متاجرون بالأعضاء البشرية يتحولون من السوق السوداء إلى التجارة المكشوفة

متاجرون بالأعضاء البشرية يتحولون من السوق السوداء إلى التجارة المكشوفة
آخر تحديث:

بقلم: جواد التونسي

ان ظاهرة الاتجار بالأعضاء البشرية وانتشارها الكاسح، ومحاولات شرعنتها وترويجها من قِبل جهات بعينها , حتى اصبحت في طور الانتقال من السوق السوداء إلى التجارة المكشوفة، ومن الفعل اللا أخلاقي إلى الفعل الأخلاقي بل والمرغوب أيضا , وخاصة في “دولة البتاويين ” التي تحدثنا عنها في مقالاتنا السابقة والتي يتواجد فيها سماسرة وتجار بيع الاعضاء البشرية ويجري التعامل مع هؤلاء السماسرة عن طريق المقاهي ‏والكافيهات وشرب الكحول وتعاطي المواد المخدرة , التي بدورها سهلت بيع النساء او الاطفال للعمل بتلك الأماكن , حيث تقوم تلك العصابات بإقناع الناس والاحتيال عليهم ‏واستدراجهم لبيع اعضائهم البشرية، حيث يأخذون مبالغ نقدية تشمل كافة المصاريف من الشاي والقهوة والأركيلة ورصيد الجوالات لاستيفاء المكالمات التي يجرونها معهم ..الخ من المصاريف الاخرى , ومما شجع تلك التجارة وجود المستشفيات المتطورة في اقليم ‏كردستان العراق والتي يتم فيها فصل الاعضاء البشرية بنجاح , وكانت عاملا مساعداً لامتهان الكثير ‏من الاشخاص مهنة السمسرة في تجارة الاعضاء البشرية , وقد شرع القضاء العراقي قوانين وتشريعات حازمة وصارمة بحق تلك المافيات وسماسرة بيع الاعضاء البشرية والحد من انتشارها ولكن تشابك وانتشار تجار الاعضاء البشرية بشكل مخيف وبأذرع أخطبوطية واسعة , حيث يكثر السماسرة الذين باتوا يغرون العاطلين عن العمل والمعوزين لبيع اعضائهم والتصرف بأثمانها , وقد تفاقم هذا النوع من الجرائم وقد اتسع بشكل مخيف ليشمل تجارة الجسد ‏وتلك آفة خطيرة تسربت إلى جسد المجتمع العراقي وخاصة المحافظات المتحررة والمنكوبة من عصابات ” داعش ” الاجرامية وبالأخص مدينة الموصل , حيث تعتبر جرائم الاتجار بالأعضاء البشرية من الجرائم الحديثة على تلك المدينة , وقد شهدت معدلاتها تزايداً بشكل ملحوظ بسبب انتشار ظاهرة البطالة وتفشي الفقر ‏الامر الذي ادى الى تحول تلك الجريمة من الطابع الفردي الى الجماعي المنظم، اذ اشترك ‏مرتكبوها بعصابات تمتهن المتاجرة بالأعضاء البشرية لأجل تحقيق مكاسب مادية بحتة, ولاشك ان ارتفاع مبيعات الكلة مثلاً قد يصل الى مبلغ نحو “10 – 12″ مليون دينار عراقي يتم بيعها عبر سماسرة ومختصين يجيدون الطريقة والاجراءات المطلوبة في تحديد موعد لإجراء الفحوصات ‏الطبية اللازمة , ومن بين تلك الاجراءات الاخرى تقديم تعهد خطي من ولي الأمر الذي يكون في الغالب غير موجود وتجري في تلك العمليات المخيفة تزويراً ” للمستمسكات” إذ تحتاج تلك الامور الى عمليات نصب واحتيال والتهديد والوعيد يرافق كل ذلك الاغراءات المادية ,لقد تم استطلاعنا الجديد الذي اجراه فريقنا الاستقصائي المتكون من الصحفيين “ع, ك, ز, وأ ” التابع الى اتحاد الصحفيين الاستقصائيين المشرف عليه انا شخصياً , وقد لمس الفريق مايلي : انه تجري في أول الامر صداقات بين الرجال والنساء في تلك الكافيهات والنوادي الليلية للبحث بتلك الامور والاغراءات المادية من قبل الدلالين ” السماسرة في بيع وشراء الكلى البشرية والعمل سوية من كلا الطرفين اللتيّن تشوبهما علاقات جنسية مشبوهة اكثر الاحيان , ويعتبر طبيعة العمل مع تلك الفتيات هو اغراء الشباب وجلبهم الى “السمسار ” لقاء “كومسيون ” يتفق عليه عن كل شخص , حيث تعتبر هذه ‏المهنة سهلة وتدر المال الكثير حسب ما اكتشفه فريقنا الاستقصائي ، ويمتهن “السمسار ” استخدام ‏اسلوب الاقناع تجاه تلك الضحايا.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *