أيها الأخوة والأخوات أبناء ثورة تشرين الوطنية. سلام وتحية/
هل الثورة والمشروع الوطني للتغيير حكرعلى جماعة دون اخرى ؟ من صاحب الحق في الحديث عنهما ؟ الثورة لن تنجح مالم تُبنى على مفاهيم الصراحة والمكاشفة بين أصحاب المشروع الوطني وبين الطبقة المسحوقة والمُهمّشة من أبناء المجتمع. أولا أصحاب المشروع الوطني للتغيير ليسوا بالظرورة معكم في ساحات التظاهرات. لهذا نحتاج الى المصارحة أكثر ولنكن واقعيين . هناك جهات عديدة لها الحق في الحديث والعمل باسم العراق ونحن وانتم جزء منه. من أهم هذه الأطراف هي تلك التي عارضت الأنظمة التي جاءت وفق معادلات الاحتلالين البريطاني بداية القرن المنصرم والأمريكي عام 2003. لم يكن لها أي مشاركة ودور في تأسيس الدولة العراقية. الجهة الثانية هي تلك التي عارضت النظام السابق ولم تشارك في العملية السياسية وبقيت مستقلة في برنامجها الوطني. الجهة الثالثة هي التي خرجت من رحم المعاناة للعملية السياسية الفاشلة بعد العام 2003. أي أن ثلاثة أجيال تمثلُ صوتها ومشروعها بعيدا عن كل الكيانات والاحزاب السياسية. بمعنى أنه ليس من حق الجيل الجديد الذي أبلى بلاءا عظيما في ثورته الوطنية أن يمنعوا الجيلين الذين سبقوهم من المشاركة في النضال الوطني. كل مرحلة يُفترض أن تكون مكمّلة للأُخرى وهذا من مفهوم باب العدالة والشراكة الوطنية وهي الشراكة الحقيقية وليست شراكة محاصصات بين مافيات الأحزاب ومليشياتها. من هنا أكدنا منذ الأيام الأولى للثورة بداية تشرين الأول المنصرم أن حركة الاحتجاجات المدنية الي سبقت ثورة تشرين هي من طورت آليات ومفاهيم الاحتجاجات لتتحول الى ثورة. فلاننسى دماء من سبقوا اليوم الأول من تشرين الاول تظاهرات العام 2011 -2013 -2014 صعودا الى هذا العام هناك غليان شعبي مستعر أفضى الى هذه الثورة. كذلك الكتابات الحرة ذات النهج الوطني وهي تدعوا أبناء العراق أينما كانوا الى ظرورة مراجعة التظاهرات السابقة وتنظيم آليات عمل جديدة للوصول الى الأهداف . هذا هو معنى التلاحم والمشاركة الوطنية. نحن في الجبهة الوطنية للتغيير في العراق وضحنا معالم الطريق كيف تُبنى وماهي شروط نجاح الثورة.ولم و لن نبخل على أي جهة وطنية في العمل المشترك من أجل اختصار الزمن والتضحيات وكما قلناها سابقا نعيدها ، دماء أبناء وبنات العراق عزيزة علينا جميعا ولن نُفرط بها. فحذاري من التكاسل أو التنصل من المسؤوليات وتشتيت الجهود، كونوا أذكى من هؤلاء اللئام ومن كل انتهازي يحاول استغلال اندفاع الشباب أو أطالة مدة الثورة. آخذين بعين الاعتبار أهمية خلق آليات جديدة في ثورتكم.
أيها الأخوة والأخوات / لقد طرحنا عليكم وفي الشهر المنصرم مبادرة مجلس قيادة الدولة أو مجلس إدارة الدولة شريطة الاحتفاظ بالأسماء حرصا على حياتكم، وبامكانكم استخدام رموز لها. هذا المجلس أي مجلس إدارة الدولة الهدف منه أولا تقديم البديل الدستوري باعتبار أن الشعب مصدر السلطات وباعتراف واضح وصريح من المرجعية الدينية التي ترفع إسمها الأحزاب الحاكمة ومليشياتها . مرة أخرى الشعب مصدر السلطات والبرلمان الحالي فقد شرعيته ودستوريته فالثورة الوطنية هي من تُفرز قيادة العراق الجديد من خلال مجلس إدارة الدولة وهذه القيادة هي من تُشكل الحكومة المصغّرة وتسمى بحكومة الطواريء الخ من تفصيلات مبادرتنا في الجبهة الوطنية للتغيير والصادرة بتأريخ الرابع والعشرين من شهر تشرين الثاني المنصرم. كونوا على ثقة أن جهودا تُبذل لانجاح ثورتكم شريطة المحافظة على وحدتكم ، كما ان العدو الجبان يراهنُ على تمزيق صفوفكم وإسقاط مشروعيتكم بعدة ألاعيب وحيل وسيناريوهات . النقطة الأخيرة هي كيف توظّف الفترة الزمنية الحالية وقد دخلت ثورة تشرين شهرها الثالث؟ الجواب توظّفُ من خلال تنشيط التواصل مع المنظمات الدولية مع الحذر من بعضها قد تكون مشبوهة في نقل المعلومات الى دول لها علاقة بايران ومافيات الأحزاب ، بمعنى عدم اعطاء أي معلومات تدل عليكم كشخصيات وأسماء ، كذلك تبنّي المؤتمر الدولي الداعم للتظاهرات شريطة الانتباه الى من هم المؤتمرون؟ أو جهة تتولى التفاوض لفرض تطبيق مطاليب التظاهرات صعودا الى مجلس إدارة الدولة المشكّل منكم أنتم. والحذر من هذه النقطة لأنها ستكون حدا فاصلا بين نجاح الثورة او انتكاستها لاقدر الله. عودة أخرى الى حيث الفكرة من رسالتي هذه أن إطالة المدة الزمنية مع استمرار قتل واختطاف الناشطين والناشطات هو رهان من يملكون القوة فمهم جدا مواجهة الأحزاب العميلة ومليشياتها ومرتزقتها. لابد من ستراتيجية جديدة ومهام عمل جديدة . وتبقى المبادرة والحلول من ساحة التحرير ومجلس إدارة الدولة المقترح من قبلنا في الجبهة الوطنية للتغيير في العراق. حفظ الله العراق وأهله.