مستقبل مجهول بإنتظار العراق المليشياوي

مستقبل مجهول بإنتظار العراق المليشياوي
آخر تحديث:

 بقلم:مثنى الجادرجي

لايمکن التصور بأن المجتمع الدولي سيغض النظر عما يفعله نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في العراق کما إنه لاينظر أبدا بإرتياح للدور الذي تضطلع به الميليشيات العراقية التابعة له في العراق والمنطقة ولاسيما بعدما طفقت هذه الميليشيات من القيام بأعمال ونشاطات هي خارج نطاق عملها بل وحتى کانت أشبه ماتکون بنشاطات بالنيابة والوکالة عن النظام الايراني وبشکل خاص بعد الاحداث الاخيرة التي شهدتها البصرة.

حينما يقول مساعد في مجلس الشيوخ الأميركي إن أعضاء جمهوريين في المجلس يعتزمون طرح تشريع للتصدي لما يرونه تزايدا للنفوذ الإيراني في العراق، وسط مخاوف من هجمات في العراق على يد جماعات يعتبرها المسؤولون الأميركيون وكلاء لإيران. فإن ذلك يعني البدء بتفعيل موقف دولي من دور ونشاطات الميليشيات التابعة لإيران، خصوصا وإن مشروع القانون المقترح يفرض عقوبات على الجماعات التي تسيطر عليها إيران ويلزم وزير الخارجية بنشر قائمة بالجماعات المسلحة التي تتلقى دعما من الحرس الثوري الإيراني.

العراق وعلى أثر الاحتلال الامريکي له وماأشيع من إنه سيبدأ عهدا جديدا ينعم الشعب خلاله بالامن والحرية والديمقراطية، صار واضحا وبالعين المجردة من إنه يفتقد الى هذه الامور الثلاثة بحيث وصل الحال به الى أشبه مايکون بدولة مافيوية تعبث بها العصابات المسلحة وتعثو الايادي الخارجي بأوضاعها الداخلية، لکن الذي يبدو جليا إن دور نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية والاذرع العميلة التابعة له في العراق، کان وسيبنقى هو الاسوأ من غيره والاکثر تأثيرا سلبيا عليه.

الميليشيات المسلحة التابعة لإيران والتي تم إعدادها من جانب الحرس الثوري وعلى يد الارهابي المعروف قاسم سليماني، مهمتها کانت وستبقى المحافظة على نفوذ النظام الايراني وعلى تنفيذ مخططاته المشبوهة التي سبق وإن حذرت منها المقاومة الايرانية على الدوام وإعتبرت هذه الميليشيات والاحزاب المسيرة بأمر النظام الايراني بمثابة أذرع يجب قطعا من أجل المحافظة على الامن والاستقرار في بلدان المنطقة، وعندما تتعالى الاصوات من کل جانب بشأن الدور التخريبي المشبوه لهذه الميليشيات والاحزاب ويصل الامر الى حد فرض عقوبات عليها وإحتمال مواجهتها مما سيتسبب في مشاکل إضافية ليس نعتقد بل ونجزم بأن الشعب العراقي في غنى کامل عنها، ولذلك فإن على الشعب العراقي وقواه الوطنية المخلصة أن تأخذ هذا الامر بنظر الاعتبار رغم إننا نعتقد بأن المشکلة والمصيبة الاکبر تکمن في بقاء وإستمرار النظام الايراني والذي ومن دون تغييره فإن السلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم سيبقى مهددا.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *