الصمت السياسيين عن ضم كركوك

الصمت السياسيين عن ضم كركوك
آخر تحديث:

بغداد/ شبكة أخبار العراق : لا يستعبد محلل سياسي  تورط مسعود بارزاني في اعمال التفجيرات والقتل الطائفي التي شهدها العراق طيلة سنوات، عبر اجندة سرية، وبصورة غير مباشرة طالما انه المستفيد الاول من عدم استقرار الاوضاع بيد الحكومة العراقية. يسعى رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني الى توظيف انشغال حكومة المركز والجيش العراقي في الحرب على الارهاب، بتحقيق حلمه في ضم المناطق المتنازع عليها ومدينة كركوك الى اقليم كردستان.وتتضمن استراتيجية بارزاني في هذا الصدد، السعي الى توفير الظروف التي تطيل من بقاء تنظيم “داعش” في الموصل والفلوجة، وتشجيع التمرد العشائري في المناطق السنية، وجذب الزعامات المعارضة لحكومة المركز الى اربيل وتوفير ملاذات آمنة لها لغرض تورطيها في الوقوف الى جانب “داعش” بشراء سكوتها على ضم كركوك والمناطق المتنازع عليها الى الاقليم.ويشير صمت الزعامات السنية وقيادات عراقية اخرى على تصريحات بارزاني حول الغاء المادة 140 الى انها وقعت في الفخ الذي نصبه بارزاني، فلم تنتقد هذه القيادات من ضمنهم رئيس قائمة “الوطنية” اياد علاوي، ورئيس كتلة “متحدون” اسامة النجيفي والزعيم العشائري حاتم السلمان، تصريحات بارزاني ودفنت راسها في الرمال عن تصريحاته.ولا يستعبد محلل سياسي في حديثه لـ”المسلة” تورط مسعود بارزاني في اعمال التفجيرات والقتل الطائفي التي شهدها العراق طيلة سنوات، عبر اجندة سرية، وبصورة غير مباشرة طالما انه المستفيد الاول من عدم استقرار الاوضاع بيد الحكومة العراقية.وتعتقد قيادات كردية ان اضطراب الاوضاع في العراق وسوريا، سيساهم في تحقيق حلم الدولة الكردية، ما جعل السياسة الكردية تتركز على اثارة النعرات الطائفية بديلا للمشاعر القومية التي يعتبرها بارزاني خطرا عليه لانها توحد العرب من السنة والشيعة ضده.ويضيف المحلل السياسي “يروّج بارزاني لمشروع الدولة الكردية، بالتزامن مع اشاعة النعرات الطائفية بين السنة والشيعة، لكنه يظهر نفسه بعيدا عن الاحداث، فيما يغدق بالدعم والاموال على الجهات التي تعمل على اثارة الفتنة المذهبية”.

