مــــن لـحــم ثـورنـا …!؟ … بقلم فؤاد البصراوي

مــــن لـحــم ثـورنـا …!؟ … بقلم فؤاد البصراوي
آخر تحديث:

البصـرة كما يـعـرف القاصي والـداني , مـدينة عـريقة منذ فجر الإسـلام والتي أصبحت بعدها حاضـرة تاريخية وَفَدَ اليها العلماء والأدباء و المفكرين , ولا أريد أن أعـددهـم فـهـم مـعـروفـون للمتعلم والجاهـل , للقريب والبعيد و كانت مدرسة للعربية والنحو ورائدها ” أبو الأسود الدؤلي ” والفراهيدي واضع علم العـروض من فطاحل النحويين فيها وإذا أردت أن أعدد الآخرين فلا أنسى ” الحسن بن الهيثم ” رائد الضوئيات و أبحر بعيداً الى تاريخنا الحاضـر لأقف على ضفاف جيكور فأنشد مع بدر شاكر السياب وأسهـر مع محمد خضير في رواياته ومحمود عبد الوهاب وقصصه ومحمود البريكان وشعره و لا يمر علي سعدي يوسف إلا وأردد معه شعراً بصرياً بديعاً , والبصـرة كما يعرف العـرب قبل العـراقيين أهميتها الإقتصادية ووزنها في ميزان الثروات البترولية , بل ومن مينائها يُشحـن نفطـها ليجلب أموالاً لكل العراقيين , والى مينائها تصل البضائع لكل أنحاء العـراق . تقدم بعضهم بإقتراح لتكون عاصمة العراق الإقتصادية فأعتـرض بعضهم , وطلب البعض الآخـر بأن تكون إقليماً نظـراً لمكانتها التاريخية والإقتصادية وأهميتها للعـراق وحاجتها الى الإعـمـار نتيجة للدمـار الذي أصابها في كل الحـروب التي أفتعلها النظام الصدامي الساقط سواء مع إيـران أو بعد إحتلال الكويت وتتالي الحروب الأمـريكية حتى سقوطه المريع والشنيع في العام 2003 وهـروب ” الرعية” وزعيمها ” القائد الضرورة ” وإختفائه في جحر لغاية إكتشافه وجلبه وشنقه . كانت البصـرة مهدمة , مدمـرة , تملأها الأزبال , بنيتها كانت من العار ذكرها فهي غير موجودة وبقيت هكذا رغـم قدوم ” الحكومات ” المحلية والتي لم تقـم بما يمليه عليها شـرفها وضميرها وواجبها نحو مدينتها , وبما إن ” كل حـزب بما لديهم فـرحون” فكانوا لأموالها سارقون ولجيوبهم مالئون ولمدينتهم مهملون ؟!! والحديث عن البصـرة وحقوقها ” المسلوبة” من الحكومة ” المركزية” سواء في مسألة توزير أحد البصريين بما يناسب قيمتها ومنزلتها الإقتصادية والتاريخية والعلمية , فحتى منحها منصباً يليق بها ضنوا عليها به , وقد أداروا لها ظهر المجن رغم الشدائد والمحن التي مرت عليها و ما زالت منها تئن , يخرج علينا “نائب” إسمه هيثم الجبوري يستكثـر عليها مبلغ 5 دولارات قررتها ” الحكومة الوطنية” للبصـرة وهي المحافظة التي تنتج أكثر من 75% من نفط العـراق وتصدره , بل ويقول هذا ” النائب” البعثي السابق بأنه لا يوجد قانون في العالم يعطي للمدينة المستخرج منها النفط ميزة على مدن أخـرى, وبالصدفة إلتقيت بالأمس بمهندس من نيجيريا يستوطن في أمريكا وينحـدر من ولاية في نيجيـريا إسمها” أكوا إبوم ” وعاصمتها أويو , تعـود لهـا حصـة تبلغ 13% نتيجة لإستخراج النفط من أراضيها تمنحها لها الحكومة المركزية الى هنا ينتهي كلام المهندس النيجيري , لأقول للسيد الدكتور النائب” هيثم الجبوري” كلامك مردود عـليك أيها النائب , فالبصـرة لهـا فضـل على الجميـع , البصـرة بحاجـة ماسـة الى التعـمـيـر , البـصـرة لهـا حقـوق أكثـر مـمـا تتـصـور , وهذه الخمسة دولارات ليست منة من حكومتكم ” الوطنية” وإنما هذا حق مكتسب وهـو أقل مما تستحق . وبما إن البصـرة بحاجة للتعمـيـر كما قلت أكثر من أية مدينة عـراقية أخرى لأنها كانت على مرمى ” المدافع الإيـرانية ” ومدخل للغـزو الأمـريكي للعـراق , الأمـر الذي حوّلها الى مدينة غير قابلة للعيش الكريم , فلا ماء للشرب و لا كهرباء تضئ طريق العابرين الى بيوتهم التي يملأها الفقـر و لا شوارع تعكس حضارة هذه المدينة وأهميتها الإقتصادية , لذا يجب أن يكون مردود نصيبها من النفط في أيد أمينة تبني و لا تسرق , تهتم و لا ترفـع شعارات جوفاء , تدين لأهلها وليس لغيرهم , تضع الرجال المناسبين والأكفاء في الأماكن المناسبة , نحن نريد حكومة محلية شريفة تحب البصرة وتخلص لها وأنا لم أر لحد الآن مثل هذه الحكومة لأنني وجدت النفايات تملأ الشوارع وآثار الحروب تعلن عن نفسها والسفن الغارقة ما زالت تملأ ” شط العـرب” , وفوق هذا وذاك تحرمها الحكومة من حقوقها المشروعة وتكثر عليها حتى بوزيـر في منصب ريادي وهي المدينة التاريخية ويظن البعض ممن لا يملك شيئاً غير ” علومه الدينية” البائسة بأنها خالية من الكفاءات!! , يا لبؤسهم مما يأفكون !!؟ وأخـيـراً أقـول لمن ينكر على البصرة حقها بثرواتها , إنه لحم ثورنا ونحن أحق به , ولكم الفتات ولنا الفضل عليكم به.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *