القلق الامريكي من تعزيز التواجد الروسي الايراني في العراق

القلق الامريكي من تعزيز التواجد الروسي الايراني في العراق
آخر تحديث:

 بغداد/شبكة أخبار العراق- يتوقع الأمريكيون بقلق ان تسعى موسكو إلى توسيع نفوذها في العراق بعد تدعيم وجودها العسكري في سوريا، حيث حصل الجيش الروسي بالفعل على موطئ قدم في بغداد عبر إنشاء وحدة استخبارية مع العراق وإيران لتبادل المعلومات، بينما اعرب بعض الساسة العراقيين عن إحباطهم من الحملة الجوية لقوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة في خطوة ترحيبية تنسجم مع طموحات الرئيس الروسي بوتين بتوسيع نفوذه في جميع أنحاء الشرق الأوسط.وتبحث الحكومة العراقية عن أى مساعدة يمكن الحصول عليها لمحاربة تنظيم داعش، إذ أكد أكثر من مسؤول أن الأولوية القصوى للعراق هي التخلص من التنظيم بغض النظر عن مدى التنازلات حتى لو أدى الأمر للابتعاد عن محور الولايات المتحدة، ولذلك وفقا لأقوال الخبراء فإن روسيا قد تستخدم هذه الحاجة باعتبارها فرصة لتوسيع نفوذها في العراق.وللحكومة العراقية علاقات وثيقة مع إيران، الحليف الرئيسي لروسيا في الشرق الأوسط الأمر الذي يجعل حالة الانعطاف لموسكو خيارا طبيعيا لقادة الحكومة العراقية، خاصة بسبب امتعاضهم من ضغوط الولايات المتحدة على بغداد من أجل تقديم تنازلات للسنة، وقد قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بصراحة في وقت سابق لشبكة فرنسا 24 بأنه سيرحب بضربات جوية روسية في العراق.وقد عزز الدعم الجوي الروسي لنظام الرئيس السوري بشار الاسد في سوريا سلطة أنصار طهران في بغداد الذين ينادون بعدم الاستسلام للضغوط الأمريكية، ورغم ذلك فإنه سيكون من الصعب على الحكومة العراقية التخلص من الدعم العسكري الأمريكي لأنها تعتمد عليه بشكل كبير حيث شنت الولايات المتحدة أكثر من 4600 ضربة جوية في العراق خلال العام الماضي ضد أهداف تنظيم داعش كما يتواجد أكثر من 3359 من القوات الأمريكية في البلاد. كما درب الجيش الأمريكي أكثر من 1500 من القوات العراقية وقدم الكثير من العربات المدرعة والأسلحة الصغيرة والذخائر.وقال محللون أمريكيون، إن دعم الولايات المتحدة ساعد الجيش العراقي على حماية بغداد واستعادة مساحات شاسعة من الأراضي التى استولت عليها داعش. وكما قال الكولونيل ستيف وارن المتحدث باسم قوات التحالف في العراق فإن الفضل في التقدم المحرز يعود للتحالف، ولذلك كما يضيف الخبراء فإن العراق سيقبل على الأرجح المساعدة من الجانبين، ولكن إذا حان وقت للحسم فإن بغداد ستختار روسيا بلا شك.وأوضح عدد من المسؤولين الأمريكيين من بينهم سفراء للولايات المتحدة للعراق أن الضربات الجوية الروسية في سوريا هي أحدث خطوة في استراتيجية بوتين لتوسيع نفوذ روسيا في الشرق الأوسط، وهي ايضا بداية لتواجد استراتيجي روسي على المدى الطويل في المنطقة ناهيك عن تأثيرها الضار الذي يهدد بتقويض تحركات الولايات المتحدة في حربها ضد تنظيم داعش.وقد اطلق الروس غارات جديدة في سوريا. وقالت وزارة الدفاع الروسية ان الغارات شملت أهدافا لمواقع تنظيم داعش بالقرب من الرقة، العاصمة الفعلية للتنظيم، ولكن الولايات المتحدة قالت إن معظم هذه الهجمات كانت خارج معاقل الجماعة. كما اتهمت موسكو بأنها تستخدم الضربات الجوية لدعم نظام الأسد بدلا من استهداف التنظيم في محاولة واضحة لضرب جميع جماعات المعارضة بما في ذلك تلك التي تدعمها واشنطن.وفي مقال له نشره “معهد واشنطن”، الاربعاء 7/10 يرى أوليفييه ديكوتينيي وهو دبلوماسي فرنسي مقيم في معهد واشنطن، انه لم يكن من المفاجئ أن تشيد إيران باستعراض القوة الذي قام به فلاديمير بوتين في سوريا.فقد وصفه المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية بأنه “خطوة إلى الأمام في مجال مكافحة الإرهاب وحل الأزمة المستمرة في المنطقة”. وقد بلغ الحد بالسياسي المحنك والرئيس السابق لـ “فيلق الحرس الثوري الإسلامي” الإيراني محسن رضائي، إلى القول بأن ضلوع موسكو يمكن أن يشمل المسرح العراقي أيضاً. وفي حين أُرسلت روسيا طائراتها من نوع “سوخوي” بدعوى محاربة تنظيم داعش، إلاّ أن هذه الطائرات تحلّق فوق سماء سوريا بعد أن كان نظام بشار الأسد قد عانى سلسلة من النكسات العسكرية. وفي أعقاب قيام طهران بدعم النظام السوري بشدة خلال أربع سنوات من الحرب، ليس هناك شك في أن إيران ترى أن التدخل هو شكل من أشكال تقاسم الأعباء.

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *