لحوم الحمير في بيتنا! بقلم خدر خلات بحزاني

لحوم الحمير في بيتنا! بقلم خدر خلات بحزاني
آخر تحديث:

لحوم الحمير في بيتنا!

 

  خدر خلات بحزاني

قبل سنتين ونيف، وعندما كنت اعمل مراسلا لاحدى وكالات الانباء الكوردستانية ـ التي توقفت للاسف ـ وصلني خبرا مفاده انه تم العثور على نحو 80 راسا من رؤوس الحمير، اي رؤوس مذبوحة ومرمية في احدى (مجاهل) محافظة نينوى، وطبعا لن اذكر اسم المنطقة، لسبب ستعرفونه لاحقا.اجريت اتصالات مع عدد من المسؤولين واشخاص من المنطقة المشبوهة، فنفوا علمهم بالخبر، ولم احصل على تاكيد للخبر، لكن ما لفت نظري هو ان احد الزملاء الاعلاميين الذي يقع مسكنه في منطقة قريبة من «المنطقة المشبوهة» قال لي انه لا يستبعد ذلك، لانه متيقن من انه تم العثور على «بضعة» رؤوس للحمير في مناطق قريبة من نفس المنطقة قبل فترة، واستدرك بالقول «هناك من يعتقد انه يتم ذبح الحمير بغرض اطعام لحومها للاسماك التي يتم تربيتها في الاحواض»..  وقاطعته ولماذا لا يرمون لها بالرؤوس ايضا؟، فصمت زميلي الاعلامي ولم يحرر جوابا.. كما انني غضضت النظر عن الموضوع ولم اكمله، بسبب ان مقومات الخبر غير مكتملة ولا يصلح للنشر.وبلا شك ان التنظيمات الارهابية بريئة من هذه الفعلة، لانها لا تقطع رؤوس الحمير، بل تقطع رؤوس البشر ممن يعتبرونه مخالفا لهم في ارائهم الدينية فحسب، وعليه فان المتهم هنا هو «جزار حقيقي».. ولكن بغياب الادلة الحقيقية لا يمكن ان نتهم احدا، وعليه لا يجوز ان نذكر اسم المنطقة التي تم الادعاء بالعثور فيها على هذا المنجم الفضائحي لرؤوس الحمير المقطوعة، لان الخبر قد يكون كاذبا ومحض اشاعة لا اكثر..ولكن لو نظرنا حولنا، لراينا من يبيع اللحم باسعار ارخص من الخضار والفواكه، بل ان سعر الكيلو غرام الواحد من ذلك اللحم يكون احيانا ارخص من سعر الباذنجان الاسود او الباميا، واحيانا يكون بسعر الطماطة..!! وايضا لو نظرنا حولنا، لراينا ان عدد الحمير «البرية» في تناقص مستمر، وانه بات من الصعب ان نرى قطعانها تجول حقولنا وبرارينا اسوة بخوالي الاعوام، وهذا سيدفع بالشك الى قلوبنا وسننظر لشيش التكة والكباب وماعون الكص الذي ناكله ونحن فرحون بالف نظرة شك وشك..!! ما دعاني لكتابة هذا الموضوع، هو الاخبار التي نسمعها عن اكتشاف «نسب محددة» من لحوم الخيول في وجبات «الهمبرغر واشقاءه» في بعض المطاعم الاوربية، وبلا ادنى شك ان شركات ستعلن افلاسها وسنسمع محاكمات قضائية وربما استقالات لوزراء صحة اوربيين، وربما سينتحر بعض مربي الماشية وتجار اللحوم.. لكن في حالتنا، فليس هناك من يبحث او يدقق، والكل يبتسم ابتسامة حميرية، ويبتلع شيش الكباب وينهق، اسف ـ اقصد يقول اني شعلية..!!

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *