محمد العرب يكتب ….. حتى لا يخدعنا أوباما مرتين؟ بقلم محمد العربي

محمد العرب يكتب ….. حتى لا يخدعنا أوباما مرتين؟ بقلم محمد العربي
آخر تحديث:

منذ يناير 2001 إلى يناير 2009 مرت ثمانية سنوات دامية تلك التي كان فيها الرئيس الامريكي بوش يتربع على عرش العالم هذا المجنون الذي اشعل نيران الحروب في جهات العالم الاربعة مما تسبب بموجة خوف عالمية لان الرجل والحق يقال كان يتلاعب بالحروب فوق ظهر (المخروبة) كما يتلاعب الساحر الارجنتيني ميسي بكرة القدم لكن اذا عرف السبب بطل العجب، فمن المعلوم بأن الشركة التي كانت تخطط لسياسات الرئيس بوش سواء في الادارة او الكونغرس هي شركة لوكهيد مارتن وهي من اكبر شركات السلاح في العالم والتي تصنع طائرات ستيلث وطائرات F-16 وغيرها ومن الطبيعي حين تتصدر مثل هذه الشركة اعمال الضغط والتخطيط للزعيم الاول في هذا العالم ستكون النتيجة ؟ اشتعال المزيد من الحروب والنزاعات المسلحة لأنها الدم الذي يغذي شركات السلاح على العموم انتهت حقبة بوش بكل حروبها وان كنا لا نزال نعاني تبعاتها ولا اعتقد ان معاناتنا ستنتهي قريبا والله اعلم.

لكن دعونا نتكلم الان عن الرئيس الامريكي اوباما الذي رفع في بداية فترته الرئاسية الاولى شعار التغيير في السياسة الخارجية الامريكية وقد عمت الافراح جهات العالم الاربعة ومن ضمنها مضارب بني يعرب لكن الفترة الاولى لم تجلب لنا الا مزيدا من الوعود الوهمية واحلام اليقظة وهنا يمكن ان نقول انه خدعنا للمرة الاولى ولان (الذي فات مات) كما يقول المثل العربي دعونا نتكلم عن مشروع الخديعة الثانية، اولا يجب ان نعرف بان الشركة التي تخطط سياسات اوباما شركة اكسيلون كورب Exelon corporation للطاقة النووية، وهي اكبر متبرع له ولهيلاري كلينتون ايضا في حملتها الرئاسية الاولى، وربما لهذا كان اختيارها وزيرة للخارجية وهي التي كانت تنافسه في الترشيح للرئاسة في فترته الاولى، وشركة اكسيلون مقرها ولاية الينوي والتي كان اوباما نائبا عنها في مجلس الشيوخ وهو منذ 2003 يتلقى تبرعاتها ويراعي مصالحها كما جرت العادة في الانتخابات الرئاسية الامريكية حيث تتنافس الشركات في دعم هذا المرشح او ذاك وهناك قصة حول اعتراض سكان ولاية الينوي بسبب افتضاح ان شركة اكسيلون لم تكشف أو تبلغ بحوادث التسرب من مفاعلاتها مما قد يكون سببا لاضرار صحية مستقبلية وهنا ثار اوباما وطالب بأن يصدر تشريع من الكونغرس يلزم شركات المفاعلات النووية بالابلاغ فورا حتى عن اقل تسرب، طبعا الثورة الاوبامية كانت للاستهلاك الاعلامي اما عند كتابة اللائحة فقد كان حنونا جدا على الشركات المعنية ومنها اكسيلون طبعا وجعل الامر ليس ملزما لهم وانما حث أصحاب الشركة للتبليغ عن اي مخاطر نووية، بالمقابل كان فرانك كلارك نائب الرئيس التنفيذي للشركة وجون دبليو روجرز جونيور مديرها هما من اكبر جامعي التبرعات له، ومتبرع اخر لاوباما هو جون دبليو راو وهو رئيس مجلس ادارة اكسيلون وايضا رئيس مجلس ادارة معهد الطاقة النووية، وهي جماعة الضغط النووية ومقرها واشنطن. وكانت تبرعاته لاوباما تفوق اي تبرعات اخرى لأي مرشح للرئاسة في فترته الاولى، اضافة إلى ذلك، فإن المساعد الاستراتيجي السياسي الرئيسي لاوباما هو ديفيد اكسلرود كان قد عمل مستشارا في اكسيلون ايضا فقد كانت لديه شركة عملت على مساعدة فرع اكسيلون المسمى كومنوولث اديسون منذ 2002.
اوباما بعد فوزه الاول قام بتعيين رئيس لموظفي البيت الأبيض ويعتبر ثاني شخصية مهمة في ذلك البيت وهو يهودي صهيوني يدعى رحم عمانوئيل بن بنيامين عمانوئيل وهو عضو في عصابة ارغون الصهيونية التي ذبحت الفلسطينيين فيما بين 1931 و1948 وقد خدم رحم نفسه بصفته جنديا اسرائيليا مع القوات الامريكية عام 1991 وفي عام 1998 ترك عمانوئيل ادارة كلنتون ليعمل مع فاسرشتاين في بنك بيريلا وهو بنك متوقف الان وكان يديره بروس فاسرشتاين من اكبر المتبرعين للحزب الديمقراطي واستخدم فيما بعد عمانوئيل صلاته السياسية لتحقيق صفقة كبيرة وهو في الشركة. كانت صفقة اندماج بمبلغ 16 بليون دولار خلقت على اثرها شركة اكسيلون، احدى اكبر شركات الطاقة الكهربائية في البلاد.
والآن عندما تكون شركة طاقة نووية هي من تدعم اوباما فماذا تظنون سيكون موقفها من ايران؟ او مشروعها النووي هل تقوم بتخريب مفاعلاتها النووية ام تبني لها ما تريد من مفاعلات بشرط ان يكون على ايدي أبناء الشركة؟ وليس على ايدي الروس والاوربيين؟ بالمقابل انطلقت ملامح الخديعة الاوبامية الثانية حيث يقوم الان بإقناع العالم بأن الشيطان الايراني يمكن ان يتحول إلى ملاك وديع وان هذا الملاك سيقوم بفتح ابواب بلاد فارس لشركة اكسيلون لتربح من بناء مفاعلات للطاقة (السلمية) في عموم ايران، التي اصبحت الان حليفة مرة أخرى لابناء العم سام ولإسكات العرب سوف يقنع اوباما حكام العالم العربي بصرف اموالهم على بناء مفاعلات منافسة لإيران وطبعا سوف تبنيها شركة اكسيلون وأخواتها… وعاش اوباما النووي والمحصلة النهائية لستة عشر سنة نصفها لبوش ونصفها لاوباما بانه في عهد بوش كانت شركات السلاح تبيع للعرب السلاح الذي لا يعرفون ماذا يفعلون به او متى يتم استخدامه خوفا من التهديد الايراني او لحماية انفسهم من الحروب المشتعلة من حولهم والتي يمكن ان تمتد إلى بلدانهم والان يسوق اوباما لشركات الطاقة النووية التي سوف تبني للعرب مفاعلات خردة تحت مسمى الطاقة النووية السلمية وبهذا يخدعنا اوباما للمرة الثانية وربما نرى اوباما مستقبلا مديرا لشركة اكسيلون او حتى كبير مستشاريها والله اعلم.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *