علي الزيادي
قالَ: ليس حرا من يُهان أمامهٌ انسان ولايشعر بأِهانة .واصبح قوله مأثوراً انه الثائر الحر ( نيلسون مانديلا ) شَعَرَ بالأِهانة حين كانت جنوب اقريقيا تهان من خلال سياسة الفصل العنصري وعندما انتصر على سجانيه اطلق العنان للتسامح ونهض بوطنه فبناه على ماهو عليه !الرجل رحمه الله مسيحي ولم يكن مسلما ولكن صدق الشيخ محمد عبدة حين قال : ذهبت الى الغرب فوجدت اسلاماً ولم اجد مسلمين وعندما عدت للشرق وجدت مسلمين ولم اجد اسلاماً!في العام 2003 اتخذ الشعب العراقي قرارا بأِسقاط النظام الدكتاتوري وكان قد نفذ قراره من خلال عدم الدفاع عن ذلك النظام حينما شنت قوى الأحتلال حربها المعروفة بحرب تحرير العراق وكان الأمل كبير على ان رياح التغيير ستأتي بالخير للشعب الذي عانى الحروب والحصار لعقود من الزمن !
وجائت مع الاحتلال احزاب كانت تدعي معارضتها للنظام السابق وهي لم تحرك ساكنا عندما كان الشعب يعاني من الحصار وغيره لان النظام السابق كان قد احكم قبضته على العراق ولم يتمكن احدا من ان يجرؤ على خرق قوانين الأمن التي فرضها في الداخل بل وان العديد من دول الأقليم كانت مساندة له !الراحل الماغوط قال؛مراقبة الألم من وراء الزجاج شيء مضحك كالأطرش حين يسمع الموسيقى !
وكنا كمن يترجم مقولة الماغوط في حياتنا اليومية التي عقبت الأحتلال اذ بدأت مرحلة مآسي جديدة لها اول وليس لها آخر دعلت الأحزاب التي تدعي انها كانت معارضة الى العراق تحت خيمة المحتل وبدلا من ان تعالج جراحات العراقيين راحت تعمقها وانطلقت بقوانين لايسنها اكثر بلدان العالم تخلفا فهدمت الجيش وحاصرت الشعب واسست لمؤسسات همها الوحيد دعم احزابها وتناست مقولة لصدام حسين حين قال كل العاملين الجيدين هم بعثيين وان لم ينتموا كما تناست ان ملاكات وزارات التربية والدفاع والداخلية والصناعة والكهرباء والنفط هم منتمون للبعث فالتعيينات في ذلك الزمان لاتتم الا بعد جلب تأييد على ان المتقدم منتمي للبعث ومع هذا اصدروا قانونا لاجتثاث تلك الملاكات فانهارت الصناعة والدفاع والداخلية والكهرباء – وقد يقول قائل ان القانون لايشمل كل هؤلاء انما المجرمين فقط من الذين يحملون درجات حزبية عليا وانا اقول ان المجرمين الذين تتحدثون عنهم قد سمحتم لهم بالعودة وعملوا طوال السنوات الماضية لتأسيس دكتاتورية جديدة احرقت كل شيء وسلمت العراق للارهاب ولم يمر يوما واحدا منذ اكثر من 11 سنة خالي من القتل والتفخيخ والقيادات ذات القيادات التي دخلت الكويت واستخدمها النظام السابق لبسط نفوذه في عموم العراق !
بعض المؤسسات التي انشأت حديثا هي مؤسسة السجناء السياسيين ومع احترامي الشديد للسياسيين الحقيقيين الذين عانوا فان عمليات زج اسماء على انها كانت معارضة نحن نعرف انها مزيفة تشكل مهزلة .ولو ان الأرقام الحقيقية الموجودة على انها حقيقية لما تمكن النظام السابق من ان يستمر بالحكم سنة واحدة لكنه تدليس واضح فكل العراقيين يعرفون ان من يعارض النظام السابق ستكون نهايته القبر وهذه حقيقة ! لكن المؤسسة قد تم تجييرها لحزب ما .كتب دستور العراق وياليته لم يكتب من فرط مافيه من مشاكل رغم عدم تنفيذه فهم ولد ميتا وبدأت رحلة صراع الكراسي والمصالح والقتل يتواصل .
قالوا انها عملية سياسية حديثة ولكنها مغلفة بمؤامرات داخلية وخارجية تهدف الى تدمير العراق وقد حصل التدمير اذ لم يبقى في العراق بيت ليس فيه حزن من فقد حبيب ولم يصدر اي قرار فيه مصلحة للوطن وللشعب انما كل القرارات التي صدرت فهي اِما تكون ثانوية او تخدم مصلحة حزب او شريحة معينة وهنا اصل الصراع في العراق . الشعب منزوي ومهمش بالكامل بينما الكتل والأحزاب تتصارع من اجل ان لايستقر العراق وتستمر عملية استنزاف ثرواته !فنهبت اكثر من 1000 مليار دولار !
الشعب اليوم مشتت يعيش حالة من عدم الأستقرار فقد اوصلنا ساسة الزمن الرديء الى حال كارثي من عدم الثقة بين مكونات المجتمع نتيجة للشحن الطائفي المتعمد ومن كل الاطراف دون استثنا !الكواطن العراقي يعيش مأساة حقيقية فهو لم يحصل على اي شيء يصون كرامته فلا مسكن ولارعاية صحية ولاخدمات عامة ولامستقبل ولا أمن والقيادة السياسية لاتعرف كيف تعيد اللحمة الوطنية بين ابناء الشعب الواحد وكأن الأمر لايعنيها والموت متواصل مع ملايين من النازحين والمهجرين وهنا نتسائل هل الساسة هم من يدير البلد ان ان شلة من السرسرية تعيث فينا قتلا وتدميرا ؟ واذا كان الجواب بنعم اذاً ما الذي جنته العملية السياسية من افعال السرسرية؟ يبدو ان المصير المجهول متواصل وان القادم اسوأ طالما ان هنالك جهات تواصل زيادة الأحتقان والكره بين ابناء الوطن الواحد