بغداد/شبكة أخبار العراق- أفاد مصدر سياسي مطلع، السبت، بسعي الجنرال الايراني قائد فيلق القدس قاسم سليماني الى تشكيل تحالف خماسي، يضم كتلاً فازت بالانتخابات العراقية، من دون تحالف (سائرون) الذي يدعمه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.واضاف، إن “العراق اقترب من تشكيل (ائتلاف الخمسة) لاختيار رئيس الوزراء العراقي الجديد من قبل أكبر تجمع للأحزاب الشيعية والسنية والكردية في أعقاب الانتخابات العراقية التي جرت في 12 مايو الجاري”.وأضاف، أن “قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، والرئيس الأميركي دونالد ترامب، اجتمعا حول المرشح نفسه؛ حيدر العبادي”.ولفت إلى أن “الجنرال سليماني يتواجد منذ أيام عدة في العراق، حيث التقى رؤساء الكتل التي فازت بمقاعد كبيرة في البرلمان الجديد”، مبينا أنه “رغم ذلك، لا يزال حليفا إيران الرئيسيان، هادي العامري (رئيس الكتلة الثانية الأكبر ذات الـ 47 مقعداً) وحليفه نوري المالكي (26 مقعداً) خارج هذا التحالف الذي يعمل عليه سليماني”.ونوه االمصدر، إلى أنه “وبعدد 54 مقعداً، فإن تحالف سائرون لا يمكن أن يذهب بعيداً، وفقاً لمصادر عراقية مطلعة، فأي تحالف – كي يستطيع تسمية رئيس الوزراء – يحتاج الى 165 مقعداً من أصل 328 مقعداً برلمانياً. وفي سنة 2010، فاز رئيس الوزراء السابق إياد علاوي بـ 91 مقعداً، أي بمقعدين أكثر من مُنافِسه نوري المالكي (89 مقعداً) من دون أن يصل إلى رئاسة الوزراء. وعلى الرغم من تمتّع علاوي بدعم العالم، تمكّنت إيران من جمْع ائتلاف أكبر لتمهّد الطريق أمام المالكي لولاية أخرى”.وتابع المصدر، أن “إيران اليوم مقتنعة بأن المالكي وحليفه العامري يجب ألا يصبح أحد منهما رئيساً للوزراء. وهذا يتطابق مع رؤية المرجعية الدينية في النجف”، على حد تعبيرها.واوضح، أنه “في حال انضمام الصدر الى التحالف الخماسي المكون من (العامري، العبادي، المالكي، عمار الحكيم، وعلاوي)، فسيحصل على حصته في الحكومة بما يوازي الـ 54 مقعداً التي يسيطر عليها”.وأوضح: “عادة، فإن كل منصب وزاري يعادل مقاعد برلمانية، فرئيس الوزراء مثلاً يعد 45 حصة أو وزير الخارجية 15 – 20 حصة إلخ… ويُتفق على الأرقام والمقاعد بين الكتل التي تشكل الائتلاف الأكبر”.وأشار الى أنه “إذا لم يلتحق مقتدى بالتكتل الخماسي فسيجلس نوابه مع المعارضة في البرلمان”.ووفقاً لمصادر اخرى، فإنه “لم يتم وضْع أي فيتو على أحد مثلما حصل بعد الانتخابات السابقة، وقد أثبت ذلك اجتماع قاسم سليماني مع إياد علاوي غير المرشح لرئاسة الوزراء.وأشارت الى أن هذه الخطوة “تُعد خطوة كبيرة اتخذتها إيران لجمع كل الأطراف الرئيسية بائتلافٍ كبير. وبالتالي فالتعقيدات أمام رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي أصبحت ضعيفة، هو الرجل الذي يَجمع توافقات متعدّدة باستثناء مسعود بارزاني، الذي تعرّض للإذلال والتدمير السياسي من العبادي، والذي تكفلت أميركا بإقناعه”.وأكملت قائلة: “في المحصلة، لا يوجد صانع ملوك في العراق بل اتفاق إيراني – أميركي غير مكتوب وغير مباشر على استقرار العراق بعدما انتزعت ورقة داعش”.واختتمت المصادر بالقول، أن “الصدر لا يقرر بل هو جزء من صنّاع القرار في حال انضمّ الى التكتل الأكبر، وكل المؤشرات تدلّ على ان العبادي سيحصل على فرصة أخرى لقيادة البلاد وليواجه أصعب المهام المتمثلة بوحدة العراق، وإعادة الإعمار في الشمال والغرب المدمّريْن، وإعادة بناء البنية التحتية وقبل كل شيء مكافحة الفساد”.