بعد أن اصبح ملياديرا..ابو ريشة يتفرغ لتجارته!

بعد أن اصبح ملياديرا..ابو ريشة يتفرغ لتجارته!
آخر تحديث:

 بغداد/شبكة اخبار العراق-نقلا عن الصحفي الامريكي اميل بيار..قال له ابو ريشة ان ظروف وملابسات مقتل شقيقه فرضت عليه العودة من إمارة دبي التي كان يدير فيها عدة شركات تتاجر بمواد البناء واللوازم الكهربائية والمواد الغذائية الى بغداد تحديدا في فندق الرشيد لمتابعة عقود تجارية ابرمت مع وزارات الدولة ، وان قيادة الصحوات مدفوعاً بمشاعر التحدي لتنظيم القاعدة الذي قتل اضافة الى عبدالستار كلا من والده الشيخ بزيغ فتيخان واشقائه محمد وعبدالله وعلي عامي 2004 و2005 حيث كانت القاعدة في هذين العامين قوة مرعبة في محافظة الانبار ذات الثقل العشائري السني.وارتبط احمد ابو ريشة بعلاقات وثيقة مع رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الذي اغدق عليه أموالا وأسلحة كثيرة ومنحه اغلب مناقصات البناء والتشييد في المحافظة حتى كاد ان يكون زعيم الانبار بلا منافس حيث اوكلت اليه مهمات اختيار المحافظين ورؤساء الدوائر وقادة الجيش والشرطة فيها، حتى وصلت مرتبته الى درجة اصبح فيها يرشح وزراء في حكومة المالكي السابقة كما حصل لوزير الثقافة والدفاع سعدون الدليمي ووزير الكهرباء كريم عفتان الجميلي. وجاءت حادثة ملاحقة وزير المالية الاسبق رافع العيساوي اواخر عام 2013 كنهاية سياسية غير متوقعة للشيخ ابو ريشة، فقد اندفع مع شيخ آخر من الفلوجة كان يعمل مساعدا له في الصحوات يدعى عيفان العيساوي بالدفاع عن الوزير تدفعهما روح التضامن والاعراف العشائرية وقابلا المالكي ورئيس مجلس القضاء الأعلى مدحت المحمود ورئيس المخابرات العراقية زهير الغرباوي ولكنهما عادا خائبين إلى الرمادي بعد ان إصر رئيس الحكومة السابق على ملاحقة الوزير العيساوي قضائيا ومقتل زميله العيساوي الأخر في الفلوجة. ويقول  الصحفي الأمريكي اميل بيار اللبناني الأصل الذي أنتج سلسلة برامج ولقاءات سياسية لقنوات السي ان ان، أي بي سي وفوكس نيوز الامريكية في انطباعته عن أبو ريشة وهو يقابله مؤخرا ببغداد:انه ما زال يعتقد ان رافع العيساوي مظلوم، وان المالكي ظلمه كثيرا، ولكنه نادم على مسايرة رافع ومشاركته في تهييج العشائر والشباب ورجال الدين في الفلوجة والرمادي واطلاق مسيرات شعبية ضد حكومة المالكي، ويقول بهذا الصدد: لقد اردناها يقصد التظاهرات السلمية ورقة ضغط على المالكي لتحقيق مطاليب مشروعة للسنة العرب ولكننا ـ الحديث لابو ريشة ـ فوجئنا بأمرين: الأول عناد المالكي ورفضه التعاون معنا، والثاني ضخامة التظاهرات وعدم قدرتنا على قيادتها مما ادى الى اندساس عناصر من الاسلاميين المتشددين في صفوفها من ضمنهم جماعة القاعدة التي تحولت فيما بعد الى داعش.ويضيف ابو ريشة انه اضطر الى الانسحاب من التظاهرات مع رفيقه الوزير العيساوي ولكن المالكي ظل يضمر العداء لهما حتى انه -أي المالكي- ظهرت على وجهه امارات التشفي وهو يحضر مجلس عزاء اضطر ابو ريشة الى اقامته في بغداد على روح ابن شقيقه محمد الذي قتله انتحاري داعشي في الرمادي.وبدت معالم السخط على وجه ابو ريشة عنما سأله الصحفي الامريكي اللبناني ان كانت داعش قد هزمته..! ويقول ان فرقا والوية ودبابات ومدافع هزمت في الموصل وتكريت، ثم يسترخي قليلا ويضيف بلهجته البدوية وهو نصف مبتسم ( الشغلة ظلت عليّ)..!وينفي ابو ريشة الاتهامات الموجهة اليه بانه باع اسلحة وسيارات الى تنظيم داعش في الانبار كان المالكي قد ارسلها اليه لتوزيعها على مقاتلي الصحوات ويقول: انه لم يستلم شيئا من المالكي الذي ظل (زعلان) عليه حتى بعد انشقاقه من الحراك الشعبي وان عملية توزيع الاسلحة والسيارات قام بها وزير الدفاع سعدون الدليمي وقائد عمليات الانبار رشيد فليح وانه شخصيا سمع بتسرب بعضها الى داعش.وعن مستقبله السياسي يعترف ابو ريشة بان المرحلة الراهنة ليست مرحلته فهو بعيد عن منطقته في الرمادي التي احتلها مسلحو داعش وفقد الاتصال بقاعدته العشائرية التي غادر اغلب افرادها الانبار خوفا من انتقام تنظيم الدولة وهو شخصيا اصبح أشبه بالمتقاعد لا عمل له ولا مهمة وسيذهب الى دبي لمتابعة اعماله التجارية ريثما ينجلي الموقف في الانبار.ويقول بيار ان حكاية احمد ابو ريشة في الصعود والهبوط السياسيين، هي نتاج اوضاع ملتبسة حدثت في العراق عقب الاحتلال الامريكي، فهذا الرجل المغمور والبعيد عن الاضواء قادته الظروف الى تصدر المشهد السياسي في محافظة الانبار، ولكنه ظل يفكر بطريقة الربح الشخصي والانتفاع المالي، فخسر موقعه السياسي وفقد وجاهته العشائرية، حتى ان أصدقاءه الأمريكيين تجنبوا اللقاء به خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن بعد ان أدركوا ان دوره صار هامشيا.

 

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *