معكم الله أيها المتقاعدون

معكم الله أيها المتقاعدون
آخر تحديث:

بغداد/ شبكة أخبار العراق – تقرير سعد الكناني …تالف وناقص، كلمتان تترادفان على ألسنة المتقاعدين وأصحاب الدخل المحدود وصغار الموظفين، إذ كثيرا ما تُدفع رواتبهم بالعملة الصغيرة من فئة ألف دينار وعملات أصغر وجميعها تالفة.تستلم أم حسين (65 عاماً) راتبها التقاعدي مرة واحدة كل شهرين شأنها شأن باقي المتقاعدين في العراق، وتقطع مسافة بعيدة للوصول إلى دائرة التقاعد ولم يختلف الأمر معها يوماً، فبعد أن تقف في طابور طويل غالباً ما تستلم راتبها بالعملة الصغيرة.تقول ام حسين “يجري تصنيفنا إلى فئتين الأولى فئة الذين يدفعون رشوة أو إكرامية للمحاسب فيدفع رواتبهم بالفئة الكبيرة النظيفة، والثانية من لا يدفعون وهؤلاء يُدفع لهم بالعملة الصغيرة ومعظمها تالف أو ممزق لا أحد يستلمها نّا”.وتضيف “ليت الأمر يتوقف عند هذا الحد، فالمحاسبون يستقطعون مبالغ بحدود ثلاثة آلاف دينار من رواتب المتقاعدين والسجناء السياسيين والشهداء والأرامل والمطلقات دون سبب، ومن يطالبهم براتبه كاملا يعاقبونه بالدفع له بالعملة الصغيرة التالفة”.معظم النساء والرجال من كبار السن ويصعب عليهم التزاحم في طوابير طويلة، لذا يضطرون للتنازل عن هذا الهامش في مقابل استلام رواتبهم بأقل الأضرار.ويحدث الأمر نفسه مع مكاتب البطاقة الذكية، حيث يتم استقطاع أكثر من خمسة آلاف دينار من مبلغ التقاعد وهو ما يزيد على الحد المقرر رسمياً.يوسف نافع يعمل صرافاً يقول أثناء انشغاله بإصلاح بعض النقود”أقوم بإصلاح العملات الورقية التالفة من الفئات الصغيرة وفي بعض الأحيان فئات أكبر، بينما أمنح العملات الصعبة كورقة المائة دولار عناية خاصة”.ويستعمل نافع اللاصق الشفاف في إصلاح العملات، فليس هناك وسيلة أخرى.ويضيف “إلصاق الدولار يتطلب قص اللاصق بطريقة دقيقة جداً حتى لا تبدو العملة أنها ملصقة ، كما أُعرِّض اللاصق للحرارة لكي يصبح جزءاً من ورقة العملة، أما العملات المحلية فإصلاحها أسرع وأسهل”.ولا يحتكر الصّرافون إصلاح العملات التالفة فهناك الكثيرات من ربّات البيوت يمضينّ بعض الوقت في إلصاق النقود الممزقة.تقول رباب حسين وهي موظفة “تعبت من استخدام اللاصق وطلاء الأظافر لإصلاح النقود فنحن نجد صعوبة في التعامل بها والباعة يرفضون استلامها، لكننا لا نعاني من تلف النقود فحسب بل أيضاً من قذارتها ولونها المتسخ”.عدم جودة ورق العملة يتسبب هو الآخر في تلفها السريع بعد 2003 ، وحملّت آنذاك رموز حقبة جديدة مبشِّرة بالوعود غير أن التلَف أصابها سريعاً.يقول حميد غني مدير مصرف “بعد 2003 تم إصدار عملة جديدة طباعة انكليزية في شركة مختصة بالعملة والطوابع، ضُخ نوعان من العملة ورقية ومعدنية ثم اختفت العملة المعدنية الصغيرة من التداولات اليومية ولم تصدر طبعات ورقية جديدة تعويضاً عن التالف منها”.ويضيف “هناك مكاتب صيرفة تتفق مع بعض أمناء الصندوق في المصارف وبعض إدارات المصارف لاستبدال العملات الصغيرة بأخرى كبيرة مقابل مبالغ محددة حيث يجري إيداع كمية النقود في رصيد صاحب المكتب بالبنك ويُسحب بدلاً من ذلك مبلغاً بالعملة الكبيرة”.ويضخ البنك المركزي ملايين من العملة الصغيرة في مواعيد متفرِّقة للمصارف الأهلية التي تزيد على 33 مصرفاً في العراق، فيما راج استبدال العملات الصغيرة خاصة التالفة لدى الصرافين مقابل ثمانية آلاف دينار لكل مليون دينار.أحمد نوفل موظف جلب كيسين كبيرين من فئة الدينار وربع الدينار لأحد الصرافين ويقول “نستلم الفئات الصغيرة في رواتبنا وتصبح عبئا علينا لأن فيها الكثير من التلف، لذلك نقوم باستبدالها بفئات أكبر في مقابل ثمن، فنحن ندفع من جيوبنا ضريبة التالف”.يقول الصرّاف أياد بدر صيّاح “يقوم عملاء لديهم أرصدة في البنوك الحكومية بإعادة هذه الأموال للبنوك بالاتفاق مع أمناء الصندوق أو المحاسبين واستبدالها بعملات من فئآت عشرة آلاف وخمسة وعشرون ألفاً بينما تعود العملة التالفة للتداول بعد أن تضخها البنوك في الرواتب”.ويستغرب صيّاح من عدم ضخ عملات جديدة ويقول “نسمع سنوياً أن البنك المركزي سيستّبدل العملة القديمة بأخرى جديدة لكن لا شيء يحدث من هذا لان الفساد أصبح في مؤسسات الدولة العراقية كأنه حالة طبيعية والكل يعرف ان المتقاعد في ظل حكومة المالكي يعيش أسوأ حالته الإنسانية  ولن يقتصر الأمر على المتقاعد بل على فئات أخرى من الشعب ،كل ذلك بسبب الفساد العام الذي شجعته الحكومة ،والسرقة وعمليات النهب والاستغلال أصبح جزء من منظومة  العراق “الجديد” أي  أصبح كل شيء حلال وليس هناك مخافة من الله ،وهذا هو عراق “الأحزاب الإسلامية “ولكننا نقول أليس الصبح بقريب!

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *