النظم البرلمانية من ارقى النظم السياسية ، فهو نظام متطوره من الناحية الهيكلية والمشاركة الواسعة في الحكم وفي اتخاذ القرارات المصيرية ، في هذ النظام يكون الشعب هو مصدر السلطات وهو الذي ينتخب ممثليه للبرلمان للدورة التشريعية لمدة اربعة سنوات وخلال هذه الفنرة يراقب المواطن عمل البرلمان وينتظر منه تشريع القوانين التي تكفل له حياة كريمة ومستقرة ، كما ينتظر المواطن موافقة هذا البرلمان على حكومة تتقدم برامجها الانتخابية التي وضعت اساساً لخدمة ابناء الشعب ومن اجل تطوير المؤسسات الخدمية والتعليمية .. بكل مفاصلها .. من البرلماني .. المتابعة وتقديم المقترحات الى البرلمان من خلال الكتلة السياسية او حتى بشكل فردي في بعض الاحيان .. او ينقل المقترحات من كتلته النيابية لتشريع قانون لمسألة يمكن ان يخدموا البلد من خلال اقتراحهم او مشروعهم .. غالباً ما يكون المقترحات المقدمة من البرلمانين مخالفة او ضد الاقتراحات الحكومية ، لانها تاتي من سلطتين مختلفتين .. المرشح في الانتخايات البرلمانية اما انه يعمل موظفاً حكومياً او له عمل في القطاع الخاص .. باي مستوى كان .. لكنه ملتزم بفكر سياسي وحزب بآيدلوجيا ونهج وبرنامج عمل .. وله نشاط في العمل العمل السياسي وله القدرة على الانخراط في العمل من اجل تكبيق البرنامج السياسي للحزب في البرلمان لمدة اربعة سنوات او اكثر .. وعند حصوله على الاصوات الللازمة يدخل قبة البرلمان ممثلاً عن المنخبين الذين صوتوا له والذين لم يصوتوا له .. اي ممثل للشعب .. ويكون قبة البرلمان الساحة التي يعمل فيها لتنفيذ ما وعد به المنتخبين ويعمل من اجل تنفيذ ولو عشرين بالمائة من برامج حزبه الانتخابي .. من خلال تشريع القوانين وإيصال صوت المواطن وحاجاته وهواجسه الى الحكومة التي تشكلت بمصادقة من هذا البرلمان ..
وكل ما هو خارج هذا السياق العملي لأعضاء البرلمان المنتخب ليس عملاً برلمانياً ويعتبر انفلات غير قانوني وشرعي .. وعند انتهاء الدورة البرلمانية ، وإذا ام ترشيح نفس العضو وحصل على الاصوات بالـتأكيد يصبح برلمانياً مخضرماً وبخبرة لانه كان ع١واً من الدورة السابقة او الدولارات السابقة .. وإن لم يتم ترشيحه .. عليه العودة الى عمله أو وظيفته الذي كان يشغله قبل دخوله البرلمان .. هذا يعني تكملة خدماته الوظيفية .. وهذا ليس بعيب او استهانة بقدراته وشخصيته .. هكذا هي السياسة والانتخابات والديمقراطية .. ولكن ان يصبح البرلماني مقدساً ومتكبراً على المواطن الذي صوت له وادخله البرلمان ، او يعتبر الرجوع الى عمله اي كان اهانة .. فهذا عين العيب والسخرية من شخصه قبل اي شيء واي كان .. هناك برلمانين من الطبقة العاملة ومن الفلاحين .. ليست عيباً ان يرجع العمل الذي كان في المعمل او يرجع الى عمله وتجارته .. حتى ولو كان صاحب محل صغير .. ربما يطور عمله اكثؤ مما كان عليه..
لكن … ان يحصل على تقاعد وبامتيازات وراتب خيالي .. هو هو العيب في شخصية البرلماني نفسه وفي النظام السياسي .. بل هذا يعني وجود خلل في العقلية السياسية والنزام السياسي ..وهذا الذي يخلق الفوارق الطبقية ويجر البلد الى ما لا يعرف عقباه .. والسياسة بهذها الحالة لن تكون إلا من اجل نخبة من المنتفعن الذين كانوا يحلمون .. اللاواقعين في الحياة العملية .. وبكلمة .. ( بالعربي) .. هؤلاء لا سياسين ولا مناضلين ولا علاقة لهم بالسياسة ولا بخدمة البلد .. ومن الممكن ان تسميهم تجار العمل السياسي ..مثلما هناك تجار في الحروب .. ويستفادون من الحروب بالتجارة بدماء ابناء شعبهم ..
البرلماني يجب ان يكون له صوت في البرلمان .. لا ان يكون مجرد هيكل .. يجلس على كرسي .. والكرسي يتحرك اكثر منه يميناً وشمالاً .. وما يعمله ان يرفع يده عندما يطلبون منه ولا يعرف لماذا يرفع يده وعلى ماذا يُرفعْ .. او يمد يده نهاية كل شهر لاستلام الراتب ..
عودة البرلماني الى وظيفته ليست محصورة في بلد ما دون غيره .. فهذه سياسة تمارس في جميع البلدان .. العظمى منها والدول الديمقراطية البرلمانية .. ما دام البلد نظامه السياسي برلماني ويجري الانتخابات فيها كل اربع سنوات ..