لم تعد الحرب خدعة … بقلم مثنى الطبقجلي

لم تعد الحرب خدعة … بقلم مثنى الطبقجلي
آخر تحديث:

واخيراً قرر الرئيس باراك اوباما اعلان الحرب على سوريا النظام وترك امر توقيتها للكونغرس الامريكي الذي قد يستدعى من اجازته في اي وقت ، طالما ان شن الحرب هو قرار من القائد العام للقوات المسلحة وفق تقديراته وضروراته .
وهو قد يتطلب ان رغب هو ان يثني عليه الكونغرس طالما ان توصيف الرئيس لما فعله نظام بشار صار يشكل تهديدا للسلم العالمي معززا لديه بالادلة بعد القائه صواريخ محملة بالعامل الكميائي على السكان الابرياء في غوطة دمشق ..
القى الرئيس اوباما على الرئيس السوري بشار الاسد كامل المسؤولية لما تسبب به لشعبه من فضائع راح جرائها حوالي 500 طفل وضعفهم من الرجال والنساء والشباب قتلى بالسلاح الكمياوي المحرم دوليا ، وهو هنا ولكي يخرج بالاجماع في قرار اعلانه الحرب هذا، وضع امر توقيتها في ملعب الكونغرس الامريكي على غرار ما فعله رئيس وزراء بريطانيا كاميرون وخذله البرلمان البريطاني وانسحب كذيل يتلوى مذلة .

لكن الامر هنا يختلف تماما ، ولانها سوريا ولانها ما تبقت للعرب من تاريخ وقوة وليس رئاسة ونظاما ظالما ،فان الكونغرس سيلتئم قبل المدة التي يفترض انه في عطلة تنتهي في التاسع من ايلول . لكي يؤيد الرئيس في تقديراته وخططه واعلانه الحرب المحدودة بالطائرات والصواريخ..
ولان القرار الرئاسي الامريكي ترك امر انطلاق الضربة لموافقة من الكونغرس فان هذه الضربة كما يقول المثل ستكون بالجيب ،اي ان القوات الامريكية وهيئة الاركان حينما ابلغت الرئيس اوباما بانها مستعدة لتنفيذ الاوامر، فهذا معناه انها في اعلى جاهزيتها ولن تنتظر احدا آخر باستثناء فرنسا العدو التاريخي لبريطانيا التي تريد ان تلعب دورا كان فعله من قبل بدمشق الجنرال غورو قبل قرابة سبعين عاما حينما كانت فرنسا من تحتل سوريا قبل استقلالها .

فهل كان مصادفة ان تهرع بريطانيا لمساندة امريكا في غزوها للعراق لانها كانت هي من احتلت العراق في الحرب العالمية الاولى .. فيا لها من صدف..؟ او بقايا عقلية استعمارية اجرامية تتمتع بها مخيلة قادة بريطانيا وفرنسا كل وتاريخه الاستعماري ..وكانما المجرم يعاود الظهور في مكان الجريمة التي مارسها ،هذا في البصرة والعراق وذاك في سوريا ودمشق ..
واعود لقرار الرئيس الامريكي واقول ان معاناة شعب سوريا التي مضى عليها عامان قد خلفتا اكثر من مائة الف قتيل واضعاف ذلك من الجرحى ومليوني لاجئ فما تحركت غيرة المجتمع الدولي ولا تقدمت بمثل هذا الشكل من التقدم الا بعد ان قتل الكمياوي الفا وخمسمئة مواطن سوري هنا فقط اهتز الضمير العالمي،
واين كان قبلها الراي العام ..؟ ايام كانت ضحايا النظام تسقط بالمئات دون ان يحرك احد ساكنا باستثناء بيانات هزيلة ،فيما كانت ايران تقدم لجيش بشار الدعم بالسلاح والعتاد والمتطوعين وليس كما كان يفعل الغرب مرسلا لهم ما يسد الرمق ويملئ شاجور بندقية واحدة ..
اذن حسم الرئيس اوباما امره واتخذ قراره بالحرب المحددة وهي حرب تاديبية ..؟ لو تجاوزها النظام السوري واستطاع ان يمتص صدمتها ، فانها ستعيده نظاما متكالبا على السلطة اكثر .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *