كوميديا التواصل الاجتماعي و فيضانات العراق ….. بقلم د. بشرى الحمداني

كوميديا التواصل الاجتماعي و فيضانات العراق …..  بقلم د.   بشرى الحمداني
آخر تحديث:

بغداد / شبكة اخبار العراق : حول العراقيون  موقع التواصل الإجتماعي /الفيسبوك , الى معرض صور فوتوغرافية نقلت خلاله واقع حال مناطق سكناهم التي غمرتها مياه الأمطار وأصابت حياتهم اليومية بشلل مؤقت ، وكان الحظ الأوفر بـ /الإعجابات والتعليقات/ من نصيب الصور التي تم التقاطها داخل منازل اقتحمتها مياه الأمطار ، ميدانيا ، وفي العاصمة بغداد تحديدا ، غمرت مياه الأمطار أحياء الغدير والمشتل والكمالية والعبيدي والشعب والبنوك وأور وأجزاء من بغداد الجديدة وزيونة ، كما غمرت مياه الأمطار عددا من قطاعات مدينة الصدر وفصلتها عن بعضها بشكل تام.وبات العراقيون يفضلون ترديد المثل الذي يقول “شر البلية ما يضحك”، فأنه يتجسد اليوم في “ماساة” يومية يتذوق مرارتها الانسان في بلاد الرافدين، وإذا كان العراقي في ثقافته الشعبية، يعتبر المطر خيراً، بسبب الطبيعة الجافة لبلاده، الا انه، يتألم وهو يرى الخير الذي انتظره وقد تحول الى “نقمة”. ولان المواطن، اعتاد المشاكل اليومية “الساخنة” بسبب انقطاع الكهرباء في فصل الصيف، فان اعتياده على المشاكل “الباردة”، في فصل الشتاء،تمخض عن انهيار نفسي، يفرزها على شكل سخرة لاذعة، ومرّة.و عطّلت الفيضانات الناتجة عن مياه الامطار الغزيرة التي لم يشهدها العراق منذ 20 عاماً وتجاوزت نسبتها 50 مللم، في العاصمة، ومحافظات الجنوب. وفي تعبير ساخر ايضاً، اطلق نشطاء رقميون، على بغداد لقب “فينيسيا العرب”.  ولعبت تقنيات التصوير الحديثة، اضافة تكنولوجيا النشر الرقمي السريعة، في نشر الصور على نطاق واسع عبر الانترنت. وكانت امانة بغداد أصدرت الاسبوع الماضي بيانا أوضحت فيه أن “الأمطار تعد الأشد منذ نحو عقدين من الزمن وأعلى بكثير من المعدلات الاعتيادية، وتفوق القدرات التصميمية والاستيعابية لخطوط وشبكات المجاري المهيئة بالأساس لاستقبال كميات معينة”. و اسفرت الفيضانات عن حوادث تصادم للسيارات واحتجاز الناس داخل بيوتهم. وفي الكثير من المناطق فر اصاب البيوت الطينية الى العراء بسبب انهيارها.  ومن بين مئات الصور التي وثقت فيضانات مدن العراق، صور طالبات في طريقهن الى المدرسة وقد عبثت الاوحال بملابسهن المدرسية بدا منظراً يثير الشفقة اكثر منه اثارة للسخرية وقد وجدت الصورة العديد من التعليقات . في حين لم يجد صاحب حصان غير غطاء البلاستك الشفاف لدرء مياه الامطار عن حصانه الذي وقف مذهولاً تحت المطر. وأفصحت الصورة الاخرى عن طلاب عراقيين لاذوا بالأرصفة التي ملئتها الاطيان للوصول الى فصولهم الدراسية، وبدا الشارع الذي امتلأ بالمياه مثل نهر تنساب فيه المياه في هدوء.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *