لم تنته القصة الاخبارية لتصفية جمال خاشقجي بعد ،، هناك ( لغز ) ساعة ( أبل) بمعصم خاشقجي والتي نسي ربطها بهاتف خطيبته ،، ولو فعل ذلك لوفر على العالم هذا الجهد الامني و هذه المتابعة الاعلامية المستمرة و التي دوخت وشغلت الدنيا باكملها .
لحد هذه اللحظة ،، لم يعرف احد ظروف الشجار ،، وكيف تطور الى تقطيع خاشقجي بالمنشار،، او كان شجارا عاديا أدى الى الوفاة ،، طبقا للاعتراف الرسمي الاخير في البيان السعودي ،، ام تلاه تقطيع بالمنشار وفقا لتصورات قناة ( الجزيرة ) القطرية التي وجدت من قصة خاشقجي مادة اعلامية دسمة لتصفية حساباتها مع من يقود التشفي بحصارها .
مازلنا في بداية القصة الإخبارية ،، وسيتم تدريب المتهمين في الرياض وستترك لهم حرية الاعتراف بكل شيء ،، الا تورط ولي العهد بالجريمة ،، ومنع التطرق لحقيقة وتفاصيل الاتصالات التي جرت من داخل القنصلية في اسطنبول مع اصحاب القرار بالعاصمة الرياض .
مصادر اعلامية امريكية وقطرية تحدثت باقتضاب ،، عن تسجيل دامغ يثبت تورط ولي العهدالسعودي في تصفية الضحية ،، بعض المصادر داخل تركيا وخارجها تؤكد وجود مثل هذا التسجيل ( اللغز ) وتركيا رسميا نفت تسليمها لاي تسجيل صوتي يذكر .
الاتصالات الهاتفية بين الملك السعودي سلمان والرئيس التركي اردوغان كشفت حاجة المملكة الى وقفة ( اخوية اسلامية ) اقرب الى التوسل للتخفيف من هول الجريمة وتأثيراتها على سمعة المملكة .
لقد حاول الملك بن سلمان استمالة اردوغان وكبح جماحه كي لا يذهب بعيدا في التحقيقات الجارية ،، واعدا إياه باتخاذ اجراءات قانونية بحق الجناة مما يساعد الاتراك التخلص من ثقل الجريمة التي قلصت من هيبة تركيا ،، ولانها جرت على الأراضي التركية المحمية ،، وجعلت من مصداقية القضاء التركي امام المجتمع ،، وامام العالم الذي يترقب بشغف نتائج التحقيقات على المحك .
لم يعد مهما كشف مكان الجثة ،، المهم هو حقيقة التسجيل ،، وصور الكاميرات الخارجية التي لاحقت مسار سيارات القنصلية السعودية حتى غابات ( بندك) في القسم الاسيوي من اسطنبول،، كذلك تلك التحقيقات السرية الخاصة التي جرت مع الموظفين الذين يعملون في القنصلية ،، وقد استخدمت ادلة كشف متطورة جدا لم يعلن عن نتائجها بعد ،، وجميعها ربما ستضع ولي العهد الشاب بموقف لا يحسد عليه ،، وهو الذي يستنجد بوالده كل ساعة لإنهاء هذه القصة الإخبارية المزعجة التي شغلت العالم باسره ،، انها واحدة من مئات عمليات القتل الممنهج في اقبية الانظمة القمعية في العالم العربي والإسلامي ،، لكن قضية مقتل خاشقجي جرت على ارض دبلوماسية وبأسلوب بشع لم يشهده تاريخ القنصليات في العالم ،، و لهذا أججت مشاعر الغضب والاستياء في العالم ،، ناهيك عن ما صاحبها من عملية ابتزاز أمريكية،، وضغائن قطرية ،، وأفراح ايرانية .
انها حقا ،، واحدة من اكثر الجرائم( الدبلوماسية ) وضاعة وبشاعة ،، والتي استغلت ابشع استغلال من الرئيس الامريكي ( ترامب ) الذي استطاع ان يحرر القس الامريكي من سجنه باسطنبول ،، و ان يبتز السعودية بعقود الأسلحة بعد ان حلبها بمئات المليارات ،، لكن الجريمة ذاتها نبهت العالم الحر الى ان / سطوة المال ،، وقوة الاقتصاد ،، والعلاقات الدبلوماسية ،، لايمكن ان تخفي معالم الجرائم والى الأبد .. على الرغم من توزيع اشلاء الضحية على حجم مصالح الدول التي تداولت هذه الجريمة البشعة دون مراعاة للجانب الانساني فيها ..