من اهم خصائص الثقافة انها تنشأ داخل المجتمع وتؤثر وتتأثر به، فيظهر بشكل جلي تأثير تلك الثقافة على أبناء المجتمع، عبر سلوكياته اليومية وردود افعاله تجاه قضايا المجتمع البسيطة والمعقدة، فلا يمكن ان نطلق على شخص ما صفة مثقف وهو بعيد تماما عن مجتمعه وينصت من بعيد لكل ما يجري، وأحيانا يسجن روحه وقلمه بحيز ضيق خاص به بحجة انه غير راضٍ على واقعه ورافض لهذا المجتمع!.ولان الانسان هو المحرك الأول لما يحيط به، ولأنه المنتج للأفكار والمعتقدات والكثير من الطقوس والسلوكيات، سيكون عالمه الثقافي مختلفا عن عالمه الطبيعي المتمثل بالرغبات والغرائز التي تتحكم به، هنا يظهر تأثير الثقافة جليا، لأنه سيكون البوصلة لغيره في تحديد الوجهة الحقيقي له وللمجتمع، لكن ما يؤاخذ عليه المثقف انه يحلم اكثر مما يفعل، أحلامه وهي حق مشروع ، لكنها غالبا تبطل قدرته على العمل ويكتفي بالحلم، بل ان بعض المثقفين من يجد في حلمه خلاصا لكل الازمات التي تحيط به !، فكأنه بهذا يؤكد انه غير قادر على التغيير واقعا، وليس لديه القدرة على التأثير !.بحث الكثير من الأدباء موضوع المثقف ودوره من خلال أعمالهم الأدبية السردية، محاولين اعلان رؤاهم تجاه القضايا العامة، وهي محاولات تبدو للوهلة الأولى محاولة الضعيف برسم برواز للقضية، او الحديث عنه برمزية قد تكون صعبة على المتلقي البسيط، لكنه الى جانب هذا يقولون اننا رافضون لهذا الحدث، ويشخصون الأخطاء التي يمر بها البلد عبر رواية توثق لفترة تاريخية معينة، فيكون الطرح على لسان ابطال هذه الرواية، ويكون العمل الادبي رسالة انتقادية للحكومة والوضع عموما، اليوم ونحن في مرحلة حرجة بالعراق، نحتاج الى المثقف الإيجابي الذي يتفاعل مع قضايا وطنه على الواقع ولا يكتفي بالترميز عبر النص الادبي، فالوضع كما يبدو أكبر من كل نصوص الادباء.