ماكو اتفاق .. ماكو فلوس

ماكو اتفاق .. ماكو فلوس
آخر تحديث:

بقلم:اياد السماوي

ماكو اتفاق ماكو فلوس .. هذه هي النتيجة التي انتهت إليها مفاوضات حكومة الإقليم مع الحكومة الاتحادية في بغداد .. حكومة الإقليم كانت واضحة وصريحة في مطالبها من الحكومة الاتحادية , كذلك كانت الحكومة الاتحادية هي الأخرى واضحة وصريحة في مطالبها من حكومة الإقليم .. حكومة الإقليم كانت مصدومة من موقف الحكومة الاتحادية التي طالبت الإقليم بتسليم كل النفط والغاز المنتج في الإقليم إلى شركة سومو وتسليم كل الرسوم والضرائب المجباة في الإقليم إلى الخزينة الاتحادية أسوة بكل محافظات العراق , وتسليم خمسون بالمئة من موارد المنافذ الحدودية والمطارات في الإقليم .. وبدون ذلك لن تحصل حكومة الإقليم على دينار واحد من الخزينة الاتحادية ما لم يتمّ الاتفاق على هذه الشروط .. وفد حكومة الإقليم عاد إلى أربيل مصدوما من موقف الحكومة غير المتهاون .. والحقيقة أنّ وفد حكومة مسعود لم يتوّقع أبدا ولم يخطر في بالهم أن تتخذ حكومة مصطفى الكاظمي مثل هذا الموقف الحازم الذي لم يطالبها بهذه المطالب أحد قبل مصطفى الكاظمي ..

حكومة الإقليم ترفض تسليم كل النفط والغاز المنتج في الإقليم أسوة بكل محافظات العراق المنتجة للنفط والتي تسلّم كامل انتاجها إلى شركة سومو باعتبار أنّ النفط والغاز هو ملك الشعب العراقي في كلّ الأقاليم والمحافظات وفق ما أقرّته المادة 111 من الدستور , كذلك ترفض تسليم الموارد المالية الأخرى مثل الضرائب والرسوم الاتحادية المجباة في الإقليم وموارد المنافذ الحدودية إلى الخزينة الاتحادية .. حكومة الإقليم تنطلق من منطلق أن الحكومة الاتحادية الفاسدة غير قادرة على مطالبة الإقليم بتسليم كلّ نفطه المنتج وموارده المالية الأخرى , وهذا ما دأبت عليه ونجحت فيه مع كل الحكومات السابقة خصوصا حكومة عادل عبد المهدي التي أفرطت بهدر وضياع المال العام .. وهي تفترض أن الكاظمي سيسير على خطى أسلافه ولن يخرج عن هذه المعادلة .. وها هو مصطفى الكاظمي الذي يطلق عليه البعض تهكما وسخرية ب ( أخو عماد ) , يفاجئ الجميع أنّ أموال الشعب العراقي التي أوتمن عليها خط أحمر لا يمكن التهاون عن حمايتها وصيانتها .. فحكومة الكاظمي التي تواجه الأزمة الاقتصادية الخانقة والأزمة الصحيّة التي تودي بحياة المئات من العراقيين يوميا بسبب جائحة الكورونا , ليس أمامها سوى السيطرة على كلّ موارد البلد وإعادة توزيعها بشكل عادل بين أبناء الشعب العراقي بعيدا عن النهب الذي تتعرّض له هذه الموارد من قبل قبل حكومة الأقليم وأحزاب الفساد الحاكمة .. وهو يعلم جيدا أنّ لا بديل أمامه غير السيطرة على كلّ موارد البلد وإيقاف السطو على المال العام الذي يمارسه الجميع دون استثناء .. وليعلم ( أخو عماد ) أن شرفاء هذا البلد هم مناصريه وداعميه في التصدّي لعصابات السطو على المال العام .. وليفهمها مسعود بارزاني وحكومته أن المعادلة الجديدة بين بغداد وأربيل هي .. ماكو اتفاق ماكو فلوس ..

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *