مصاهرة الحياة بالثقافة

مصاهرة الحياة بالثقافة
آخر تحديث:

باقر صاحب 
يمكن وصف المثقف، بأنه نهر ثالث يصب فيه نهرا الثقافة المتخصصة وثقافة الحياة، ذلك المصب يعني اتحادهما، بكل ما في كلمة اتحاد من خصيصة  كيميائية، تعني اكتساب المتخصص ثقافة عملية لا أكاديمية أو  قولية أو كأن تكون هوية إبداعية فقط، أو بعبارة أخرى إن المثقف الحقيقي  هو من يترجم أقواله إلى أفعال، لا أن يطلق المثاليات في سماء الصحافة و فضاءات  الكتب، داعيا إلى الإفادة من تنظيراته وبلورات حكمه، لكن حين تنظر إلى سلوكه في البيت والعمل والشارع والمقهى، تجده أحيانا يناقض ما يدعو إليه. حينذاك يوصف بالازدواجية، أو كما يقال
 ( ظاهرة صوتية).
لن  يستطيع الكاتب جذب القارئ إذا عرف هذا الأخير عن الأول ما يناقض كتاباته، كما لن يستطيع المثقف فعل أي شيء، إذا كان يقرأ ويكتب في  برج عاجي، بعيدا عن نهر الشارع الاجتماعي الحي، يعيد إنتاج ما يقرأ في بطون الكتب، على شكل مقالات فاقدة لحيويتها أو نصوص غامضة غموضا مفتعلا.الصدق مع الذات هو من أهم سمات المثقف الحي، أي أن تشعر بأن ما تدعو إليه هو جار في نهر حياتك، في كل مكان تتواجد فيه. أن تكون صادقا، هو أن يشعر الآخر بصدقك، كي يستطيع البدء في تأمل ما تدعو إليه، أن تدعو للتسامح  ونبذ التعصب ينبغي أن تكون أول من
 يسامح الآخرين. وينفتح على آرائهم. أن تدعو الآخرين إلى تصحيح أخطائهم عبر النقد والنقد الذاتي، يجب أن تكون أول من يشهر اخطاءه مع نفسه وعائلته وزملائه، أن تدعو للتضامن والعمل المشترك في سبيل إصلاح الحال، يجب إن تكون أول من يبادر عمليا إلى ذلك.
تعريفات الثقافة التي لا حصر لها تشير إلى تغلغل تلك المفردة في حياتنا من دون أن   ندري، أي في طرائق الملبس والمأكل والتحدث ومناقشة الآخر.في ثقافة رد الفعل إزاء أفعال الآخرين، تربية الأهل لا بد لها من أن تكون اتجاها معينا يصب في كلمة ثقافة، التعلم من خلال المدرسة والمعهد والجامعة يعد ثقافة مكتسبة، ينبغي أن تصقل المتعلم باتجاه اكتساب معارف وأفكار جديدة . كل مرب هو مثقف بشكل أو بآخر، سواء أكان قد نال تحصيلا علميا أم لا، ومثال ذلك الثقافة الاجتماعية التي يتلقفها الابن والابنة من أبويهما، أي سلوكية خاطئة، تكون نتاج تمثلها أمام الأبناء، من قبل الأهل، إن لم يتم ردعها من جهة أخرى، ستتفشى لتصبح تقليدا ساريا يتلقفه الجيل الجديد.  وبعد ان الثقافة بحر لا حدود له، مهما تحدثنا عنها لن نستوفي توصيفاتها ومقترباتها، ويمكن اختصارها بحسب مسار حديثنا هذا بأن الثقافة حياة والحياة ثقاقة .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *