لصوص الدين في بلاد الرافدين

لصوص الدين في بلاد الرافدين
آخر تحديث:

 بقلم:مروان الحدقجي

بدءا تحية لثوار العراق,,وهم يهزون عروش الطغاة والفاسدين في ساحات التحرير ,,,وسيكون النصر حليفهم باذن الله تعالى ,,

لاشك ان المرجعية التسلطية القمعية والاستحواذية والاستبدادية التي تسخر الدين والطائفة والمذهب لخدمة مصالحها الخاصة تنمو وتستمر في مناخات مشوهة ومريضة بالتلقين والتكرار والانغلاق والتعصب والارتداد والتحيز ,لاشك انها تكون مريضة ومصابة بعاهة التقليد الماضوي الاعمى والكلاسيكي الثابت والغير متحرك الذي لايحاور ولايناقش ولايفكر ولايعترض ولايشك ولايبدع ولايحتج مع اصراره على البقاء في عرش السلطة الدينية ,واذا ما اراد الاخرون استفهامه عن الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي فانه سرعان ما يغلق ابوابه بذريعة امتعاضه واشمئزازه ,وهذا بالطبع سيمنح المتسلطين والفاسدين واللصوص والقتلة مساحة كافية لاضطهاد الشعوب وتهميشها وازردائها بذريعة الحفاظ على العملية السياسية,لان العمل السياسي والبقاء في السلطة يبقى الهدف الاسمى لاولئك المرتزقة ,في الوقت الذي يصبح فيه المواطن آخر ما يفكرون به,وهذا ما يحدث بالضبط الان في العراق,من خلال وجود مرجعية خائنة وعميلة ومرتشية ,تخضع لها ارادات القوى السياسية التي نصبها الاحتلال الامريكي وفرضها على واقع الشارع العراقي ,كدولة القانون وكتلة سائرون والفتح والنصر والعراقية ,وغيرها من تلك القوى التي اصبحت اجنحة سياسية وادارية لكل من الولايات المتحدة الامريكية وايران وتركيا وسوريا والسعودية والكويت ,وربما حتى جزر القمر وبنغلادش.

يقول الفيلسوف دريبرغ “ان من المتوحشين مفكرون وفلاسفة ومنجمون وزعماء وربما حتى مخترعون”,والتاريخ يزخر بمفكرين وفلاسفة وعلماء وزعماء استخدموا طاقاتهم وابداعاتهم وجهودهم في سبيل تدمير المجتمع والانسانية والحرية والديمقراطية ,مثل نيرون وهتلر ونابليون وستالين ولينين والمالكي وعادل زوية والسستاني ومقتدى الصدروعمار الحكيم واياد علاوي وسليم الجبوري ,,, ,وغيرهم من الحمقى والمتوحشين ,الذين استغلوا مناصبهم وزعاماتهم وافكارهم المتطرفة والجنونية من اجل مصالحهم ورغباتهم وشهواتهم النفسية والجسدية ,حتى لو تطلب الامر تقتيل وتجويع وتشريد ابناء شعوبهم ,دون مبرر انساني او اجتماعي شريف.

ولعل جميع ابناء الشعب العراقي بجميع اطيافهم واعراقهم ومذاهبهم سمعوا بخبر الرشوة التي قدمها رامسفيلد الى السستاني عن طريق احد وكلائه في دول الخليج العربي,لكن البعض ممن لايفرق بين الناقة والجمل ,والبعض ممن لايميز بين احكام الشريعة الاسلامية وبين احكام المرجعية السستانية المرتبطة باجندات ودول اقليمية ,مازال يعتبر السستاني العجل الاوحد والعجل الاكبر الذي يستحق الطاعة ويستحق التبجيل والاحترام ,ليذكرونا ببني اسرائيل الذين ما ان نجاهم الله تعالى من بطش واضطهاد فرعون وهامان ,حتى صنعوا لهم عجلا ذو خوار ليعبدوه ,ويسجدوا له,طغيانا وكفرا وعنادا,رغم الكثير من الدلائل والبراهين التي قدمها لهم نبينا موسى “ع”والتي تؤكد وحدانية الخالق في الذات والصفات والفعل.

يقول الكاتب المصري “محمد حسنين هيكل”في كتابه “الامبراطورية الامريكية مانصه”ان اهم ما قدمه رجال الدين البارزين في العراق من مساعدات الى قوات الاحتلال الامريكي هو عزوفهم عن اصدار فتاوي توجب على ابناء الشعب العراقي مقاومة الاحتلال ,بل انهم تمادوا في غيهم وخيانتهم حينما طالبوا الجميع بالقاء السلاح “,وقد كانت رئاسة هيئة الاركان المشتركة “الامريكية-البريطانية”تراهن على هذا الدور الخياني المقيت الذي لعبه رجال الدين في العراق ,وخاصة اولئك الذين يحملون هويات دول اخرى ,كايران وباكستان وافغانستان.

ولابد من ان مرجعية السستاني لم تكن تحترم الانسان العراقي ,وتحترم ارادته وثقافته وحتى انسانيته ,بقدر ما تحترم الدول الكبرى ,كالولايات المتحدة الامريكية وايران ,والدليل على ذلك ان تلك المرجعية ,وطوال فترة الحرب العراقية الايرانية ,ومن ثم طوال فترة الاحتلال الامريكي البغيض ,لم تصدر بيانا واحدا ,يشجب او يستنكر جرائم الاحتلال الامريكي او جرائم فيلق القدس الايراني ,ضد ابناء شعبنا العراقي المغلوب على امره,ليصدق قول بريمر”ان البعض من رجال الدين قدموا لنا مساعدات لم نكن نحلم بها”.

المضحك في الامر ,ان اتباع السستاني ,يحاولون الان ان يبرروا صمت السستاني وتجاهله للازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الخطيرة في العراق ,من خلال ترويجهم لاشاعات مغرضة ومضحكة في آن واحد,مفادها انه يعتكف الان في برانيه “المقدس”ليعد لنا خطة “جهنمية”نستطيع من خلالها معرفة الطرق والوسائل المتاحة للتعجيل من “الظهور المقدس”,رغم ان غالبية علمائنا الصادقين والناطقين قد كتبوا في هذا المضمار الآف الموسوعات والمؤلفات في هذا المضمار ,مع علمنا جميعا بان “الرجل”واشك في ذلك,قد اصبح قاب قوسين او ادنى من “القبر”,واي قبر؟؟؟

يقول ابن خلدون”ان الفقيه هو العالم بقانون السياسة وطريق التوسط بين الخلق اذا تنازعوا”,وبودنا ان نسمع الان موقفا واحدا من “فم السستاني”شخصيا ,ان كان له”فم”,يحدد فيه موقفا صريحا من تظاهرات الثوار الشرفاء ,,في مطاليبهم المشروعة,,دون استخدام عبارات ومفردات مشوهة وغير مفهومة,,,تجعله يمسك العصا من الوسط,,

فهو مع الحكومة,,,وهو مع الثوار,,

وهذه ميكافيلية شيطانية,,لايمكن السكوت عنها اطلاقا,,

خارج النص-

كالمعتاد,,كانت خطبة المرجعية في كربلاء,,,بعيدة عن تطلعات واحلام الثوار,,فكانت دعوتها صريحة في سبيل بقاء النظام السياسي الفاسد,,وبقاء حكومة عادل عبد المهدي,,,رغم انف الجماهير الرافضة للفساد واللصوصية المقننة,,,

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *