ماذا يفعل سليماني في الفلوجة ..؟؟

ماذا يفعل سليماني في الفلوجة ..؟؟
آخر تحديث:

 

  عبد الجبار الجبوري

تناقلت وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي ،صورا لقائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني ،وهو يقود ميليشيات الحشد الشعبي في اطراف الفلوجة ، فهل المعركة حقا مع تنظيم الدولة داعش ،أم هناك دوافع طائفية واجندات اخرى يقوم بتنفيذها سليماني مع ميليشياته الطائفية في الفلوجة ،انتقاما من اهلها ورجالها ،الذين انطلقت من بين اصابعهم ،شرارة المقاومة لاول مرة في العراق ضد الاحتلال الامريكي ،ولقنته درسا تاريخيا لن ينساه ، وهل وجود تنظيم داعش في الفلوجة وبأعداد( 900)حسب تصريحات وزارة الدفاع ،يعد مبررا لتدمير المدينة كلها وقتل اهلها، وتحشيد مئات الالاف من الجيش والميليشيات لاقتحامها ، وقصفها بوحشية لامثيل لها بالبراميل والصواريخ الايرانية (نمر النمر) والمدفعية الثقيلة والهاونات وغيرها ،وتدمير بناها التحيتية وجسورها ، ثم لماذا يتواجد قادة الحشد والميلشيات ورموزهم بهذه الساعة، وكأنهم يرسلون رسالة طائفية الى الطرف الاخر تشفيا وانتقاما ،وفي مقدمة هؤلاء عمار الحكيم رئيس المجلس الاسلامي وقائد ميليشيا بدر والخراساني وابو مهدي المهندي و17 ميليشيا اخرى ، ترفع راياتها الطائفية وتهدد اهل الفلوجة بالانتقام والويل والثبورمع شعارات كتبت على الصواريخ والمدافع وصور طئفية لرموز ايرانية يحتقرها الشعب العراقي ،وعلى مرأى ومسمع ودعم الادارة الامريكية ومباركتها  ، هذه الاسئلة نحاول الاجابة عليها هنا ، في قراءة لما يجري في الفلوجة الان ،والى هذه الاسئلة الملحاحة هي ما هو سر تواجد سليماني في معركة الفلوجة ،والجواب ان سليماني يقود ميليشيات الحشد الشعبي ال17 المشاركة في المعركة ، وهذا يعني ان المعركة بقيادة ايرانية ، وليس عراقية كما يزعم العبادي ، وثانيا يثبت ادارة اوباما تتحالف مع ايران في تركيع اهل الفلوجة والثأر منهم بدعم الميليشيات ،وتتفرج وتريد هي اشعال حرب اهلية طائفية سنية –شيعية ،وتواجد سليماني وميليشياته، كافية لاشعال هذه الحرب التي تعمل على اشعالها منذ سنين مع ايران دون جدوى ، وصولا للفوضى الخلاقة التي تبتغيها ،لهذا سمحت للميليشيات الايرانية بقيادة سليماني بالمشاركة في معركة الفلوجة ، اذن معركة الفلوجة ،ليست للقضاء على تنظيم داعش وطرده من الفلوجة ،وانما هي معركة الثأر المشترك مع ايران من اهل الفلوجة، وإلا لماذا كل هذا التوحش في استخدام القوة المفرطة ضد اهل الفلوجة والتحشيد والتجييش الطائفي والعسكري ضدها ، نحن مع طرد داعش والميليشيات والقضاء عليها ليس في الفلوجة وحدها وانما في العراق كله، ولكن ليس على حساب تدمير البنى التحتية للمدن وقتل اهلها الابرياء، معركة الفلوجة ، معركة طائفية بامتياز ،تقودها ايران وميليشياتها وبدعم ومباركة امريكية واضحة ، ومن يشك بهذا فليذهب الى الصور والتصريحات والزيارات الميدانية من قبل قادة الميليشيات ورموز الاحزاب الايرانية والدينية وتصريحاتهم الطائفية المقيتة التي تؤجج وتشعل نار الطائفية ، وتحرض الاخرين على قتل ابناء جلدتهم بدم بارد مجرد انه من اهل الفلوجة ، فهل يبرر وجود داعش في مدينة ،وهم باعداد قليلة كما تدعى الحكومة، ان تباد المدينة واهلها عن بكرة ابيها ،بحجة ان كل من في الفلوجة هو داعش بالنتيجة ،هذه الافتراضية الظالمة نسمع نغمتها الطائفية الكريهة على اهل مدينة الموصل ،ان معركة الفلوجة تواجه انتقادا  عربيا ودوليا حادا ، لاخطاء التحالف الدولي  في السماح للميليشيات الايرانية دخول المعركة باجندة وقيادة ايرانية وطائفية ،مما افقد المعركة اهم عنصر فيها وهي عراقيتها ، وخطف الفرحة من ابناء الفلوجة للخلاص من تنظيم يسومها العذاب ويمارس ابشع درجات القتل والتعذيب والترهيب، وهكذا تثبت الحكومة انها لاتستطيع ان تمنع الحشد وميليشياته من المشاركة في المعركة ،حتى ان هادي العامري وبعض جلاوزته صرحوا بان الحشد والميليشيات لن تدخل في الفلوجة وستبقى على اطرافها ، وهي كذبة صدقها السذج وانطلت على المغفلين ، وماذا عن صواريخ نمر النمر ورايات خامنئي ووجود سليماني وتصريحات الخراساني ، لم يعد يخفى على احد ان الحشد وميليشياته وقادته جاءت لتنتقم ليس من داعش وانما من اهل الفلوجة ، هذا الاحساس تجسد ونفذته الميليشيات على ارض الفلوجة بالقصف الوحشي والهجومات على القرى والانتقام من اهلها ، ولكن بموافقة ثلة ممن فقد الشرف الوطني من ما يسمى شيوخ الانبار ورموز الخيانة فيها ،ممن هان عليه الانتقام والثأر من اهله في الفلوجة قصفا وتدميرا وتصريحا وقتلا وابادة جماعية ، نحن قلنا ان تنظيم داعش ولد ليموت ، ولكن ليس على حساب حياة اهلنا ممن يدفعون ثمن جرائم داعش وسيطرتها على الفلوجة أو الموصل أو اية مدينة اخرى ،لتأتي ميليشيات قاسم سليماني وتنتقم من اهلها كما حصل في جرف الصخر الشهيدة وآمرلي وطوزخورماتو وسلمان باك والمقدادية وبيجيس وغيرها، ومنع عودة اهاليها لبيوتهم الا بأمر من قاسم سليماني، والغرض هو التطهير الطائفي وتوطين ايرانيين دخلوا بمئات الالاف الى العراق بحجة زيارة الاربعين، معركة الفلوجة مثالا صارخا واثباتا لاحتلال ايران للعراق، والنفوذ الواسع الذي يديره قاسم سليماني على حكومة العبادي والقرار الامريكي ، وهذا يؤكد تخادم امريكي – ايراني في تدمير العراق ومدنه ،وقتل شعبه ببرنامج منظم وممنهج ، وتفريغ شعبه بحجة محاربة داعش والقضاء عليه ، هذا هو السيناريو الامريكي-الايراني في العراق، هدفه اتضح في معركة الفلوجة وقبلها ، وفضحت تبريرات حكومة العبادي وعرت نواياه ، التي حاول ان يمررها ويسوقها اعلاميا ،ان معركة الفلوجة عراقية خالصة، وفضحت الفلوجة الاهداف والاجندة الايرانية –الامريكية ما كان يضمره لاهل الفلوجة منذ عامين من التجويع والقصف بالبراميل والصواريخ واحلة الفلوجة الى تراب ، وهنا تتأكد مخاوفنا التي حذرنا فيها ورفضنا فيها بشكل قاطع مشاركة الميليشيات الايرانية في معركة الموصل المقبلة ، تحت يافطة الحشد الشعبي ، نعم نحن ندرك ونعلم ان اهل ورجال الموصل هم من يحرر المدينة في حشدهم العشائري من رجال تلعفر وسهل نينوى واطرافها وعشائرها ويعدون بالملايين ،وبدون اجندة ايدلوجية طائفية تقف وراؤها الاحزاب الطائفية وبدر والعصائب والخراساني وحزب الله وتحمل صور خميني وخامنئي لتحرر الموصل أو الفلوجة ، الا اذا ارادت الانتقام والثأر من رجال ومواقف ابطال القادسية الذين جرعوا الخميني المقبور كأس السم الزعاف ذات يوم ، معركة الفلوجة ستنتهي وستندحر داعش ، وتطرد من المدينة ، وهذا لاخلاف عليه ابدا ، ولكن ايضا ستدمر الميليشيات التي يقودها سليماني الجوامع والمساجد وتقتل رجال القادسية وتنبش قبور شهدائها ، وتفجر بيوتهم بحجة انهم منتمين لداعش ، هذا هو سر قيادة قاسم سليماني لمعركة الفلوجة هو وهادي العامري وابو مهدي المهندس وقائد سرايا الخراساني ،في حين غابت سرايا السلام التي يقودها مقتدى الصدر عن معركة الفلوجة ، لانها بقيادة سليماني والعامري ولتبتعد عن البشحن الطائفي الذي يعمل عليه العامري وسليماني والخراساني والخزعلي وسواهم من اذرع وعملاء ايران ممن يشرفون على ميليشياتها في العراق ن بكل تأكيد ستنتصر الفلوجة ، وستصمد بوجه الريح الصفراء لميليشيا قاسم سليماني والعامري والخزعلي وغيرهم ، وسيتم طرد داعش منها عاجلا ام آجلا بقوات الجيش ورجال الحشد العشائري لاهل الانبار ومتطوعوهم والاجهزة الامنية من الشرطة ومكافحة الاجرام وغيرها ، وان الحشد وميليشيات الطائفية لن تدخل المدينة واذا دخلتها ستلقى مقاومة من اهل الفلوجة الذين لايسمحون لهم من فرصة الانتقام والثأر الطائفي ن وبهذا يعطون فرصة لداعش من البقاء اطول فترة في المدينة قبل ان تلفظهم الفلوجة ويدرهم اهلها منها مهما طالت فترة بقاؤهم فيها ، وشاهدنا كيف هلل اهلها بالجيش والشرطة وتعاونوا معهم كعراقيين ، في قرى الفلوجة حين تم تحريرها من قبضة تنظيم داعش ، الفلوجة لن تستسلم لداعش ولا لميليشيات سليماني، وان معركة الفلوجة طويلة معهما حتى يشاء الله ….

 

 [email protected]              

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *