عنه: «ابتداء من كلماته الأولى، يمكننا التأكد من شيء واحد على أي حال؛ لدينا هنا رجل يرى ما نراه، كذلك يبدأ ويواصل مساره كما اعتدنا؛ لا من الخارج نحو الداخل أو الباطن وإنما بالعكس». كما وصفت ذكاءه وحواسه على أنها «قوية، ودقيقة، ومغذاة بشكل جيد»، وكتبت ضمن المقالة: «لا يبدو أن شيئا يفوته، ولا يمر شيء من أمام أنظاره دون أن يلاحظ ويسجل». تأثير مؤلفات تولستوي مثل «الحرب والسلام» و»آنا كارينينا» على وولف واضح من خلال رواياتها مثل «السيدة دالواي» و»إلى المنارة»، ففي الاولى تستخدم المناجاة الفردية الداخلية لتصف ذكريات «كلاريسا دالواي» و»بيتر والش» بطريقة الاسترجاع الفني، لتظهر آثارا واضحة على اسلوب تولستوي.

باموك ودوستويفسكي لا يتطلب الأمر سوى القاء نظرة عابرة على أعمال التركي الحائز على جائزة نوبل في الأدب «أورهان باموك» (Orhan Pamuk) لترى التأثير القوي للروسي «فيودور دوستويفسكي» (Fyodor Dostoyevsky). في روايته «اسمي أحمر»، يصف باموك اسطنبول الماضي بطريقة تحاكي وصف الآخر لسانت بطرسبرغ القرن التاسع عشر، وعندما سئل مرة عن اعجابه بدوستويفسكي قال: «إنه مؤلف أميل للتماهي معه.. لقد تعلمت منه الكثير». أثناء حديثه عن أوجه الشبه بينه وبين ملهمه، ذكر الكاتب التركي أن كلا منهما قد رسخ ثقافته الخاصة التي لم تكن يوما مركز العالم، بخلاف الثقافة الغربية. يقول: «في روايته «ملاحظات من تحت الأرض»، كان دوستويفسكي يشن حربا ضد الكتاب الغربيين التوجيهيين السطحيين، الذين كانوا يمجدون دائما عجائب الغرب.. شعر بالغضب تجاه الغرب واولئك الذين اعتقدوا أن تطور روسيا اعتمد على الغرب لأنهم ازدروا شعبه» وأضاف أنه كدوستويفسكي «حمل نوعا من الغضب والامتعاض».

فوكنر وتشيخوف وهو يمتدح الكاتب المسرحي الروسي «أنطون تشيخوف» (Anton Chekhov)، ذكر الروائي الحائز على جائزة نوبل «ويليام فوكنر» (William Faulkner) من مسيسيبي عبارته المعروفة «ان كتابة قصة قصيرة أصعب من كتابة رواية». قال فوكنر: «يمكنك أن تكون أكثر اهمالا وأن تضع هراء وكلاما فارغا أكثر في رواية ويعذرونك لذلك، في القصة القصيرة الأقرب إلى قصيدة يجب أن تكون كل كلمة تقريبا صحيحة ومناسبة تماما. في الرواية يمكنك أن تكون غير مبال لكن ليس في القصة القصيرة؛ أعني بذلك القصص القصيرة الجيدة كتلك التي كتبها تشيخوف». قصة فوكنر القصيرة «وردة لإيميلي» تحاكي قصة تشيخوف «السيدة والكلب الصغير»، رغم أن الزمن والأماكن والأجواء التي تدور فيها أحداث القصتين مختلفة إلى حد كبير- إحداها في مسيسيبي عصر إعادة الإعمار والأخرى في روسيا القرن التاسع عشر- إلا أنهما تتشاركان موضوع حب الاستحواذ وتتضمن كل منهما امرأة حازمة قوية الإرادة تقف قيمها في طريق السعادة.

همينغواي وتورغينيف في مذكرات «إرنست همينغواي» (Ernest Hemingway) التي تحمل عنوان «وليمة متنقلة» وتحكي عن سنواته ككاتب مكافح بباريس خلال العشرينيات، ذكر الكاتب الأميركي العظيم الحائز على جائزة نوبل أنه قرأ أعمال «إيفان تورغينيف» (Ivan Turgenev). أكثر همينغواي من الثناء على الكاتب الروسي، وكانت لمجموعة قصص الأخير القصيرة من العام 1852 بعنوان «مذكرات صياد» تأثير كبير في كتاباته، «مذكرات صياد» كتاب غير تقليدي وفر لمحات صغيرة عن أشخاص وأماكن ومواقف، ومن هنا انطلق همينغواي عندما كتب البعض من أعظم القصص القصيرة في القرن العشرين. وفقا للكاتب «كيلي دوبوي» (Kelley Dupuis)، عبر همينغواي للشاعر الأميركي «أرشيبالد ماكليش» (Archibald MacLeish) عن اعتقاده بأن تورغينيف «أعظم كاتب على الاطلاق»، مضيفا بأن «رواية «الحرب والسلام» أفضل كتاب عرفته، لكن تخيل كيف سيكون لو كتبه تورغينيف».

نيرودا وماياكوفسكي وجد شعر «فلاديمير ماياكوفسكي» (Vladimir Mayakovsky) المستقبلي- الذي ابتعد عن المعايير المألوفة باستخدام اللغة الصريحة وعرض الجوانب الشعبية- عددا كبيرا من المعجبين خاصة في أميركا الجنوبية؛ ومنهم الشاعر التشيلي الحائز على جائزة نوبل «بابلو نيرودا» (Pablo Neruda) الذي كان من محبي الاتحاد السوفييتي. كاتب الحقبة السوفييتية «إيليا إرنبورغ» (Ilya Ehrenburg) الذي ترجم أعمال نيرودا إلى اللغة الروسية كتب بأن الشاعر التشيلي اعجب بماياكوفسكي منذ سن مبكرة، إذ حصل على الإلهام من «صدقه، ورفضه للتقاليد، وصوته المدوي». اعتقد نيرودا أن ماياكوفسكي صور الواقع الاجتماعي للاتحاد السوفيتي بطريقة معقدة ومختلفة، كتب الأول عن أعمال الروسي: «يجعل ماياكوفسكي القضايا الصعبة للصراع تتنقل وتنتشر في شعره، الموضوعات الرتيبة عن اللقاءات وغيرها تزهر في كلمته الشعرية، تصبح اسلحة استثنائية أو زنابق حمراء»، يذكر أنه تتبع خطى ماياكوفسكي في قصائده الواقعية.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *