لن يصلح المجتمع دون اصلاح التربية والتعليم … بقلم عادل عبد المهدي

لن يصلح المجتمع دون اصلاح التربية والتعليم … بقلم عادل عبد المهدي
آخر تحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم , لن يصلح المجتمع دون اصلاح التربية والتعليم , شهد التعليم في العراق تطوراً مهماً مقارنة ببقية دول المنطقة خلال مرحلة الحكم الملكي وحتى اواخر السبعينات.. فانتشرت.. وتطورت دور المعلمات والمعلمين.. واستقدم المدرسون من خارج البلاد.. وانتشر التعليم الالزامي والمجاني.. وازدادت نسب تعليم الاناث.. وتراجعت الامية بشكل كبير، ولعبت وزارة المعارف –اسمها انذاك- دوراً كبيراً في تطوير المدارس العامة والخاصة، وصار العراق مقصداً لطلاب المغرب العربي وفلسطين واليمن والكويت ودول الخليج وسوريا ومصر والسودان وغيرها. فانخفضت نسبة الامية في اواخر السبعينات بين الفئات العمرية الشابة لاقل من 10%.. وتلاشت الفجوة بين الذكور والاناث الى (45%) تقريباً.. وتقدمت نسب التقيد بالتعليم الالزامي الى اعلى المستويات.. وازدادت الفعاليات المدرسية كالرياضة والفتوة والكشافة والمسرح والاداب والفنون والسفرات المدرسية وغيرها من فعاليات للتنمية البشرية واعداد المواطن.. وحقق طلاب البعثات وعلى النفقة الخاصة افضل النتائج في الجامعات الاجنبية، مما وفر للعراق كبار العلماء والاساتذة وفي الحقول كافة.

جاءت الضربة الاولى نتيجة تسييس التعليم والخطوات الكاذبة لكسب ود الطلاب كقرار “الزحف” الذي سمح في المرحلة “القاسمية” للراسبين في البكلوريا من دخول الجامعات.. ثم توالت التدخلات السياسية بعد شباط 1963 فصارت الحزبية سبباً للنجاح ومعياراً للقبول في الجامعات.. ثم تمادت وسائل السيطرة، وصولاً لـ”تبعيث” وعسكرة المدرسة في الزي والاسلحة والمفاهيم وغسيل الدماغ.. وتقديس “القائد” و”بابا صدام”.. والسيطرة على الجهاز التعليمي وتأميم المدارس الخاصة.. والسيطرة على المناهج.

ومع بداية الثمانينات، والحرب العراقية/الايرانية، واستهلاك الجهد الحربي للموازنات، بدأ التراجع التاريخي للتعليم.. فتراجع متوسط الانفاق الحكومي للطالب من 620 دولاراً في اواخر السبعينات الى حوالي 47 دولاراً.. ودمرت الحروب الداخلية والخارجية حوالي 4200 مدرسة ومعهد تدميراً كلياً او جزئياً.. واكتضت الصفوف بالطلاب.. وتراجعت اعداد ومستويات المدرسين.. ونسب الالتحاق بالمدارس.. وازدادت الفجوة بين الاناث والذكور.. وتعزز هذا الاتجاه باجتياح الكويت وفرض العقوبات والحصار وانهيار موازنات الدولة بل انهيار مجمل التوازن الاجتماعي، وهي التداعيات التي لم تستطع حكومات ما بعد 2003 معالجتها جذرياً، بل زادت احياناً في الطين بلة، بسبب الروتين، والعقليات القديمة، والفساد الذي استشرى نتيجة هذا الوضع اجمالاً.. وبسبب الزيادة السكانية والاوضاع الامنية والتصادمات الاجتماعية.. والاهم من ذلك بسبب فقدان الرؤية والخطط والاولويات السليمة، المتكاملة، العلمية والعملية لتجاوز هذا الوضع.

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *