تنظيم القاعدة الإرهابي وزمام “المبادأة” متابعة بقلم سعد الكناني

تنظيم القاعدة الإرهابي  وزمام “المبادأة” متابعة بقلم سعد الكناني
آخر تحديث:

 

تنظيم القاعدة الإرهابي  وزمام “المبادأة”

 

بغداد/شبكة أخبار العراق – متابعة سعد الكناني … في النصف الأول من العام الحالي وعلينا الاعتراف ان تنظيم القاعدة الإرهابي  زاد من سيطرته  والتحكم في زمام  المبادأة في العراق ،ويقوم  بفرض تعاليمه بقوة السلاح.وشنت القوات العراقية عمليات عسكرية واسعة النطاق ألقت خلالها على أعداد كبيرة منهم .وانحسر نفوذ التنظيم المتشدد على مدى السنوات الأخيرة وفقد السيطرة على الأراضي رغم أنه كان يشن على نحو شبه مستمر هجمات مسلحة وأخرى عبر سيارات ملغومة وقنابل ضد أهداف حكومية ومدنية.وفي الأشهر الأخيرة ظهر التنظيم بمظهر القوي غير الآبه بعشرات آلاف عناصر الأجهزة الأمنية المنتشرين في كل شبر من محافظات العراق وخصوصا الساخنة منها .حتى أنها بدأت بتغيير نوعية عملياتها المتبعة في الأشهر الأخيرة، وعمدت إلى تهجير العوائل من كل الإطراف وكذلك استهداف المقرات العسكرية المنتشرة بين الإحياء السكنية عبر الانتحاريين. وكذلك قيامه بتوزيع منشورات في المحافظات الغربية والشمالية  والتي تضمن “تحريم” ارتداء أنواع محددة من الزى أو سفور النساء وتبرجهن وقائمة طويلة من الأمور التي يراها المتشددون حراما في الدين الإسلامي ويعرض المخالفون للمعاقبة!.وهذه المنشورات علامة أخرى على النفوذ الذي اكتسبه مجددا التنظيم المتشدد والظهور بجرأة أكثر من مناسبة وتحدي أجهزة الدولة الأمنية.وقبل عام 2008 كان الإرهابيون يسيطرون ليلا على بعض المناطق الساخنة ، وتعود الدفة مجددا إلى الأجهزة الأمنية خلال ساعات النهار.وفي مؤشر واضح على إعادة نفوذهم إلى مدن الموصل والرمادي وتكريت وكركوك وبعقوبة  وتحكمهم بمفاصل الحياة ،وزع المسلحون مناشير في عدد من الإحياء السكنية وسط المدن أنفة الذكر  تحرم ارتداء بعض الملابس!، والمخالفون عرضة للعقوبة، وفي تحذير قاس على جديتهم أقدم المسلحون على قتل اثنين من أصحاب محال بيع الملابس في العاشر من أيلول الماضي في منطقتي المثنى وسيدتي الجميلة في الموصل .بدأ كل ذلك حينما أعلن القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي عملية “ثأر الشهداء” في العاصمة العراقية بغداد وعدد من المحافظات العراقية من بينها نينوى.وقال قائد عمليات نينوى الفريق الركن باسم الطائي أن 15 يوما الأولى من العملية تمكنت قيادته من اعتقال 202 من “الإرهابيين” المطلوبين لديها وقتل 15 منهم وضبط مئات العبوات والأسلحة المختلفة.وتزامنت هذه التطورات مع ارتفاع وتيرة استهداف عموم العراقيين من  قبل ما يسمى ” الدولة الإسلامية في العراق والشام”، وبلغ عدد القتلى العراقيين منذ ك2 ولغاية 30 أيلول من العام الحالي 10800 قتيل حسب إحصائيات المصادر الصحية وتقارير الأمم المتحدة “يونامي”بعد قيام التنظيم بتنفيذ سلسلة من الإعمال الإرهابية في العاصمة العراقية بغداد وبقية المحافظات الأخرى تكاد  لا تنقطع  الفواصل  في تنفيذ هذه الإعمال الإرهابية  وهي شبه يومية ، وأشر تزايدا في أعمال العنف في عموم العراق ،ويجمع التنظيم الإتاوات من الأطباء والصيدليات وأصحاب مولدات الكهرباء الأهلية والتجار إضافة إلى المقاولين وأصحاب محلات الصرافة فضلا عن عدد من دوائر الدولة.وتجري كل هذه الأعمال أمام مرأى أجهزة الأمن المختلفة التي يبدو أنها تعجز عن بسط سيطرتها وتقويض نشاطات المسلحين في بغداد والمحافظات الساخنة. وكانت السلطات الرسمية وأجهزة الأمن تفخر في السنوات الأخيرة برفع الكتل الكونكريتية المحيطة بالمباني الحكومية والعسكرية في إشارة على انتصارها على القاعدة قبل أن تعاود نصبها مجددا في الفترة الأخيرة.وعمدت المقرات العسكرية بالتحديد إلى تحصين نفسها مجددا وغلق عدد من الشوارع المحيطة بها، بعد سلسلة استهدافات بأحزمة ناسفة وسيارات ملغومة استهدفت المقرات العسكرية خاصة بالفترة الأخيرة .ورغم عمليات أمنية تنفذها الفرق العسكرية المنتشرة في بغداد وبقية المحافظات  والشرطة المحلية على نحو مستمر إلا ان مسلحي القاعدة زاد نشاطهم ضد قوافل الجيش واغتيال العسكريين والمدنيين وتفجير المنازل مما يؤكد انهيار سريع للمنظومة الأمنية خاصة  بعد الخرق الكبير الذي نجم بعد سيطرة جماعات مسلحة على مناطق راوة و هيث و عانة لعدة ساعات في الاسبوع الاخير من شهر أيلول الماضي  دون تدخل فاعل من الأجهزة الأمنية، ما قد يشكل خطورة متقدمة في مخطط لاكتساح مناطق النفوذ الرئيسية في مناطق اخرى، بعد جس نبض ” غياب التنسيق” بين الأجهزة الأمنية و التنفيذية، مقابل تنامي نفوذ التنظيمات المسلحة و رغبتها في أحداث فجوات إضافية في الاستقرار العام، ما يعيد إلى الأذهان عمليات الكر و الفر الواسعة بكل نتائجها السلبية على هيبة الدولة بشكل عام.ويأتي هذا كله في ظل خلاف حاد بين “المكونات السياسية” والية مسك الملف الأمني وطريقة التعامل مع الإحداث من قبل المالكي وحزبه وإشكالية الفساد الحكومي الذي نخر مؤسسات الدولة وغيرها من ملفات سلبية.وأحدث هذا الخلاف وطرق المعالجة الأمنية  بحسب مراقبين فجوة أمنية كبيرة في مقدمتها ان المواطن العراقي أصبح لايثق ولا يتعاون مع الحكومة واستغلها تنظيم القاعدة الإرهابي منذ فترة لتنفيذ أعماله الإجرامية بمنتهى السهولة ! .

 

 

 

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *