حميد الموسوي
خلافاتنا الدائمة المزمنة، عمرها بعمر الزمن.. ولن تنتهي بنهايته!. أكُتبَ على هذه الأمة الشقاق؟! أم على قلوبٍ أقفالها؟!.. وحتّام تبقى الأبدان مؤتلفة.. والأهواء مختلفة!! الأيادي متصافقة والقلوب متصافعة؟! تجاذب الظاهر وتنافر الباطن!. الوجوه الطلقه.. والنوايا المبيتة!.. كلامٌ يزلزل الصخور.. وفعال مثار سخرية، ومدار تهكّم!.
وإختلاف رأيٍ أفسد للودِّ ألفَ قضيةٍ وقضية! بدءاً بأعلى القمم..ومروراً بأكبر التجمعات.. وإنتهاءاً بأصغر الحركات.. وختاماً بأضيق الحلقات.. وكأنها الوباء المستشري، والعدوى المتفشية.. وجدنا آباءنا على أمة ونحن لآثارهم مقتفون.. وبها مهتدون.. وبهم مقتدون! أيّة مغناطيسية.. وأية جاذبية يبثها هذا الكرسي اللعين تضعف إزاءها مباديء الرجال، وتتهاوى قيمهم، وتستفحل أنانيتهم، فيفقدون توازنهم متناسين كل الآيات والأحاديث القدسية التي تحث على الوحدة ونكران الذات، سأفتح النار عشوائياً فأينما وقعت أصابت.. ما دامت الأهداف بأجمعها”ستراتيجية ومنتخبة” فإذا كان لقادة الجمع المؤمن -من ملوك وسلاطين وأمراء- أسبابهم الأنانية والطاغوتية في الإختلاف، والاعيبهم ومناوراتهم السياسية، ومعاذيرهم الميتافيزيقية.. وأدوارهم الشطرنجية!.. واذا كان لمن “الهاهم التكاثر” ذريعة، انا الأكثر مالاً وأعزّ نفراً! فبم تتبجح الشريحة المغلوبة على امرها حين تعين على نفسها بتشرذمها.. وتشتت مشاربها؟! خلاف لمجرد الإختلاف. وخلاف الأنا الأمّارة بالسوء، وخلاف لأجل التأمّرُ! ولا يرضى أمير منهم ان يترجل عن “بغلته”! ما داؤهم.. ماذا دهى عقلاءهم وهم يرون ببصرهم وبصيرتهم تهاوش الوحوش الكاسرة لمن هم أشد منهم قوة واكثر جمعاً، ويشهدون تناوش السيوف والرماح للخاصرة الأرق والحلقة الأضعف، ويعيشون محاولات الاستهداف والإقصاء تخبط خبط عشواء فتطال القاصي والداني منهم وتخطط لمستقبل مظلم لهم ولاجيالهم القادمة .