وتفاجأ الكثير من العراقيين من الموقف المتخاذل لساسة عراقيين من تصريحات بارزاني، لكن ناشطين سياسيين ومدنيين لا يستبعدون شراء البارزاني للذمم بالمال وتوفير الملاذ الامن لهؤلاء الشرذمة من السياسيين.ولعل هذا يفسر استقطاب اربيل للمعارضين لحكومة المركز والمتهمين بالارهاب والسرقات، ومنحهم الاقامة وحرية التصريحات من عاصمة الاقليم لضمان حيادية مواقفهم تجه ضم كركوك.لقد نجح مسعود بارزاني في توريط زعامات عراقية، عبر اذلالها بتوفير الملاذ الامن لها وان عليها ان ترد الدين له بالسكوت عن سياساته.ولم ينتقد أي سياسي ومسؤول عراقي مقيم في اربيل خطط بارزاني، على رغم ان مواقفهم السابقة قبل هذا التاريخ تؤكد رفضهم القاطع لضم كركوك الى كردستان.فقبل اعوام صرح الزعيم العشائري علي حاتم السليمان ان “ضم كركوك الى كردستان لن يكون”، قائلا باللهجة العامية “تحرم نساءنا علينا اذا ما استولى الاكراد على شبر من كركوك”.وفي الوقت الذي اعتبرت فيه القائمة “العراقية” بقيادة اياد علاوي العام 2011 تصريح بارزاني حول تقرير المصير للشعب الكردي وقضية كركوك “تهديدا” لوحدة الشعب العراقي، و أن كركوك خط وطني أحمر لا يمكن تجاوزه، الا موقف اياد علاوي اليوم يدل على خيانة ما تعهدت للشعب العراقي، الذي انتخبها على اساس مواقفها الوطنية من كركوك.لكن محلل سياسي لا يستعبد هذا الموقف من علاوي الذي يعتبر اربيل ملاذا له في حالة أي طارئ يحول دون اقامته في عمّان، ما يجعله ذليلا غير قادر على الرد على مواقف بارزاني.ولم يكن اعلان بارزاني اعتبار المادة 140 منتهية الصلاحية، مفاجأة. فقد مهّد لذلك منذ فترة طويلة، ففي العام 2012 اثار انتشار اغنية على موقع “يوتيوب” تمجد مسعود بارزني، سخط اهالي كركوك لان الاغنية في احدى مقاطعها تظهر خريطة العراق على يمين صورة بارزاني وعلى يساره خارطة كركوك بالأحرف الكبيرة، ما اثار استياء العراقيين لاسيما اهالي كركوك.وكان مصدر سياسي مطلع كشف العام 2012، عن لقاء جمع مسعود بارزاني وقيادي بعثي كبير يسكن مدينة الحويجة، حول الاستعانة بالبعثيين، على اقامة الدولة الكردية مقابل توفير الملاذ للبعثيين المطلوبين، الذي يسعون بالمقابل الى اقليم سني.وفي حين يسعى الكرد الى تطويع تنفيذ المادة 140 من الدستور لصالحهم، يبدي العرب والتركمان في كركوك ومناطق أخرى، اعتراضاً على تنفيذها وفق التفسير الكردي، لخوفهم من احتمال ضم المحافظة الغنية بالنفط إلى إقليم كردستان العراق، بعد اتهامهم للأحزاب الكردية بجلب مئات آلاف السكان الكرد للمدينة لتغيير هويتها الديموغرافية.الى ذلك، فان القيادي بائتلاف “دولة القانون” ياسين مجيد، اعتبر زيارة رئيس إقليم كوردستان مسعود بارزاني وهو يرتدي الخوذة العسكرية ونجله إلى محافظة كركوك “زيارة حرب”،مؤكدا أنها “تذكرنا بزيارات صدام حسين ونجله عدي إلى ساحات القتال”. معتبرا الزيارة “استفزازية “.لكن آمر لواء قوات البشمركة في كركوك العميد شيركو رؤوف سعى الى تبرير سلوك البارزاني بالقول إن “رئيس الإقليم بصفته قائدا عاما لقوات البشمركة، تفقد القوات والتقى المقاتلين الأكراد”.وكان النائب الكردي في البرلمان العراقي محمود عثمان كشف العام 2011 عن قلق التحالف الكردستاني من “بروز القوة العربية في العراق” معتبرا ذلك “ليس في صالح الاكراد”.لقد سعى بارزاني ضمن خطة مُمنهجة الى بث الشائعات بين صفوف القوات العراقية التي تتواجد في المناطق المتنازع عليها مثلما سعى بالأموال الى شراء الاصوات والذمم التي كانت ترفض بشكل قاطع تمدد البارزاني نحو كركوك، حيث تشير متابعات “المسلة” الى ردود فعل ضعيفة على مواقف بارزاني الانفصالية وسعيه الى ضم المدينة الغنية بالنفط، في العام 2008 تظاهر آلاف العرب غرب كركوك رافضين مطالب الكتل الكردية في المحافظة بإلحاقها بإقليم كردستان العراق، فيما لا نشهد اليوم مثل هذه المظاهرات، عدا احتجاجات هنا وهناك.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *