هل تحقق زيارة بارزاني لبغداد انفراجا حقيقيا بالأوضاع السياسية؟ متابعة الدكتور احمد العامري

هل تحقق زيارة بارزاني لبغداد انفراجا حقيقيا بالأوضاع السياسية؟ متابعة الدكتور احمد العامري
آخر تحديث:

بغداد: شبكة اخبار العراق- لم يحدث اي متغير يمكن ان يكون علامة على انفراج سياسي يشكل نقلة نوعية في العملية السياسية باستثناء الزيارة التي قام بها رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني الى بغداد واجراءه مباحثات مع الحكومة والبرلمان. فقد ذكر مصدر برلماني بارز ومقرب من قيادات القائمة العراقية ان مشكلة هذه القائمة والخلافات الكبيرة بين مكوناتها جاءت نتيجة الدعم الدولي للشخصيات الإسلامية المتطرفة التي تنضوي تحت لواء هذه القائمة مقابل تجاهل طلبات زعيم القائمة اياد علاوي.وكشف المصدر عن “وجود دعم أميركي غير معلن للشخصيات الإسلامية المتطرفة في القائمة العراقية خاصة جماعة الحزب الإسلامي في العراق”, مضيفا ان “زعيم القائمة اياد علاوي تفاجئ خلال السنوات الأخيرة من استجابة واشنطن لمطالب هذه الجماعات والشخصيات في قائمته مقابل تجاهل مطالبه”.وأعرب المصدر عن استغرابه “من ازدواجية واشنطن في خصوص هذا الملف لاسيما وإنها تحارب الإرهاب في العلن وتدعمه مرة أخرى بشكل سري”, مشيراً إلى ان “المواقف الأميركية المشبوهة تجلت بوضوح من خلال دعمها الكبير للرئيس المصري المقال محمد مرسي وحركة الإخوان المسلمين التي ينتمي لها“.و قال قيادي بارز في “المجلس الأعلى الإسلامي” الذي يتزعمه عمار الحكيم إن الهدف الرئيسي لزيارة بارزاني ومحادثاته مع المالكي هو تفادي انهيار النظام الفيدرالي الذي أبقى مناطق كردستان جزءاً من سيادة العراق ووحدته الجغرافية وبالتالي, فإن أي فشل أو عودة إلى حقبة التشنج بين حكومة بغداد وحكومة اربيل, معناه أن العراق ذاهب إلى التقسيم وإعلان قيام الدولة الكردية المستقلة, ومن هنا تأتي أهمية محادثات المالكي بارزاني, بهذا التوقيت العراقي والإقليمي المضطرب لتفادي مصير التقسيم.وأضاف أن المالكي يبدو أكثر استعداداً للتعامل المرن مع خلافاته مع القيادة الكردية لاعتبارات عدة, أهمها أن نفوذ رئيس الوزراء تراجع داخل “التحالف الوطني” في ظل وصول الكثير من شركائه داخل التحالف إلى قناعة مفادها أن المالكي لم يعد يصلح لولاية ثالثة لرئاسة الحكومة, كما أنه يواجه ارباكاً شديداً على مستوى إدارة الملف الأمني, الأمر الذي تسبب في تصاعد موجة العنف ولذلك يحاول المالكي كسب الأكراد في هذه الظروف لمساعدته على إعادة القوة إلى الوضع الأمني سيما أن مخاطر المواجهات بين جماعات سنية مسلحة وبين قوات الجيش التابعة لسلطة المالكي تزداد ضراوة في المحافظات السنية, خاصةً في الانبار على الحدود مع سورية, ومن هنا يعتقد المالكي ان لدى القوات الكردية مهارات قتالية وأمنية لمساندته في ضبط الحدود والتصدي للجماعات المسلحة بحزم.وأشار القيادي المجلسي الى ان القيادة الإيرانية لعبت دوراً أساسيا في بلورة التقارب بين المالكي وبارزاني, لاعتقادها ان أراضي كردستان يمكن ان تصبح ممراً لنقل أسلحة فتاكة عربية وغربية إلى “الجيش السوري الحر” وبالتالي يمكن ان تفتح جبهة عسكرية واسعة في مناطق القامشلي والحسكة الكردية السورية, باتجاه دعم جبهة حلب, اي بالمعنى العسكري يمكن لأي تطور ميداني بدعم من بارزاني داخل سورية, ان يشكل عملية التفاف إستراتيجية ومدمرة على قوات نظام بشار الأسد التي تقاتل في حلب وحتى في مدينة حمص وريف دمشق.ووفق معلومات القيادي في المجلس الأعلى, فإن طهران تعلم بالتفاهمات التي تجري بين الجيش السوري الحر” بقيادة سليم ادريس وبين مقربين من بارزاني وان بعض التقارير السرية برهنت أن ادريس يحظى بتقدير خاص من القيادة الكردية, لأن بارزاني يعتقد أن كسب ادريس سيؤدي إلى كسب المزيد من الحقوق لأكراد سورية بعد انهيار نظام الاسد, كما ان إدريس يمكنه ان يقف إلى جانب الجماعات الكردية السورية في مواجهة الجماعات الإسلامية المتطرفة السورية التي تريد معاداة أكراد سورية في الفترة المقبلة, مؤكداً ان هدف القيادة الإيرانية من هذا التقارب هو ضمان حيادية بارزاني في الصراع السوري, ما يعني ان التنازلات التي سيقدمها المالكي إلى الأكراد سيكون ثمنها هذا الحياد.واستبعد القيادي المجلسي ان يحصل المالكي من بارزاني على اي تنازل لأن موقف الأخير من الملف السوري مبدئي لسببين: الأول يتعلق بقناعة بارزاني في ان انتصار الثورة السورية وسقوط نظام الاسد يصب في خدمة المصالح الإستراتيجية لأكراد المنطقة, بدليل ان بارزاني كان في الفترة السابقة ينقل مخاوفه على إقليم كردستان ووضعه الفيدرالي الحالي من المحور السوري الإيراني, ولذلك فإن القيادة الكردية على وعي انه لولا الثورة السورية لتحرك هذا المحور لدعم موقف المالكي في تهديد النظام الفيدرالي لإقليم كردستان الذي يتمتع بسيادة تشبه سيادة الدول المستقلة.اما السبب الثاني, فيتمثل بحسب القيادي المجلسي، بالتزامات بارزاني الإقليمية والدولية, فهو على علاقات إستراتيجية مع الولايات المتحدة, وبالتالي اي دور له في سورية سيكون محكوماً بالتنسيق مع الجانب الاميركي, كما ان بارزاني ملتزم بتعاون مهم مع دول مجلس التعاون الخليجي وهو في كل الأحوال لن يكون جزءاً ولن يخدم المحور المعارض في المنطقة الذي يضم المالكي والنظامين السوري والإيراني و”حزب الله” اللبناني, أضف إلى ذلك كله علاقات القيادة الكردية في اربيل بتركيا, وعلى الأرجح هناك تنسيق عسكري واستخباراتي وثيق للغاية بين الطرفين, بشأن الوضع السوري ودعم عملية إطاحة الأسد.واكد النائب عن التحالف الكردساني بكر حمه صديق على عدم وجود مساعي لانهاء المشاكل بين الكتل السياسية بالرغم من اللجوء الى التهدئة.وشهدت العملية السياسية خلال الفترة الماضية تصاعد وتيرة الخلافات بين الكتل السياسية انعكست بشكل كبير على العلاقة بين السطتين التنفيذية والتشريعية حتى وصل الامر الى تبادل الاتهامات بين رأسيهما.وقال صديق في تصريح  صحفي اليوم الثلاثاء ان”الاختلاف امر طبيعي بين الكتل السياسية لانه لايمكن ان يكون هاك اتفاق تام فيما بينها بشان جميع القضايا وعلى الرغم من ذلك يجب ان لايتحول الى خلاف يؤثر على سير العملية السايسية”.وتابع صديق ان “المشاكل العالقة بين الحكومة الاتحادية وبين حكومة اقليم كردستان وبين بعض الكتل السياسية تحتاج الى مصالحة وخدمات وتشاورات وهي ليس موجودة في الوقت الحاضر لكن التهدئة موجودة حاليا”.وتابع ان “الذين حصلوا على اصوات الناخبين للوصول الى سدة الحكم بحاجة الى نقاط مشتركة للتفاهم وهي غير موجودة”، مشيرا الى استمرار الخلاف حول بعض القوانين التي تمس السيادة القانونية والتي تهم المواطن مثل الغاز والنفط والتقاعد”.واشار صديق الى اننا “نحتاج الى خطوات عميقة وابراز حسن نية من خلال الاعمال التي لم نرها حتى الان”.وعمل السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الى بادرة لانهاء ذلك التصعيد والتشنج من خلال عقد اجتماع رمزي لقادة الكتل السياسية خاصة بعد التدهور الامني الذي شهدته البلاد خلال الشهرين الماضيين نتيجة تلك الخلافات ،وانتهى الاجتماع الى مصالحة رئيسي الوزراء نوري المالكي والبرلمان اسامة النجيفي. و كشفت صحيفة كردية واسعة الانتشار عن ان رئيس الوزراء نوري المالكي تملص بذرائع مختلفة من استقبال رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في مطار بغداد الدولي.وذكرت صحيفة هاولاتي الكردية في عددها اليوم :ان رئيس الوزراء نوري المالكي لم يكن مستعدا لاستقبال رئيس الإقليم مسعود بارزاني في مطار بغداد الدولي، وان المالكي تملص من الأمر بذرائع مختلفة.وأضافت الصحيفة ان بارزاني والوفد المرافق له استقبل في المطار من قبل عدد من الوزراء العراقيين والمسؤولين الكرد .وأشارت الصحيفة إلى ان اجتماعا جرى بين بارزاني والوفد المرافق له مع المالكي ناقشا فيه الوضع في سوريا وعمل اللجان المشتركة بين اقليم كردستان والمركز من اجل معالجة المشاكل المعلقة بين الطرفين.وكان رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني زار بغداد والتقى خلال زيارته برئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس البرلمان اسامة النجيفي وقادة الكتل السياسية ورئيس المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم والهيئة السياسية للتيار الصدري واياد علاوي رئيس القائمة العراقية.وكان المالكي زار في وقت سابق إقليم كردستان والتقى برئيس الإقليم مسعود بارزاني.

 

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *