معصوم:حوار هادىء غير معلن بين بغداد وأربيل وإيران تعمل لمصلحة العراق

معصوم:حوار هادىء غير معلن بين بغداد وأربيل وإيران تعمل لمصلحة العراق
آخر تحديث:

 بغداد/ شبكة أخبار العراق- قال رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، الاربعاء، إن غياب التشريعات التي تواكب التغيير السياسي في العراق بعد نيسان 2004 دفع باتجاه اعتماد قوانين النظام السابق على رغم مخالفتها الدستور الجديد.وأكد معصوم في مقابلة مع صحيفة (الحياة) استمرار الخلافات على حزمة من القوانين بما فيها عشرات التعديلات الدستورية التي أقرت خلال السنوات الماضية.وأشار إلى أن العلاقات بين بغداد وإقليم كردستان “عادت طبيعية”، لافتا الى وجود “حوار هادئ وغير معلن” بين الجانبين.وفي ما يأتي نص الحوار:

> مع انتهاء الدورة البرلمانية وولاية الحكومة، ما مدى الحاجة إلى التشريعات لمواكبة العهد الجديد؟

– هناك تشريعات ضرورية وأخرى تعتبر العمود الفقري لتسيير شؤن الدولة، لا سيما تلك التي أشار إليها الدستور. غياب هذه القوانين التي تمس حياة المواطن يدفعنا إلى اللجوء باتجاه القوانين السابقة، وغالباً ما يكون في تطبيقها مخالفة دستورية.

هناك قوانين أخرى مثل مجلس الاتحاد والذي يعد الغرفة التشريعية الثانية، ومن صلاحياته إعادة مشاريع القوانين المقرة إلى البرلمان في حال مخالفتها الدستور. حتى الآن لم يتم الاتفاق عليها ويتم تأجيلها من دورة إلى أخرى. قانون النفط والغاز، الذي يعد مشكلة كبيرة، والمحكمة الاتحادية.

> ما طبيعة الخلافات على قانون المحكمة الاتحادية؟

– المسودة المقترحة أن يكون من بين الأعضاء اثنان من علماء الشريعة واثنان من المختصين بالدراسات الديموقراطية، على أن يكونوا إصلاء ولهم حق الاعتراض على القرارات ونقضها، فيما يرى آخرون أن يكونوا بصفة خبراء… وبقي الأمر موضع تجاذبات حتى الآن.

> والتعديلات الدستورية التي أقرتها لجنة التعديلات وكنتم فيها نائباً للرئيس؟

– في لجنة التعديلات الدستورية اتفقنا على تعديل 70 مادة دستورية ولم يتم الاتفاق عليها.

> كيف ترون العراق بعد مرحلة «داعش»؟

– الأولوية الآن لاستقرار العراق. هذه ضرورة يجري العمل عليها حالياً.

هناك دول عدة قدمت مساعدات للعراق لإعادة الاستقرار، خصوصاً إلى النازحين المشكلة والطامة الكبرى. لا بد لهؤلاء أن يعودوا إلى مناطقهم ولا يبقون في مناطق أخرى بعيدة من مناطقهم الأصلية. تلقينا مساعدات إنسانية دولية لكنها ليست بالكم والنوع الذي يحل المشكلة، 20 مليون دولار هنا و15 مليون دولار هناك، إضافة إلى تخصيصات أخرى وإسناد بعض الأمور إلى وزاراتنا.

> والإعمار؟

– إعادة الإعمار هذه مسألة أخرى بحاجة إلى إعداد واسع وإلى إمكانات مالية ضخمة. العراق حالياً غير قادر على إدارة هذا الملف من دون مساعدة الآخرين.

> المنح والاستثمارات التي حصل عليها العراق في مؤتمر الكويت للإعمار يمكن أن تطلق عجلة التعمير؟

– مؤتمر إعمار العراق في الكويت في شكل عام كان خطوة جيدة، لكن أن ننتظر أن تأتي بقية الدول وتعمر لنا البلد هذا غير ممكن، لا بد أن يكون للعراق دور أساسي في إعادة الإعمار.

> مثلاً؟

– أن تكون هناك تسهيلات لجذب الاستثمارات من الخارج وهذا الأمر مهم جداً. الحكومة بصدد إعادة النظر بالقوانين المتعلقة بالاستثمار من أجل تشجيعها إضافة إلى توفير بيئة آمنة لها.

> هناك من يرى أن المنح التي حصل عليها العراق في الكويت متواضعة مقابل حجم الدمار الذي أصاب مدنه وكلفة إعمارها، ويعزو الأمر إلى ضعف ثقة المجتمع الدولي.

– بعض السجالات والصراعات السياسية مثل الاتهامات المتبادلة بالسرقات والكثير منها من غير دليل، لكن المستثمر عندما يقرأ هذه التصريحات في الصحف ووسائل الإعلام، لا سيما عندما تصدر من عضو مجلس نواب أو عضو مجلس محافظة أو حتى سياسي، سيتساءل، لماذا أورط نفسي؟ هذه التصريحات ليست في مصلحتنا، وتشكل انطباعات سلبية تسيء إلى العراق.

> إذاً التجاذبات السياسية وراء عزوف المجتمع الدولي؟

– هي جزء من السبب… إضافة إلى القوانين. فمثلاً المستثمر عندما يطلب تأشيرة دخول إلى البلاد لن يحصل عليها إلا بعد 3 أشهر، فيقول يا أخي أنا قادم لمساعدتكم بينما يمكنني أن أحصل على التأشيرة لدخول أية دولة أوروبية.

> كشريك في العملية السياسية ما هو تقييمكم لأداء حكومة السيد حيدر العبادي؟

– يتعرض إلى انتقادات كجزء من الهجمات المتبادلة وهي جزء من المشكلة. هذه الحملات سياسية وأنا لا أدافع عن أية حكومة من الحكومات لكنها (أي الهجمات) للبحث عن كسب الناخبين.

> هل الأمر طبيعي؟

– في أي بلد ديموقراطي في العالم عندما تكون هناك انتخابات تبرز الاختلافات في وجهات النظر وكل جهة تعبر عن رأيها بحثاً عن مزيد من أصوات الناخبين، والحمد لله الوضع طبيعي الآن وليس هناك تخوف.

> كيف ترون علاقات الحكومة الاتحادية مع إقليم كردستان؟

– العلاقات عادت طبيعية وهناك حوار بينهما. حوار هادئ وغير معلن. وفود تذهب إلى هناك وأخرى تأتي إلى هنا. الطرفان بحاجة إلى بعضهما، فلا الإقليم يستغني عن الحكومة الاتحادية ولا الأخيرة تستغني عن الإقليم، كلاهما في دولة واحدة وكل المصالح مترابطة ببعضها.

بغداد أرسلت مبالغ إلى الإقليم لدفع رواتب موظفي الصحة والتعليم وهذه خطوة جيدة.

> … وعلاقات العراق الإقليمية والدولية؟

– علاقاتنا مع الدول الإقليمية جيدة، وإن برزت بعض الخلافات الآن مع تركيا. نحن بحاجة إلى أن تكون علاقاتنا جيدة مع جميع الأطراف، خصوصاً الدول التي لنا معها حدود مشتركة ثم الدول الأخرى وبعد ذلك الدول الأبعد. خصوصية العراق يجب ألا ننساها في أية لحظة من اللحظات بما يجعلنا لا نكون مع أي طرف إقليمي ضد آخر. هذا المبدأ هو الأساس وقد سرنا عليه.

> العلاقات مع تركيا إلى أين تتجه؟

– هم جاؤوا إلى بعشيقة. وفي زمن صدام حسين كان بين الطرفين اتفاق ولم يجدد، لكنهم مستمرون بتطبيقه من طرف واحد بالتواجد العسكري في مناطق داخل الأراضي العراقية… وتهبط طائرات مروحية بين الحين والآخر. وأخيراً كان التهديد بدخول سنجار بذريعة مطاردة مجموعة مرتبطة بحزب العمال الكردستاني التركي المعارض، قررت الخروج من المنطقة وعلى رغم ذلك التهديدات مستمرة. بعد خروج الـ «بي ك ك» لا يمكن أن تأتي قوات أجنبية وتغزو جزءاً من العراق.

> ماذا لو أصر الأتراك على موقفهم؟

– آنذاك ستكون لنا مواقفنا الواضحة والصريحة، ونرجو أن لا تصل الأمور إلى هذا الحد.

> يمكن أن يصل الأمر حد الاصطدام؟

– لا أعتقد، هناك اتفاقات بين بغداد وأنقرة لامتصاص تشنجات كهذه. سياستنا ضد أي احتلال لأي جزء من البلاد وليس هناك أي اتفاق مع تركيا. هم دخلوا إلى بعشيقة أثناء القتال مع «داعش»، والآن انتهى الموضوع ومن الضروري أن ينسحبوا، لسنا بحاجة إلى قوات ميدانية من أية دولة تحت أي مسمى ومهما كانت لديها مصالح معنا ليس من حقها أن تبقى. نحن بحاجة إلى التنسيق مع هذه الدول.

> هناك من يتحدث عن تكرار سيناريو عفرين في سنجار.

– هذا هاجسنا، ولكن نرجو أن لا يقدموا على مثل هذه الخطوة طالما الـ «بي ك ك» يتأهبون للخروج إلى مناطق أخرى وقد أعلنوا ذلك.

> إلى أين؟

– إلى الداخل التركي أو أي مكان آخر، هذا غير مهم بالنسبة إلينا.

> كيف تقيمون العلاقة مع المملكة العربية السعودية؟

– من الضروري أن تكون علاقتنا مع المملكة العربية السعودية جيدة، وأنا شخصياً عندما توليت رئاسة الجمهورية كانت السعودية أول دولة زرتها مع وفد كبير من الوزراء، وكانت النتيجة ممتازة، لكن مع الأسف توفي الملك عبدالله ومع ذلك مستمرون بالاهتمام في علاقاتنا ونعمل على تقويتها.

> وإيران؟

– علاقتنا مع إيران جيدة وأول يوم بعد تغييرات 2003 قدموا لنا مساعدات في وقت ابتعدت الدول العربية. علاقتنا مع إيران ممتازة ومع المملكة العربية السعودية ممتازة أيضاً، ولا بد أن نتعامل مع هذه الدول من خلال مصالحنا المشتركة.

نحن مسؤولون عن إدارة هذه الدولة في مختلف المستويات، ولا بد أن نعمل على أن تكون علاقتنا مع الجميع ممتازة وأن لا تكون مع جهة على حساب أخرى، وفي كل لقاءاتنا مع جهة عربية أو إقليمية أو دولية نركز على مصالحنا، فليس من مصلحتنا الدخول في صراع مع العربية السعودية أو تركيا أو إيران.

العراق دولة قوية كبيرة تنظر إلى الجميع بعيون عراقية ومن خلال مصالحنا، ونرفض أن نكون تابعين إلى هذه الجهة أو تلك.

جميع الدول قدمت لنا الدعم في حربنا ضد «داعش» ولا يمكن أن ننساهم. قدموا لنا مساعدات وتقبلناها بكل ترحيب وشكر ونطلب المزيد منها ولكن يبقى العراق عراقاً.

> والصراع الإقليمي على الساحة العراقية؟

– هذه الدول تتنافس في ما بينها ولكن العراق غير مسلوب الإرادة ولا يمكن أحدهم أن يستولي عليه. العراق له شخصيته ودوره. نحن مع أن تكون العلاقة جيدة مع الجميع، الدول الإقليمية الجارة ثم دول المغـرب وكل دول المنطقـة عدا دولة واحدة.

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *