كي يترقبها القرّاء

كي يترقبها القرّاء
آخر تحديث:

د. حسين القاصد

سألني، قبل أعوام، الشاعر السعودي عبد المحسن يوسف عن المجلات الثقافية والأدبية العراقية، تلك التي كانت تصل إلى أقصى منطقة في بلدان العالم العربية؛ وكان صديقي الشاعر  يظن أنّها توقفت عن الصدور؛ وشدد في سؤاله على  مجلة الاقلام والمورد وآفاق عربية والطليعة الأدبية؛ وكلها تصدر عن دار الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة . وهي المجلات التي صارت من الصعوبة أن تصل إلى بعض محافظات العراق بسبب هامشية الشأن الثقافي بعد سقوط النظام الساقط، وتحول وزارة الثقافة إلى وزارة موظفين لا وزارة مثقفين وإبداع حين ترأسها من لا علاقة له بالثقافة .

أجبت الصديق الشاعر السعودي بأنّ كلّ المجلات التي ذكرها مازالت تصدر مع تغيير بسيط في بعض التسميات، مثل إلغاء الطليعة الأدبية ودمجها بآفاق عربية ليكون اسمها الجديد آفاق أدبية، تضم بين طياتها منجز الأدباء الكبار والأدباء الشباب، لكي يتم التواصل بين الأجيال عبر منبر ثقافي إبداعي واحد .وبعد تعاقب الوزراء غير المعنيين بالثقافة، فوجئنا بأنّ هذه المجلات أصبحت نصف سنوية، تصدر مرتين في السنة، وهو أمر مربك وغير مستقيم تماما؛ إذ كيف للقارئ أن ينتظر ويتابع مجلة تعنى بهمه الثقافي كل ستة أشهر، إذ تكون القصيدة أو المقال أو القصة أو الدراسة النقدية، قد اشتركت في مسابقة أو صدرت في كتاب يضم ما يجانسها إبداعا .قبل أيام، وفي حفل توزيع جائزة الابداع العراقي، كلمت وزير الثقافة  والسياحة والآثار د.عبد الأمير الحمداني بهذا الصدد، وقلت له كيف للمبدع أو القارئ أن ينتظر ستة أشهر ليرى المجلة المختصة باهتماماته؛ فشكرني الوزير وقال هذا ماوجدتهم عليه، ووعد بتهيئة الظروف المناسبة وتذليل الصعوبات وإعادة صدورها شهريا .إنّ صناعة الثقافة في العراق تعد من أهم واجهات العراق، وإذا تم انتشالها من الإهمال الذي عانت منه طيلة الحقب الوزارية السابقة، وإذا تيسّرت لها سبل التوزيع المنتظم، ومن بين ذلك الاتفاق مع الجامعات العراقية على اقامة معارض ثابتة لإصدارات وزارة الثقافة فضلا عن الاتفاق مع الكليات المعنية على الاشتراك الشهري دعما للفائدة المشتركة بين الجهتين؛ ستسهم هذه الإجراءات بعودة ازدهار الكتاب العراقي، فضلا عن الفائدة الكبيرة التي يحصل عليها الباحثون وأساتذة الجامعات، حين يكون كل جديد في متناول أيديهم شهريا.

 شكرا لوزير الثقافة، ونحن بانتظار ثمار جهوده؛ كما ننتظر إعادة النظر في آليّة التوزيع كي لا تبقى الكتب والمجلات حبيسة المخازن، ويا حبذا أن يصار إلى مكتبة في شارع المتنبي تتبع لوزارة الثقافة والسياحة والآثار وتقوم بتوزيع اصداراتها، لمواكبة كل جديد .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *