مسار التنافس السياسي في الانحطاط الاخلاقي

مسار التنافس السياسي في الانحطاط الاخلاقي
آخر تحديث:

جمعة عبدالله

الآن تتكرر مهزلة التاريخ مرة اخرى , ولكن هذه المرة بأسم الدين والمذهب والاخلاق الاسلامية , حين جاءت الاحزاب الاسلامية , عقب سقوط النظام البعثي , وحملت شعارات وبدع براقة ورنانة , لكنها انحرفت الى الطريق الاعوج المعبد بالالغام . وسقطت في التجربة والاختبار , كما سقط سلفها البعثي , في احضان العار , بأن يرمى هو وشعاراته البراقة والرنانة الى مزبلة التاريخ . ان الاحزاب الاسلامية حولت شعاراتها الى تجارة مربحة , تدر الذهب والدولار , مما قادت العراق الى طريق محفوف بالمخاطر , وتركت الاوضاع العامة أسوأ من قبل , وعمقت الشرخ الفاصل بينها وبين الشعب , بتحويل الدين والمذهب والاخلاق الاسلامية , الى بضاعة فاسدة وعقيمة , في التدهور في الانحطاط الاخلاقي , بغياب الضمير والشرف من قاموسها اليومي . فلم تعد لها علاقة وصلة بالوطن لا من قريب ولا من بعيد , سوى في المناصب التي تدر ذهباً ودولاراً ,ويربطها بالحبل السري بالفساد واللصوصية والتخمة المالية , فباعت مصالح الوطنية بسعر زهيد الى الدول المجاورة , واصبحت اجندات حقيرة وخائنة للوطن , تنفذ وصايا البلدان المجاورة , ولم تقدم ابسط شروط مستلزمات الحياة اليومية الى الشعب بادنى مستوياتها , ولم تحمي العراق والعراقيين من آلة الارهاب الدموي , ولم يعد قيمة تذكر للواجب والمسؤولية , سوى استغلالهما بالفساد والرشوة والمقايضة المالية , حتى في عبور السيارات المفخفخة , لتصل الى اهدافها المرسومة بكل يسر وحرية , وخانت الشرف والامانة والمسؤولية . حيث انزلقت الى التنافس الوحشي على الغنيمة والفساد , وتقاسم السرقات والمال الحرام , حتى اصاب كل مؤسسة صغيرة وكبيرة بلوثة الفساد والرشوة , ولم يعد وجود الاحزاب الاسلامية في السلطة , إلا اورام سرطانية خبيثة , تنخر جسد العراق , وقدمت ابشع صورة قبيحة الى الدين والمذهب والاخلاق الاسلامية . حيث اصبح المنصب او الحقيبة الوزارية , مرتع للفساد واللصوصية , وصار تنافس الحاد على حمل لقب ( حرامي ) بكل اعتزاز وشرف , وتكاثرت الفظائع بالسرقات والنهب , بكل اشكاله المخادعة بالاحتيال والمكر الثعلبي . فقد توزعت ألقاب الحرامي , على قادة وزعماء الكتل السياسية والبرلمانية المتنفذة . وهم يقدمون البرهان الساطع على عقلية عصابات المافيا , حيث ذاعت شهرتهم الجديدة , في الاعلام والشارع , وباتت معروفة للقاصي والداني , تسمياتهم بلقب حرامي , وصارت بمثابة القابهم الحقيقية , بالتمييز بين حرامي وحرامي اخر , فهناك حرامي الزوية . حرامي الجادرية . حرامي وزارة النقل , وكما باقي الوزارات الاخرى . حرامي بغداد . حرامي العراق . حرامي اموال النازحين . حرامي اموال المراسيم والزيارت الدينية , حرامي اموال عقود النفط . حرامي اموال الكهرباء . حرامي المشاريع الوهمية , حرامي الجيوش الفضائية . حرامي المناصب , حرامي الشاي المسرطن , حرامي الرز التالف . حرامي المشاريع الوهمية ……………………….. الخ . هذه الصفات القبيحة والرذيلة , لم يخجلوا ويستحوا منها , وانما اعتبروها شرف شطارة وذكاء لهم , بذلك نهبوا وسرقوا مئات المليارات الدولارية , وافرغوا خزينة الدولة , واثقلوها بالديون الداخلية والخارجية تبلغ قيمتها 96 مليار دولار , لسد عجز ميزانية الدولة . اما في المسار السياسي يواصل انحداراته السريعة الى الهاوية , حتى تنشيف اخر قطرة من الديموقراطية , وخاصة العد التنازلي يسير الى الاسفل بوتيرة خطيرة , نحو ولاية الفقيه , وسد كل باب للاصلاح والبناء والتغيير , وانما تعميق المسار السياسي , نحو اقامة الدكتاتورية الدينية , التي لا تعترف بالحقوق والحريات للمواطنين ………… والله يستر العراق من الجايات

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *