مشاركة إيران في القمة الإسلامية وزيارة نجاد للأزهر … بقلم د.عمران الكبيسي

آخر تحديث:

يمكن القول إن زيارة احمدي نجاد لمصر ومشاركة إيران في مؤتمر القمة الإسلامية وضعت لبنة على طريق بناء علاقات جديدة بين العرب والإيرانيين فيما لو فهم الإيرانيون ما لهم وما عليهم، فمطلوب منهم تقديم الكثير من الالتزام والمصداقية لترميم جدار انعدام الثقة الذي تساقط طوبة طوبة منذ قيام الثورة الإسلامية، وقد يستغرق إعادة بنائه زمنا مماثلا، فمازالت الزيارة تثير تداعيات وهناك من يواقح ويلوي أعناق كلمات مشايخ الأزهر ولا يريد فهمها على الوجه الصحيح، مما يدفعنا للتعقيب بصراحة أكثر شفافية:

الإيرانيون لا يريدون الفهم أن التشيع نشأ عربيا، وجوهره قائم على حب آل البيت الهاشمي العرب الأطهار، ولا يكون المسلم مسلما إلا بحب الرسول الأكرم وآل بيته، وأن مرجعية  التشيع منذ نشأته كانت بالكوفة والنجف عاصمة أمير المؤمنين على بن أبي طالب وليست قم وطهران، ومن أسس التشيع الالتزام بالمرجعية العربية والبراءة من الشوفينية الفارسية وأصولها المجوسية، وبدع العصبية الصفوية التي ألحقت بالتشيع زورا وبهتانا، وأصبحوا يقولون مالا يفعلون. ويظهرون ما لا يضمرون؟
ومعروف أن الصفويين لم يتشيعوا عن عقيدة ونوايا صادقة تدين بحب خالص لآل البيت، منذ بدايتهم، فالسلطان غياث الدين إن صحت الرواية لم يركن للتشيع إلا بعد أن طلق زوجته ثلاثا ولا يسمح له شرعا إعادتها إلى عصمته حتى يدخل عليها غيره، وحللها له متشيع خلافا لشرع الله، فلازمه وزين له الهوى والشطط يُماليه ويناصب أهل السنة العداء، ينكل بهم ويغريه بالتحول إلى مذهبه حتى جاء الصفويون ليحملوا الناس قسرا وقهرا بالسيف على اعتناق تشيعهم، وغايتهم ربط المرجعية الشيعية بأصول فارسية تبتعد بهم عن التشيع العربي، لمقاومة المد العثماني وإعادة أمجاد فارس، ألا يحق لشيخ الأزهر أن يقول هذا النوع من التشيع لن يمر ولن يسمح بعبوره خاصة أهل السنة وعامتهم، ولن يخدع التشيع العربي الذي دعا إليه أئمة آل البيت الأطهار.
 أئمة التشيع يحبون جدهم رسول الله، ويحترمون صحابته ويتيممون بتسمية أبنائهم بأسماء خلفائه، ونتساءل كيف يكره أئمة آل البيت أبا بكر وعمر وعثمان ويلقبون أبناءهم بأسمائهم، وهذا جعفر الصادق رحمه الله يسمي إحدى بناته عائشة، هل كان جعفر الصادق مخطئا حينما سمى عائشة؟ وهل كان علي وأبناؤه الحسن والحسين النجباء يخالفون روح المذهب بتسمية أبنائهم أبا بكر وعمر وعثمان؟ فما لم يهد ضريح أبي لؤلؤة المجوسي لعنه الله الذي يكرمه الصفويون ويتمسحون بقذارة تربته وهو قاتل الخطاب، لن تمد لهم دولة غالبية شعبها من أهل السنة والجماعة يد التصالح، وما لم تنه مرجعيتهم الصفوية أتباعها عن المساس بعرض رسول الله أم المؤمنين عائشة التي مات الرسول في حجرها ويكفرون من يتطاول عليها وعلى الخلفاء الراشدين لا كيل لهم عندنا ولا هم يقربون. أما أهل السنة فلا يجرؤ أحد منهم إن يتطاول ويمس أحدا من آل البيت، فمن هم النواصب؟ ومن هم الروافض؟ ومن يكفر من أيها الصفويون؟  فتعالوا إن كنتم صادقين إلى كلمة سواء.
أي حق يدعو إليه الصفويون؟ وأي احترام للنفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق يزعمون، وأي افتراء على التشيع وإلى متى يكذبون ويفترون؟ وهم يبدون ما لا يضمرون. وبالمكر والحيلة والغدر يتقون، من قتل في العراق على الاسم؟ ومن يعتقل ويعذب ويغتصب النساء؟ ومن يغتال المعارضين بالمسدسات الكاتمة؟ ومن يسرق ويفسد ويعتدي على جيرانه ويتدخل في شئونهم؟ ومن أهدى سيف الإمام علي إلى رمسفلد وقبّل بريمر من بين عيونه وشفتيه؟ من اعتدى على قوى الأمن في البحرين وصدمهم عنوة ومشى على جثثهم ذهابا وإيابا؟ من يحرقهم بالمولتوف؟ ومن هوى على رؤوسهم بالحجارة؟ ومن قطع ألسنة المؤذنين؟ ومن يركض وراء سفراء دول الغرب والشرق ويرسل الوفود ليستعدي الكفار على بلده وشعبه ويخرب البلاد؟ وفي سوريا من يعدم الشباب ويقيدهم ويطلق النار على رؤوسهم حتى بلغ عددهم ستين ألف شهيد؟ من يقصف المدن بالطائرات والدبابات ويهد البيوت فوق ساكنيها؟ من شرد الملايين وهجرهم؟ من اعتدى على المساجد وقصفها؟ ومن يؤيد الظالم ويؤازره ليسفك الدماء؟ ومن باع الجولان والقنيطرة لإسرائيل ولم يطلق عليها طلقة واحدة طوال أربعين سنة؟  وفي اليمن، من سلّح الحوثيين، وزج المدن بحرب أهلية؟ وفي لبنان من فجر واغتال سعد الحريري ومن فتن الناس وشق صفهم وجند جيشا باسم المقاومة زيفا وتزيفا؟ ومع ذلك تنادون بالسلام والألفة والمحبة. أنسيتم قوله تعالى: *يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ* الصف2-3

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *