لايکفي رفض التدخلات الايرانية فقط

لايکفي رفض التدخلات الايرانية فقط
آخر تحديث:

  منى سالم الجبوري 

هناك ليس إتفاق في دول المنطقة وانما حتى إجماع کامل على مشبوهية دور نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في المنطقة و رفض تدخلاته فيها، وهذا مايتم لمسه على الدوام من خلال المٶتمرات و الاجتماعات و اللقاءات المختلفة التي يتم عقدها و التي کان آخرها مٶتمر القمة العربية في موريتانيا و الذي طالب في بيانه الختامي برفض التدخلات الإيرانية في المنطقة ودعت إلى لتطوير آلية مكافحة الإرهاب.

إرتفاع الاصوات و تزايد المطالب الرسمية في بلدان المنطقة و على الصعيدين العربي و الاسلامي برفض و إدانة التدخلات الايرانية و الدعوة الى إنهائها، مع القناعة بأهميتها و دورها الايجابي في لفت الانظار و رفع الوعي لدى الشارعين العربي و الاسلامي بشأن خطورة هذا الدور، لکن ذلك لايکفي لوحده مالم يتم تفعيله على أرض الواقع و جعله أمرا ملموسا و مٶثرا.

نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي إستغل و يستغل الظروف و الاوضاع القلقة و غير المستقرة في المنطقة و يتدخل فيها تحت ذرائع و حجج مختلفة، و نجاحه في تشکيل أحزاب و ميليشيات و منظمات عميلة تابعة له تقوم بتنفيذ مخططاته الموجهة أساسا ضد شعوب و دول المنطقة، لايمکن الاکتفاء ببيانات الرفض و الشجب و الادانة ضده وانما يجب أن يتم تطوير ذلك و دفعه خطوات فاعلة للأمام.

إستغلال نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية للورقة الطائفية و سعيه لتمزيق شعوب المنطقة من خلالها حتى يتسنى له السيطرة عليها و فرض إملاءاته، لابد من أن يتم مواجهته بنمط و اسلوب ليس يردعه فقط وانما يشله أيضا، وإن الحضور العربي في تجمع9 تموز2016، للمقاومة الايرانية في باريس عموما و الحضور النوعي للسعودية و مصر، قد أثار الرعب و الهلع في طهران، وعلى الدول العربية أن تنتبه الى هذه النقطة و تدرك مدى أهمية قضية دعم نضال الشعب الايراني و المقاومة الايرانية من أجل الحرية و التغيير وأن تسعى لإيلاء أهمية خاصة به.

عندما يتم إشفاع بيانات رفض التدخلات الايرانية في المنطقة بالاعتراف الرسمي بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية و فتح مکاتب لها في دول المنطقة و دعمه و مساندته، فإن ذلك ما سيدفع بالنظام ليس الى الخوف فقط وانما للترنح أيضا، ذلك إنه سيدرك بأن بلدان المنطقة قد فتحت أبوابها على مصاريعها دعما لنضال الشعب الايراني من أجل الحرية و التغيير، وبطبيعة الحال فإن هذا التطور النوعي سوف يترك لامحالة تأثيرا نوعيا على الواقع الايراني، فهل سنرى توجها عربيا بهذا السياق؟  

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *