جمالية بغداد ..مسؤولية الجميع

جمالية بغداد ..مسؤولية الجميع
آخر تحديث:

 بغداد/ شبكة أخبار العراق – متابعة سعد الكناني..وصف امين بغداد قبل شهور عاصمة الامارات العربية دبي أنها مجرد زرق وورق وحينها حدثت ردود فعل كبيرة عبرت عن سخريتها  لهذا الوصف غير المنصف وشعورهم بالاحباط لما آلت اليه الخدمات البلدية في عاصمة  الثقافة والتي تستحق عن جدارة ان نرشحها اليوم لكي تنافس مدن العالم على لقب العاصمة الاكثر قذارة وغياب لاجهزة الرقابة التي تخشى سطوة المتجاوزين من المواطنين لضعف القانون وقوة المخالفين وفشل اداء اغلب العاملين لفسادهم وتمسكهم بثقافة التهرب من العمل تحت حجج غريبة..!
 ونحن لا ننكر بعض الجهود المبذولة واخلاص بعض القيادات البلدية لكن  معيار الجودة هو مانراه في الشوارع والساحات العامة وداخل الاحياء والازقة السكنية فهذا معيار  للانجاز الرسمي وحسن الادارة وهو تعبير ايضا عن ثقافة المواطن والمجتمع، وللاسف ورغم هدر المليارات بالتعاقد مع شركات اجنبية للنظافة والقيام بمشاريع وصفتها الامانة بالستراتيجية ومع الالاف من الايفادات والسفرات المكوكية للاطلاع على جمال ونظافة مدن العالم ، لكننا لم نجد  اثرا يدلل على ذلك التطوير الذي انفقنا عليه مئات الملايين من الدولارات لشركات ستراتيجية لمشاريع استثمارية مازالت وهمية وحبرا على  ورق،  من مخططات تطوير شارع الرشيد وانشاء مدن بديلة في معسكر الرشيد واخرى في الغزالية وتحويل مدينة الصدر لجنة احلام وردية  من خلال مشروع 10 في 10، وتطوير قناة الجيش وتطول القائمة ومازالت بغداد بدون خط للمترو مع غياب لمجسرات وانفاق  وانجازات عملاقة تغير من شكل العاصمة وتبرر هدر المليارات…!
 لانريد ان نسرف بالستراتيجيات لان ذريعة الارهاب والموازنة ستغلق علينا الابواب فلا احد  في هذه البلاد  يعترف ويقر بوجود تقصير وفساد بل سيبادر لكيل التهم.. وسنشير لتفاصيل صغيرة لتدهور الخدمات وسوء الادارة وضعف المتابعة الميدانية فالامانة واجهزتها بطيئة الانجاز لدرجة الكفر فهي تعمر ثم تخرب فقد انجزت  اكساء الشوارع ورتبت الارصفة والجزرات الوسطية حتى شعرنا بشيء من الامل ثم عادت حليمة لنبش كل ما انجزته وتذكرت اقامة مجاري لمياه الامطار التي تدخل العاصمة كل عام مع اول زخة مطر في فيضانات  من نوع الكوميديا السوداء…!
العجيب ان الامانة  تترك مخلفات العمل في مكانها لشهور طويلة تعرقل حركة السير وترسخ بأذهان الناس الحركة السلحفية للعمل الذي يمتد لشهور وقد لايحتاج لساعات او ايام قليلة، وليس هنالك احترام او حرص على سمعة الامانة وانجازات البعض من المخلصين فيها… فهل يعقل ان تبادر الامانة لتنظيف المنهولات قبل حلول شهر الشتاء وفعلا توضع النفايات باكياس وتترك على حافات الرصيف لاسابيع بانتظار المطر ليعيدها لمنهولاتها او تتيح الفرصة للارهابيين لدس اكياس للعبوات الناسفة وسط هذه النفايات ولم يعد غريبا هذا المشهد في اهم شوارع بغداد عند مدخل المنطقة الخضراء بل مدخل القصر الجمهوري وجامعة بغداد فاذا كان شارع الرئيس والجامعة بهذه القذارة فكيف نتصور نظافة ازقة مدينة الصدر والزعفرانية وبقية احياء الفقراء….؟
 وحين نتأمل الجزرات الوسطية لشارع فلسطين ستجد مرشات الماء تنطلق بالاتجاهات كافة وتغطي اسلاك الكهرباء المرمية على الارض بدون حماية او ممرات مرصوفة لعبور المارة وتتكدس  على طول الشارع اكداس اللوحات الاعلانية التي خلعتها الامانة وتركتها في اماكنها ويكفي ان نتأمل مشاهد تلك الفوضى قرب دائرة مهمة يتوجه اليها الالاف من الناس وهي جوازات زيونة وندري كيف  هي الاحوال في حي العامل والبياع والحسينية بل ساحة الطيران قلب بغداد بدون ارصفة واضحة المعالم… عجبي للقيادات الادارية في امانة بغداد فهل يعلمون بهذه الاحوال؟ فإن كانوا يعلمون ولايعملون لتغييرها فتلك مصيبة وان كانوا لايعلمون  فالمصيبة  اعظم…!
 ومثال اخر يسلط الضوء عن تعمد الامانة لتدمير منجزاتها بنفسها والسبب ان قياداتها مشغولة بالاوراق الرسمية واستقبال  الحبايب والاقارب في مضايف الامانة التي يفترض ان تتحول لغرف عمليات ترتبط بالميدان ،نعم ادارة نظافة العاصمة ومتابعة احتياجات الناس لا تقل اهمية عن ادارة الحرب ضد الارهاب فانتكاس  قطاع الخدمات يعزز الاحباط في النفس الانسانية ، وغياب النظافة بكل معانيها غياب للايمان، فبغداد مدينة تنقصها مرائب السيارات الحديثة لاسيما ان الجهات الامنية تطارد اصحابها فلايعرفون ان يركنون مركباتهم وتحولت بعض الازقة المغلقة لكراجات تقودها ميليشيات وعصابات مسلحة تفرض الاتاوات على الناس… والمثال البسيط هو استجابة الامانة بداية العام الحالي لطلبات الشعب وانجزت ثمان ممرات بين المشاتل التي تربط الاحياء السكنية في زيونة وشارع فلسطين وكانت في غاية الروعة، ولكن الامر سرعان ماتحول لكارثة فلم تضع الامانة مصدات لدخول السيارات من الشارع العام فأتاح الفرصة لاصحاب النفوس الضعيفة لادخال مركباتهم لممارسة الرذيلة في الهواء الطلق ، ولغياب الانارة اصبحت مصائد للمغفلين لتسليب المواطنين  ومخازن للحاويات المعطوبة ومخلفات بعض اصحاب المشاتل فترى واجهاتها جميلة ومخلفاتها تمثل جبالا من الانقاض وبقايا النبات  والتي اصبحت تضايق المارة وتصدر لهم الجرذان والارضة والذباب وشتى الفايروسات المرضية  ، وشهدت هذه الممرات وللاسف ضربة قاضية حينم فكرت الامانة بربط مياه الامطار بشبكة المجاري وهذا خطأ جسيم ويفترض ان تكون للامطار مسالك خاصة تعيد المياه للنهر كونها ثروة ،فالاردن  مثلا ودول الخليج لا تفرط بقطرة ماء واحدة بل تعيد تكرير حتى المياه الثقيلة ، المهم هذا المشروع السلحفي دمر مداخل كل الممرات واصبحت مثل الانفاق غير الشرعية في سيناء التي تدمرها القوات المصرية… جبال الحفريات متروكة في نهر الشارع منذ شهر ودمرت الاخضر واليابس ومازال فم المنهول العملاق  ينتظر ابتلاع العشرات من الاطفال والمارة وهو يبخر اهالي المنطقة برائحة كريهة منعتهم من استنشاق رائحة الزهور ونسيم بعض المشاتل الملتزمة بالنظافة وجمال البيئة بل ان السكان لم يعد بمقدورهم استنشاق الهواء النقي  وتستكمل هذه التراجيديا بصوت  محركات دافعات المياه الثقيلة مع نصب العديد من الكرفانات ويبدو ان مديرية عامة ستشكل لحراسة هذا المنهول العجيب….. انها ورب السماء اجراءات كارتونية وسنتوقع بسبب هذا الاجراء غرق البيوت بعد سحب  مياه الامطار من الشوارع العامة الى داخلها والله يستر وهو يشهد ان عواصم الزرق والورق تتقدم علينا بالف عام بعد ان كان قادتها يتضرعون الى الله ان يرفع من شأنهم لتكون مدنهم بجمال مدينة بغداد التي اغتالها الارهاب والفساد…!  اتمنى لاجهزة الامانة وقادتها ان يتسع صدرهم لقول المزيد ونبهنا عن ذلك في اكثر من مقالة واشارة  ليس لمصلحة شخصية بل لمصلحة عامة ، ولكن اذان البعض  مغلقة بالطين والعجين  ونعوذ بالله من شر الشيطان الرجيم.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *