آخر تحديث:
مهدي قاسم
عُرف عن الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي بميوله نحو الفساد ، وقد حُركت ضده قضية جنائية بهذا الخصوص مع خضوعه لجملة إجراءات تحقيقية عديدة ، وهو الأمر الذي بقي راسخا في ذاكرة الشعب الفرنسي الذي ـــ حاله أغلب المجتمعات الغربية ـــ ليس فقط لا ينسى فساد بعض ساسته و مسئوليه ، إنما لا يغفر لهم ، بل و إذا تمكن سيحاول معاقبتهم انتخابيا ــ على الأقل ــ و هذا ما فعتله الآن فئات القاعدة الجماهيرية المؤيدة أو المتعاطفة مع اليمين المحافظ ــ عندما عاقب ساركوزي في انتخابات جرت في هذه الأيام للترشيح النهائي لانتخابات الرئاسة الفرنسية المقبلة في السنة القادمة ، لتقطع الطريق أمامهنحو كرسي الرئاسة ، و بذلك تكون طموحات ساركوزي في أن يكون رئيسا جديدا ، أو مرة ثانية لفرنسا قد تبخرت فعلا ، بل ذهبت أدراج الرياح و ربما إلى الأبد ..علما بأن ساركوزي أصبح رئيسا لفرنسا لمرة واحدة فقط ، و ليس لثلاث أو أربع مرات ، مثلما بالنسبة لمعظم الساسة العراقيين المتنفذين و زعماء أحزاب وتنظيمات فاسدة حتى النخاع و الذين تسنموا عدة مناصب في السنوات العشرة الماضية ، بعدما صعدوا في الانتخابات للمرة الثالثة!! ، بالرغم من روائح فسادهم قد وصلت إلى أقصى العالم ..وهو الأمر الذي يثير عند المرء الحريص على مصالح أبناءبلده أسئلة تلو أخرى من قبيل :ــ يا ترى متى يتعلم مجتمعنا العراقي بكل فئاته وشرائحه الاجتماعية من تجارب مجتمعات أخرى و يقوم بمعاقبة ساسته و مسئوليه الكبار الفاسدين عبر صناديق الاقتراع ليرميهم إلى قمامة التاريخ ، مرة واحدة و إلى الأبد ..مثلما فعل الفرنسيون مع ساركوزي ..