مأساتنا في غياب التوزيع العادل للثروة القومية … بقلم نوري جاسم المياحي

مأساتنا في غياب التوزيع العادل للثروة القومية … بقلم نوري جاسم المياحي
آخر تحديث:

القصص التي تسمعها يوميا في عراق الديمقراطية الكذابة .. لتشيب منها الرؤوس وتحزن القلب وتدمع العيون ..بسبب غرابتها وتناقضاتها والظلم الصارخ ..والفروقات الاقتصادية والاجتماعية بين الاغنياء الجدد والفقراء الجدد ؟؟..ولكي لا اطيل ساسرد لكم قصص احداها اليوم والبقية فيما بعد و كمثل على مأساة شعبنا والتفاوت في الدخل للعائلة العراقية بعدعشرة سنوات من تحرير االعراق الامريكي !!!

بالامس تعالى الصراخ و (العياط ) في شارعنا …فخرج الجيران للاستطلاع ولمعرفة السبب …وهنا وقع الخبر كالصاعقة على رأسي عندما عرفت السبب ..وهو موت الحبيب حبيب ..فمن هو حبيب هذا يا ترى ؟؟؟ولماذا صعقت بسماع خبر وفاته ؟؟

المرحوم عراقي وبغدادي أصيل وغير عائد مع المحتلين  ومن عائلة معروفة …ونشأ في عائلة مكتفية ماليا ( نسميها بالعراقي شبعانة ) ..ولسوء حظه لم يكمل دراسته وانما عمل مع اخيه الكبير في ادارة المشاريع الزراعية والصناعية ..اي لا يمتلك راتب تقاعدي وهيش على جهده الخاص

عرفت االمرحوم منذ حوالي 40سنة مضت ..دمث الاخلاق ..حسن السمعة ..مبتسما ضاحكا مرحا …وفيه كل الصفات الطيبة والمحبوبة ..وكل سكان المنطقة تحبه وتحترمه .. لانه وكما يوصف بالعراقي ( لم يؤذي ذبانة طيلة عمره ) ..

تزوج المرحوم على ( كبر ) من فتاة وهي ايضا غير موظفة (ربة بيت ) وولدت له ثلاثة صبيان وكلهم اليوم طلاب مدارس … وبسبب الحصار الامريكي على العراق ..تدهورت الاعمال  التجارية والصناعية في العراق .. وتدهورت معها المدخولات العائلية للاسرة العراقية عامة وعائلة المرحوم خاصة … ووقعت الطامة الكبرى بعد الاحتلال عندما توفي الاخ الكبير وهو العمود الفقري ومنسق شؤون العيش لكل العائلة ..بسبب سكتة قلبية مفاجئة …احرجت الجميع بما فيهم المرحوم …الذي بدا يعتمد على نفسه ويناضل ويجاهد الحياة الصعبة والغلاء الفاحش  لتامين لقمة العيش الشريفة لعائلته المكونة من 5 افراد …حتى انه صرف الخزين الاستراتيجي الذي ادخره ايام الخير ..للايام السودة .. فهذه االعائلة العراقية الاصيلة نكبت بفقدان معيلها الوحيد وتركهم غير مهيئين لمواجهة الحياة التي يسيرها حيتان وتماسيح ولا رحمة في القلوب …فميف سيعيشون ؟؟؟…

في اغنى بلدان العالم ثروة نفطية وموارد مالية ؟؟…وفي زمن عهد وحكومة  نهبت الاخضر واليابس ولم توفر للمواطن ابسط مقومات العيش الرغيد …ولم تسن قانون الضمان والرعااية الاجتماعية الذي يحمي كل عراقي من غائلات ونواكب الزمن ؟؟وتعطي المواطن حصته التي يستحقها وبلا منة من احد ومن خيرات وطن وهبها لله له ؟؟…وفي الوقت الذي نجدهم يهدرون الثروة على اناس ااقل ما يوصفون به …حثالة  المجتمع من المنا فقين والمزورين والنصابين ؟؟؟…بحجة هذا سجين وهذا معتقل ..وذاك مهجر ..وهذا مفصول سياسي …اما هذا فكان متضرر وذاك ملاحق قبل خمسين سنة ؟؟؟والله معظمهم لايستحقون ما يأخذون ..

من امثال هذه العائلة المتعففة  في العراق عوائل ..يعدون بمئات الالاف من العوائل وغدا ساقص عليكم قصة الضابط الحاصل على شهادة الدكتوراه …وهي من قصص العهد البغيض .. اما ان الاوان وبعدعشرة سنوات من النهب واللصوصية والبهتان .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *