مفهوم الهوية في السرد العراقي

مفهوم الهوية في السرد العراقي
آخر تحديث:

عالية طالب

ماذا تعني الهوية ؟ اهي البيانات التي تشير الى الانتماء لمجتمع معين يحقق النمو الذاتي للفرد ضمن المجموع العام وتلتصق به وتبرز من خلاله بصفة افعال واقوال وممارسات تؤكد ذلك الانتماء؟ أم هي بيانات نحملها تشير الى بيئات مختلفة نعيش فيها دون ان نفرض على تلك البيئات ذواتنا الخاصة التي تشكل فهمنا لمعنى الهوية ؟.قسم عالم النفس ” أريكسون” المفهوم العام للهوية الى حالات اربع ، مشيرا الى انها تحقيق الهوية وهي ادراك الفرد لهويته الذاتية واحترامها والعمل على تنميتها ، وهناك تعليق الهوية حين نشعر بأزمة في هويتنا الفردية نتيجة اضطرابات نفسية وايضا انغلاق الهوية  حين تفرض علينا محددات لا نرغب بها وتعيد ترتيب رغباتها حسب قواعدها ، وصولا الى مرحلة تفكك الهوية الناتجة عن التعرض للاضطهاد والظلم والاجحاف.!!الرواية العراقية  يعيش اغلب ابطالها في المرحلة المعبرة عن الوقوع تحت الظلم والاضطهاد والاغتراب لكن ذات الابطال لم يتخلصوا من مرحلة ” تحقيق الهوية” ومارسوا تصديهم للمرحلة الرابعة بقوة خاصة استمدت من شعورهم بأهمية الذات التي بنيت ضمن بيئة عامة استقوا منها  هوية لا يمكنهم التخلي عنها بتفكيكها. حتى من عاش مغتربا عن هويته المجتمعية متنقلا  ما بين هويات مجتمعات متعددة لم يفتت الاولى التي تمثل الانتماء الى هويته الاصلية وبقي يكتب بذاكرة مستمدة من بيئته التي كونته وصاغت تجذره وهو ما يؤكد ان الهوية  اطار كبير لهويات فرعية قد تأخذ شكل أثنيات وطوائف وقوميات ومذاهب ومعتقدات واديان وافكار ومعتقدات وسلوكيات .. لكنها تبقى متمحورة حول هوية جامعة شاملة لا يمكن اغفالها من ذواتنا.السرد العراقي استطاع ان يؤكد هويته الخاصة وتفرد بأن خصوصية ابداعه يمكن تأشيرها بوضوح وكانه لسان حال منطقة تتشابه في صفات مشتركة تسرد قصتها الخالدة وهي تتمسك بفضائل مدينة لا يمكن تكرارها ابدا وبإحداث تواترت لتدلق تجارب لا نهاية لها اقتنصها الكاتب ليعيد صياغة قصة الحياة بصور لا تنتهي، تتشظى وتلتئم  وتبتعد وتقترب ولا تفكر ابدا في تفتيت هويتها الخاصة على حساب اية هويات فرعية مهما تعددت او تداخلت اهدافها الخاصة ضمن المشهد العام المفتوح على مديات ارحب.الهوية بصمة مؤلف في بيئة ضامة جامعة وليست تفكيك طارد لواقع لا يمكن جمع شتاته ضمن نصوص متناثرة  فاقدة لشرعية التواجد الانساني في بؤرة جاذبة لكل الانتماءات مهما تعددت.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *