صافحتُ وجالستُ وترددت على الكثير من رجال الدين (المعتبرين) والمتبوعين والذين لهم النفوذ والتاثير وذياع الصيت والباع بالعلمية والالمام والحفظ والتمكن من اللغة (العربية طبعا) وتتبعت باهتمام اقوالهم وخطبهم واشاراتهم تلميحا وتصريحا الى ظواهر بعينها ونهيهم وأمرهم عن سيىء ومعروف , ومن المشارب اكثرها تقريبا وقبل سقوط الدولة العراقية وبعده واستفدت كثيرا كثيرا منهم ومن توجيهاتهم ونصائحهم واعجبت ايما اعجاب بلباقتهم وحضور ذهنيتهم المتوقد وحجتهم القوية الداحضة لكل ما يتعارض مع (الدين) ويخالف السنّة والاتباع , وكانوا لا يألون جهدا في نصيحة ولا يدخرون حولا في السعي للخير والصلاح والانبراء للدفاع عن مظالم الناس وارشادهم وتنويرهم,,
فلاحظتُ .. ان أكفّ ايديهم انعم وأرق من كف الرضيع الوديع الذي لم يلمس شيء يخدشه او يخشّنه لأنهم لم يمارسوا عملا يسترزقون منه سوى شغلة ( رجل دين) ومجالسهم تعج بالتدليس والنفاق والكذب والتوقير المصطنع ,وان علميتهم لا تتجاوز غسل الجنابة ودخول الحمام بالرجل اليسرى وحفظهم لا يتعدى السور القصار يقراها بالحركات المغلوطة فيرفع في موضع الجر وينصب في موضع الرفع ولا يكلون ولا يملون من (استغفر الله لي ولكم) وكأنه يرتكب في كل لحظة معصية ويختلق القصص والاحاديث والروايات وجميع ابطالها ماتوا اثناء الحادث ولا اعلم من اخبر عنهم قصتهم تلك , يبحثون عن عبرة مضحكة تسخر من العقول ولا يجرؤ احد على مناقشتها او دحضها , لم يتعرضوا لأي مسالة علمية بحتة ولم يبحثوا اي دور للانسان في بناء الحضارة والتقدم ولم يدعموا اي جهد ابداعي او فني ولم يحضروا اي محفل كرنفالي او احتفالي كمناسبة شعبية فيها الدفوف والموسيقى والطرب الممتع للاسماع والنفوس , مغلقون (قافلين) ,
استفدت منهم كثيرا كيف احترم انسانيتي واهتم بتطلعاتي واقيّم اهدافي بل وحتى تنمية مواهبي وممارسة هواياتي من خلال تشددهم في مواقيت الصلاة وما بينها تمحو السيئات , فرأيت الا طائل من الصلاة اذا انا ارتكب بين كل صلاة وصلاة معصية او ذنب وانها تنهى عن الفحشاء والمنكر وهم يسرفون في الزواج ويقبلون الهدايا والعطايا وبعضهم وقع في المصيدة وانكشفت مؤخرته جلية وهو (ينـــ… ح) ينصح بطريقة قاسية وعنيفة وشديدة احداهن اللاتي جئنه طلبا للفتوى او (فكّا) لعمل من السحر , استفدت منهم خصوصا في مجالستهم كيف اصغي وانتبه لكل صغيرة وكبيرة ولكل كلمة و(تريوعة) و(بحوشة) في الانف , ورأيت منهم توزيع البركات والمراد ببصاقهم (تفالهم) في طاسة الماء والقناني البلاستك وتوزيعها على المحاسيب والمريدين والتابعين واحيانا في توزيع الجوكليت المبارك الذي تكفي قطعة منه شفاء عشيرة باكملها ,
ورأيتهم ( يا عيني عليهم) كيف ينتفضون بوجه الحاكم الظالم حين يستنجد بهم مظلوم وكيف يعنفون الحاكم الظالم ويطلبون منه قطع لسان المظلوم او قطع ذكره التناسلي ليكون عبرة لغيره وليحافظوا على النظام والهدوء واستتباب الامن ,
تعلمت منهم تماما,, كيف اتخلص منهم وانجو بنفسي وانصح اصدقائي ان يتبعوا نفس نهجي وطريقتي, بأن,,,احترم نفسي واغسل يدي عدة مرات رفعا للنجاسة , وان اتّقي الله في خلقه وافضح اولئك الذين استغلوا غفلة الزمن وجهل الناس وعبّئوا عمائمهم بالتنباك والحشيشة والسويكة والمخدرات والكبسلة لكني والشهادة الحقة حق , استثني منهم ما نسبته 1-2 بالمائة ,,