آخر تحديث:
بغداد/شبكة أخبار العراق- شدد رئيس الجمهورية، فؤاد معصوم، على ضرورة الدعم الدولي للعراق في حربه على عصابات داعش الارهابية، “محذرا في الوقت نفسه “من انتشار ظاهرة الارهاب في دول العالم”.وقال معصوم في كلمته التي القاها خلال القمة العربية – اللاتينية التي عقدت أمس واختتمت اعمالها اليوم في السعودية “من المؤسف أن كثيراً من دول المنطقة العربية تخوض الآن تحديات مصيرية وهي تواجه هذا الارهاب بمختلف تسمياته وأبشعها حالياً منظمة داعش ولا يتحقق السلام من دون دحر الإرهاب ومن دون تنمية عوامل السلم الأهلي والتعايش داخل كثير من دولنا”.وأضاف “في بلدنا العراق ما زلنا نواصل مقاومة هذا الخطر الإرهابي الذي لم يتورع في ارتكاب أبشع الجرائم ضد العراقيين بمختلف قومياتهم وأديانهم وطوائفهم وباقي مكوناتهم”.وأشار معصوم “مازال القتلة الإرهابيون والانتحاريون من مختلف الدول يجدون أكثر من سبيل سالك لدخول الأراضي العراقية لإدامة زخم العنف والجريمة التي تعددت أشكالها وتباينت أهدافها من حرق الكتب والمكتبات وهدم المتاحف وآثار أقدم حضارات الإنسانية والكنائس القديمة والمساجد ودور العبادات للمسلمين والمسيحيين والإيزيديين”.وتابع “قبل كل هذا فقد استهدفت المواطنين المدنيين، نساء وأطفالا وشيوخاً، ممن تعرضوا للقتل والحرق والابادات الجماعية، ولم ينجُ منهم في المدن والقرى التي احتلها المجرمون الارهابيون سوى من توفرت له فرصة الهرب والنزوح حيث مئات الآلاف من العائلات الآن مشردة داخل وخارج البلاد في انتظار فرصة تحرير مدنهم والعودة إليها”.وبين انه “ومثلما عمد الارهاب الداعشي المجرم الى استهداف ابناء شعبنا العراقي العزيز بكل مكوناته، فقد ردّ شعبنا على هذا العمل العدواني بتوحيد الصف الوطني والمساهمة الشجاعة برد الاعتداء بمشاركة وطنية واسعة سعة العراق كله”.وقال رئيس الجمهورية “يشرفني هنا أن أحيي البطولات والتضحيات التي يقدمها جنود جيشنا وقواتنا المسلحة والحشد الشعبي والبيشمركة وأبناء العشائر في مواجهة هذا المد الارهابي وفي تحقيق الانتصارات المتتالية عليه بقوة صمود أبطالنا وعزيمتهم على النصر وبالدعم الذي يلقونه من الجهد الدولي المؤازر”.وأكد “نحتاج إلى أن يقف كل أحرار العالم معنا، وان شعبنا واذ يسطر أسمى آيات الشجاعة في التصدي للارهاب رغم ما يواجه من تحديات اقتصادية وامنية لن يألوا جهدا بالمواصلة، وهو وبمثل هذا الظرف لا يطالب اي دولة من الدول الصديقة والشقيقة ان تبعث ابناءها للقتال ضد داعش بدل ابناء العراق، لكنه يهيب بهذه الدول ان تقف الى جنبه سياسيا واقتصاديا وامنيا”.وأضاف كما “نحتاج إلى أن يشعر العراقيون أنهم ليسوا وحدهم في هذه الحرب التي راح ضحيتها مئات الآلاف من المدنيين وتشرد الملايين بسببها وأنفقت ثروات فيها وتعطلت الكثير من فرص البناء والتقدم تحت ضغطها،” مؤكدا “لا خيار لنا وللعالم سوى أن ننتصر، وتعاوننا وتلاحمنا ووقوفنا معا يختصر وقت المواجهة ويقلل التضحيات فيها ويعجل بنهاية هذا الوباء الإرهابي الذي لا عاصم لبلد منه”.وأشار معصوم الى الاوضاع المضطربة في الدول العربية قائلاً “هكذا تعقدَ المشهدُ في ليبيا بعد سقوط الدكتاتورية وبعد دخول الارهاب على خط المشكلة، وهكذا تعقد المشهد في سورية بفعل عوامل كثيرة من بينها الارهاب وطالت معاناة الشعب السوري الشقيق الذي يستحق حياة آمنة وحرة ديمقراطية، وهكذا هو الحال في أكثر من مكان عربي آخر يعاني من الارهاب ومن خلاياه النائمة”.وأوضح، إن “اضطراب الجو الأمني في منطقتنا أسهم في توتير الأجواء وخلق بوادر نزاعات كثيرة نعتقد أن حلّها هو بالحوار وبالتفاهم البنّاء وبالتعاون، بينما بقيت مشكلة الشعب الفلسطيني وما زالت واحدة من أخطر العوامل التي تساعد على إبقاء أجواء الأزمة والتوتر في المنطقة، إنه صراع لابد له من نهاية، ولا نهاية من دون تفعيل قرارات الشرعية الدولية وتهيئة سبل الحوار والتفاهم وبما يضمن حق الشعب الفلسطيني كاملاً في دولته المستقلة وعلى ترابه الوطني”.وقال رئيس الجمهورية “نعتقد أن حلاً إيجابياً وشرعياً للمشكلة الفلسطينية سيكون مفتاحاً لحل كثير من مشكلات المنطقة، وكلنا أمل وثقة في أن المستقبل سيكون لصالح العدل والسلام في منطقتنا والعالم، وكلنا على استعداد لترسيخ التعاون والعمل المشترك من أجل هذه الأهداف التي تنسجم وأهداف الشعوب في الحياة والمضي في طريق التقدم”.وختم كلمته بالقول “نعتقد أن هذه القمة وهذا الحرص على إدامتها وإدامة التواصل البنّاء من خلالها هما من عوامل تجسير الصلة بين شعوب ودول منطقتينا”.