مبروك عليكم رئيس الوزراء الجديد بقلم هايدة العامري

مبروك عليكم رئيس الوزراء الجديد بقلم هايدة العامري
آخر تحديث:

مبروك عليكم رئيس الوزراء الجديد

 

  هايدة العامري

يلاحظ المتابع للاوضاع السياسية العراقية والاقليمية أن التحركات قد بدأت على قدم وساق وتتسارع بأتجاه أنضاج الصفقة الكبيرة التي تمت صناعتها في موسكو وواشنطن واشتركت فيها الاطراف الاقليمية جميعا  ورضيت عن نتائجها بأستثناء المملكة العربية السعودية التي تحفظت على أشياء معينة في الصفقة مما أستدعى سفر جون كيري وزير الخارجية الاميركي الى الرياض وأستحصال دعمها للصفقة الكبيرة التي تشمل الاوضاع في سوريا ولبنان والعراق والموضوع الاكثر أهمية للولايات المتحدة الاميركية وحلفائها وهو الملف النووي الايراني ولكم أن تلاحظوا الانقلاب الكبير في مواقف الدول الاقليمية من الحكومة العراقية ومن السيد المالكي فوزير الخارجية التركي يأتي الى بغداد زائرا ويجتمع بالمالكي وبالمراجع ويعلن فتح صفحة جديدة للعلاقة التاريخية مع العراق والرياض ستوثق علاقاتها مع العراق وقد تستقبل المالكي وان كان هذا مستبعدا في الوقت الحاضر بسبب عدم ثقة القيادة السعودية بمواقف المالكي السياسية ولاحظوا كيف وافقت المعارضة السورية على حضور اجتماع جنيف -2 بعد أن كانت تعتبر من المحرمات حضوره بوجود وفد يمثل بشار الاسد شخصيا وستشهد المنطقة جميعا الانفراجات ومرحلة من الهدوء الكبير تمهيدا لاستحقاقات الدول ومنها العراق الذي سيشهد الانتخابات النيابية المقبلة والتي تعلق عليها جميع الاطراف الداخلية والاقليمية والدولية أهمية كبيرة وقد يقول ويعتقد الذي لايفهم اللعبة السياسية والاقليمية بان الدول قد عادت لتحسين العلاقات مع العراق  بوجود المالكي لانها أرتضت ويأست من تغييره واعتقادا منها بان السيد المالكي سيبقى لولاية ثالثة ولكن الامور  تكون بغير هذا الشكل للمطلعين على واقع الاتصالات والنقاشات التي جرت وتجري الان بين الاطراف جميعا بأستثناء الاطراف الداخلية العراقية التي عليها تقبل الامور والقرارات التي  تنتج عن الاتفاقات الدولية والاقليمية بروح رياضية ولكن كيف ستعالج هذه الدول الملف العراقي ولماذا هذه الهرولة بأتجاه العراق من الدول الان بالذات؟

كل الاطراف التي لها صلة بالملف العراقي وصلت لقناعة وأتفاق أن السيد المالكي ليس مؤهلا الان لولاية ثالثة وأن التجديد له أصبح مستحيلا حتى لو فاز في الانتخابات وهذه قناعة أتفقت عليها الدول جميعا وخصوصا التي لها اليد الطولى في الملف العراقي مثل ايران والتي يقال بأن قاسم سليماني أبلغ عددا من القيادات العراقية بأن الولاية الثالثة مستحيلة الا في حالة وصول الامور لنظام بشار الاسد الى حافة الانهيار وهذا لن ولم يحصل لان الاطراف أتفقت على صيغة الحل في سوريا والاطراف الاقليمية الان تتسابق للتواصل مع العراق والاطراف العراقية جميعا لانها تريد ان تعزز مواقعها في العراق وان يكون لها صوت مسموع في القضية العراقية وان يكون لها التأثير بالموضوع العراقي وللعلم فأن قائمة الاسماء لمنصب رئيس الوزراء المقبل وقبل أجراء الانتخابات وقبل ظهور النتائج يعكس الرغبة الموجودة لدى جميع دول الجوار العراقي والقوى الدولية في أن يعم الاستقرار في العراق وضمان عدم قيام فتنة شيعية سنية تمتد من العراق وتصل الى لبنان وتمر بسوريا وتمتد بشراراتها لدول الخليج العربي ولن تقبل الولايات المتحدة باي فتنة من هذا النوع تحدث هزات اقتصادية في منطقة الخليج وفي الاستثمارات الغربية في دبي والسعودية وقطر والتي ستكون من أكبر الدول المتضررة من حالة الاستقرار في العراق وذلك لكون العراق مرشح لدخول أسواق الغاز العالمية وأخذ موقعه فيها مما يؤدي لفقدان قطر الكثير من الاموال والامتيازات الدولية من خلال صناعة الغاز وتسويقه ولكن من الاسماء التي تم تداولها بين الاطراف الاقليمية  والتي يتم القبول بها لمنصب رئيس الوزراء الجديد؟

واقع الحال يوحي بطرح أسماء محددة ومعروفة للعراقيين ولمن لايعرف خفايا اللعبة السياسية فأن طرح بعض الاسماء يكون لغرض حرقها أو لغرض الضغط فيما بعد بأتجاه شخصية معينة غير التي تم النقاش عليها والاسابيع الاخيرة تم طرح أسم بيان جبر الزبيدي ولكن بعض الاطراف أعترضت على الاسم لكونه يذكر سنة العراق بايام تولي السيد الزبيدي لوزارة الداخلية وماقيل حينه من الكلام والاحاديث عن التعذيب والاعتقالات والدريلات أيام توليه لمنصب وزارة الداخلية بل قام بعض الاطراف من حزب الدعوة بالترويج لفكرة أن السفارة الاميركية  رفضت سابقا تولي السيد بيان جبر الزبيدي منصب وزير الداخلية فكيف تقبل به الان كرئيس للوزراء ولكن هناك أسم تم التداول به خلال الايام القليلة الماضية وهو أسم جعفر محمد باقر الصدر والذي يعتبر أنه يمتلك من المقبولية  مايؤهله لتولي المنصب وان كان البعض يحاجج بان الرجل قليل الخبرة السياسية وانه لايمتلك الخبرة الادارية والامنية لقيادة البلد وخصوصا المؤسسة العسكرية ولن يقنعني أحد بأن بيان جعفر الصدر الاخير والذي وجهه لمكتب المالكي وللمالكي شخصيا كان ينطق فيه عن الهوى وانه خالي من الايحاءات الاقليمية وان كانت المعلومات الواردة تقول بان جعفر الصدر ليس راغبا ولايستقتل على مثل هذا المنصب بل هو في حقيقة الامر زاهد فيه لابعد مما يتخيل القاريء الكريم ولكن الاكيد ان الساحة ستخلوا لهذا الاسم لان الاتراك راغبين فيه والوضع الداخلي يحتاج لرجل يمتلك مواصفات رجل مثل جعفر الصدر يكون رجل تهدئة وليس رجل أزمات والساحة السياسية الان أحرقت أسماء مثل عادل عبد المهدي الذي لايوافق عليه الايرانيون وخصوصا قاسم سليماني ولااحمد الجلبي الذي لايملك كتلة سياسية او رصيد شعبي يؤهله لتولي مثل هذا المنصب وان كان البعض يؤيد وجوده في منصب أقتصادي كبير والخلاصة الان تتلخص أن الاسم الذي روج له وزير الخارجية التركي وهو اسم جعفر الصدر يحظى بتوافق شبه كامل مابين الدول التي لها علاقة بالشأن العراقي ونحن العراقيون شئنا أم أبينا يجب ان نقبل ونتعود على ان توافق الدول الاقليمية على التدخل في تسمية رئيس الوزراء المقبل لاننا لم نصل الى تلك المرحلة من القوة السياسية والعسكرية وخصوصا ان النخبة السياسية الموجودة الان هي من فتح الباب وسمح بان  لدول الجوار والاطراف الاقليمية بالتدخل بالشأن العراقي ولاتنسوا عام 2010 عندما أجتمع وفد حزب الدعوة مع الرئيس السوري بشار الاسد وخرج حينها حسن السنيد وهو يقول عند باب الاجتماع ان المالكي سيصبح رئيس الوزراء وانه انتهت المشاكل والاعتراضات من الدول ومنها سورية

هذا واقع الحال أيها العراقيون ولكم أن تغيروه او تقبلوا به ولكن من المهم التنويه أن على الجميع الخروج للانتخابات والادلاء بأصواتهم ان كان العراقييون ينشدون أن يغيروا حالهم بأيديهم وليس بأيدي غيرهم وليس من المفيد مقاطعة الانتخابات والجلوس في المنازل والبيوت تحت مبرر اليأس من التغيير ومن قدرة العراقيين على أنتخاب الوجوه الجديدة التي ستظهر للساحة السياسية وخصوصا الشباب الواعي ولو كان الامر بيدي فاني لن انتخب أي شخص اتى من خارج العراق بعد عام 2003 ولكن هذه الامور ليست بيدي وانما بيدكم ايها العراقييون الذين تنقصكم الثقة بنفسكم وبقدرتكم على التغيير والذي هو أت لامحالة لان بقاء الحال من المحال ولايصح الا الصحيح والعراق هو نخلة عالية كبيرة تستحق ان نضحي من أجلها ونخرج للانتخابات وندلي بأصواتنا ونقوم بعملية التغيير التي يجب أن تأتي عبر صناديق الاقتراع وليس بأي طريقة أخرى وحمى الله العراق والعراقيين .

[email protected]

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *